سجلت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، رقمًا قياسيًا بلغ 3334.20 دولارًا للأونصة، وهو مستوى كان يُعتقد أنه ضرب من الخيال قبل سنوات قليلة. يأتي هذا الارتفاع الكبير بنسبة 26% منذ بداية عام 2025 ليعكس تحولًا عميقًا في الأسواق المالية العالمية، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة في مواجهة موجات الغموض السياسي والاقتصادي.
المستثمرون، على رأسهم البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المتداولة، الذين تكثف مشترياتهم من الذهب، يسيرون في اتجاه زيادة الإقبال على المعدن النفيس، مما يعزز من فرصه في تحقيق مكاسب أكبر. وبحسب تقرير صادر عن "غولدمان ساكس"، من المتوقع أن يصل سعر أونصة الذهب إلى 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، مع زيادة مشتريات البنوك المركزية إلى 80 طنًا شهريًا.
قطاع التعدين يحقق التفوق لأول مرة منذ عقدين
لكن المفاجأة الكبرى جاءت من صانع الذهب نفسه، حيث سجّلت أسهم شركات التعدين أداءً يفوق المعدن الأصفر لأول مرة منذ عقدين. وفقًا لتقرير من "بلومبرج إنتلجنس"، ارتفع مؤشر "أسهم شركات الذهب الكبرى" بنسبة 38% هذا العام، متفوقًا على أداء الذهب الذي بلغ 20%، كما فاق أداء جميع مؤشرات الأسهم العالمية.
العام 2025 شهد تحولًا حقيقيًا لشركات التعدين، حيث حسّنت هذه الشركات من أدائها المالي، وقلّصت التكاليف، واستفادت من عمليات اندماج واستحواذ استراتيجية. على الرغم من ذلك، يبقى التفوق مشروطًا باستمرار الزخم الصعودي للذهب، إذ قد تواجه هذه الأسهم مخاطر كبيرة في حال تراجعت الأسعار.
التحديات السياسية لشركات التعدين في الأسواق الناشئة
ورغم الأداء الجيد لشركات التعدين، لا يخلو القطاع من تحديات سياسية وقانونية. على سبيل المثال، تلقت شركة "غولد فيلدز" ضربة قوية بعد أن أمرت السلطات الغانية بإخلاء منجم "دامانغ" بسبب رفض تمديد عقد الإيجار، رغم أن المنجم يمثل فقط 6% من إنتاج الشركة. وفي مالي، واجهت شركة "باريك غولد" تحديات قانونية أيضًا بسبب نزاع ضريبي، بينما في إندونيسيا تعتزم الحكومة تطبيق رسوم تعدين جديدة بداية من 26 أبريل، ما قد يزيد من التكاليف التشغيلية.
فرص الاستثمار في شركات التعدين
من الناحية التقييمية، لا تزال أسهم شركات التعدين تُتداول بمضاعفات منخفضة مقارنة بمتوسطاتها التاريخية، مما يوفر هامش حماية في حال تراجع أسعار الذهب. شركات مثل "كينروس" و"غولد فيلدز" و"أنغلو غولد" تبدو في وضع جيد بفضل أدائها التشغيلي القوي، بينما لا تزال "نيوماونت" و"باريك" تحت أسعار القطاع المتوسط، مما يوفر لها فرصًا محتملة لإعادة التقييم.
الذهب: عامل تحفيز رئيسي في الأسواق
تستمر عوامل متعددة في دفع الذهب إلى آفاق جديدة، مثل تزايد المخاوف من الركود، ضعف الدولار، التوترات الجيوسياسية، وشراء البنوك المركزية للمعدن. وبالتالي، لا يُعد الذهب مجرد ملاذ آمن، بل أصبح أداة تحوط استراتيجية تلعب دورًا كبيرًا في الأسواق المالية العالمية.
ومع استمرار الزخم الصعودي للذهب، قد يشهد قطاع التعدين تحولًا مهمًا، حيث يُتوقع أن يصبح القطاع أحد اللاعبين الرئيسيين في المرحلة المقبلة إذا استمر الذهب في مساره التصاعدي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
