رئيس حكومة لبنان يحمل ملف المختفين إلى سوريا في زيارة تاريخية

جانب من الزيارة - أرشيفية

في خطوة تحمل دلالات عميقة وتساؤلات حول مصير عالق، توجّه رئيس حكومة لبنان، نواف سلام، اليوم الإثنين، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق.

وتأتي هذه الزيارة في خضم الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية؛ ليضع ملف "المخفيين قسرًا" في السجون السورية على رأس جدول المباحثات، في محاولة لكشف الغموض الذي يحيط بمصيرهم.

وقبيل توجهه إلى دمشق، وفي ذكرى مؤلمة للبنانيين، وضع "سلام" إكليلًا من الزهور على نصب الشهداء في وسط بيروت، مؤكدًا أن قضية المخفيين ستكون "من ضمن المباحثات" خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين، وعبّر عن أمله في العودة بـ "أخبار طيبة" عن هؤلاء المفقودين، متعهدًا بتقديم المزيد من التفاصيل حول هذا الملف الحساس عقب انتهاء الزيارة.

وإلى جانب هذا الملف الإنساني المؤرق، تتضمّن أجندة زيارة سلام إلى دمشق مناقشة مجموعة من الملفات الحيوية للبلدين، وفقًا لمصادر مواكبة للزيارة نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط"، وتشمل هذه الملفات ترسيم الحدود المشتركة، وقضايا أمن الحدود، وملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

كما سيتم استعراض الاتفاقيات الاقتصادية القائمة بين البلدين بهدف تطويرها وتعزيزها، بالإضافة إلى البحث عن آفاق لعقد اتفاقيات جديدة تخدم المصالح المشتركة.

لا داعي لبقاء إسرائيل.. "سلام" ينتقد الوضع في الجنوب ويدعو للثقة بالدولة

وفي سياق آخر، تطرق رئيس الحكومة اللبنانية إلى الوضع المتوتر في الجنوب اللبناني، مؤكدًا أنه "لا داعي لبقاء إسرائيل في هذه النقاط"، مشيرًا إلى التقدم التكنولوجي، ووجود الأقمار الاصطناعية التي تغني عن التواجد العسكري على الأرض للمراقبة.

كما شدد "سلام" على أهمية وحدة اللبنانيين واستعادة ثقتهم بالدولة، معتبرًا أن ذكرى الحرب الأهلية يجب أن تكون درسًا لعدم تكرار الماضي المرير، وأن الوقت قد حان لبناء دولة قوية وموثوقة.

ذكرى الحرب الأهلية.. دعوات للمصالحة واستخلاص العبر

تزامنت زيارة "سلام" مع الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وهو ما استدعى مواقف مؤثرة من القيادات الدينية والسياسية في البلاد، فقد دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى قراءة وقائع الماضي والتعلم منها لتحقيق المصالحة وتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وبدوره، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها، المطران إلياس عودة، على ضرورة استخلاص العبر من دمار الحرب وبناء دولة قوية وموحدة.