في يوم مشحون بالترقب، حملت بداية تعاملات الأربعاء 16 أبريل 2025 مؤشرات متعددة لقراءة المشهد الاقتصادي المصري من ثلاث زوايا رئيسية: تحرك الدولار، استقرار الذهب، وهدوء أسواق البناء. وبين هذه المحاور، يظهر المشهد العام مرتبكًا بعض الشيء، لكنه مرشح لتقلبات جديدة خلال الأيام المقبلة، وسط توقعات بتغيرات سياسية واقتصادية في الداخل والخارج.
الدولار يواصل حركته الصاعدة وسط ضغوط العرض والطلب
واصل الدولار الأمريكي صعوده أمام الجنيه المصري، مسجلًا ارتفاعًا جديدًا قدره 5 قروش في مستهل تعاملات اليوم مقارنة بأسعار الأمس، ليرتفع متوسط سعره إلى 50.93 جنيهًا للشراء و51.06 جنيهًا للبيع في البنك المركزي المصري.
ويعكس هذا الارتفاع، بحسب مصادر مصرفية، ضغوطًا متزايدة على العملة المحلية ناتجة عن استمرار ارتفاع فاتورة الواردات، إلى جانب تزايد الطلب التجاري على الدولار، خاصة في ظل احتياجات موسمية قبل شهر موسم الصيف الذي يشهد عادة ذروة في استيراد السلع الاستهلاكية.
في المقابل، لم يتم الإعلان حتى الآن عن تدخلات مباشرة من قبل البنك المركزي لضبط السوق، وسط حالة من "الهدوء الحذر" في السياسة النقدية، على ما يبدو انتظارًا لما ستسفر عنه المؤشرات الكلية خلال النصف الثاني من أبريل.
الذهب.. استقرار لافت رغم ارتفاع الدولار
على غير العادة، لم يتأثر سوق الذهب المحلي بتحرك الدولار، حيث حافظت الأسعار على مستوياتها السابقة.
وسجل الذهب عيار 21 – الأكثر مبيعًا في السوق المحلي – نحو 4640 جنيهًا للبيع، فيما بلغ سعر عيار 24 نحو 5302.75 جنيهًا للبيع، واستقرت أوقية الذهب عالميًا عند 3287.9 دولارًا.
ويرى محللون أن هذا الاستقرار رغم ارتفاع الدولار يعكس نوعًا من التمسك بالمراكز الشرائية من قبل كبار التجار، في انتظار ما إذا كانت الأسعار العالمية ستشهد موجة صعود جديدة بفعل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ويشير مراقبون إلى أن سوق الذهب المصري يشهد منذ أسبوع حالة من الجمود النسبي في حركة البيع والشراء، نتيجة ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية لدى شريحة كبيرة من المستهلكين.
سوق الحديد والأسمنت.. استقرار مشوب بالقلق
في قطاع مواد البناء، سجلت أسعار الحديد والأسمنت استقرارًا لدى أغلب الشركات، لكن ذلك لا يخفي مخاوف متصاعدة من احتمال حدوث زيادات مفاجئة حال استمرار صعود الدولار.
وسجل متوسط سعر طن الحديد الاستثماري نحو 38929 جنيهًا، فيما بلغ سعر حديد عز، الأعلى في السوق، 39947 جنيهًا. وسجل طن حديد السويس وبشاي حوالي 38300 جنيهًا.
أما في قطاع الأسمنت، فتراوحت الأسعار بين 3300 و3370 جنيهًا للطن، مع تسجيل متوسط سعر طن الأسمنت الرمادي نحو 3322 جنيهًا.
ورغم الاستقرار الظاهري، فإن حالة من القلق تسيطر على الشركات والمستهلكين، بسبب المخاوف من تداعيات ارتفاع تكلفة النقل والطاقة، ما قد يؤدي إلى زيادات جديدة في الأسعار خلال شهر مايو.
يعكس المشهد الاقتصادي اليوم أن السوق المصري يعيش حالة من الهشاشة في التوازن بين العرض والطلب، وسط ضغوط ناتجة عن ارتفاع الدولار، وقلق من التأثيرات غير المباشرة على أسعار السلع الأخرى.
ويبدو أن الاستقرار في الذهب والبناء هو استقرار مؤقت لا يعبر عن اتجاه طويل الأجل، بل يرتبط بعوامل ظرفية أبرزها ترقب المستثمرين والمتعاملين لقرارات حكومية قد تعيد ضبط السوق أو تؤدي لتغيرات مفاجئة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
