مجلس لبيب.. حسرة علينا يا حسرة علينا

تفاءل جميع الزملكاوية خيرًا بقدوم مجلس حسين لبيب لإدارة نادي الزمالك خلفا للمستشار مرتضى منصور.. تنفس جمهور الزمالك الصعداء.. أخيرًا جاءهم مجلس إدارة (هادئ، رجال أعمال، مؤدبين، ليسوا من هواة الصوت العالي، ليسوا من هواة الأزمات والمشكلات).

نجحت قاءمة حسين لبيب كاملة وعمت الأفراح في ميت عقبة وتبارى المجلس في الظهور التليفزيوني (قبيل الانتخابات) مطلقين الوعود والعهود، مؤكدين بأن هناك (زمالك جديد من حديد) مع عودة البطولات والاستقرار والهدوء وفك القيد واستقدام صفقات من العيار الثقيل.

كان جمهور الزمالك يجلس أمام شاشات التلفاز فرحين، مهللين، منبهرين، بظهور المجلس الجديد (ذو الصورة الذهنية) قادمون من أجل التغيير، ورفع الجميع شعار (الزمالك قادم مع لبيب ومجلسه) حتى أطلق المجلس في ساعة حظ جملته الشهيرة (أكبر قلعة رياضية في مصر).. مش بالبطولات ولا بالإنجازات ولا بالشعبية ولا بالجماهيرية ولا بأي شيء، هو كده (عافية) بصوت مصطفى بكري.

بعد فترة قليلة كل شيء بان وانكشف، لا مجلس من حديد، ولا مجلس رجال أعمال، ولا صورة ذهنية، ولا أي شيء مما كانوا يصدرونه للجمهور.. انتشروا في الإعلام والفضائيات، الكل يبرز دوره ونجاحاته (اللي مش موجودة بالفعل)، وأصبح للزمالك 12 متحدثا رسميا (عدد مجلس الإدارة) ومتحدثا رسميا (الإعلامي أحمد سالم) ومحبين يتحدثون باسم الزمالك (الجنايني وعائلة العدل وميدو وآخرون).. وممدوح عباس يدير النادي من الخارج، ثم بات ممدوح هو كبير الزملكاوية وكلمته مسموعة، هو من يدير المنظومة، ويحرص المجلس على فعل أي شيء لإرضاء عباس، ولا يفعلون أي شيء يثير غضب ممدوح!.

زادت الأزمات وغابت البطولات واستمر الزمالك في أزماته المالية، لأن المجلس الحكيم اعتمد وتعامد وتواكل على دعم رجال الأعمال فاستعان بدولاراتهم لفك القيد وجلب صفقات، ومع كل أزمة يظر على الساحة دعم رجال الأعمال الزملكاوية. إلى متى يستمر الزمالك معتمدا على دعم ودولارات رجال الأعمال؟.. أين الأفكار؟ وأين الاستثمارات؟ وأين الوعود؟ وما فائدة القائمة الموحدة؟ وما فائدة رجال الأعمال بالمجلس؟ وأين البرنامج الانتخابي؟ وأين أرض 6 أكتوبر؟ واين المشروعات والحبشتكنات؟.. صفر كبير، ولكن الحمد لله (الزمالك أكبر قلعة رياضية في مصر)!.

مرت فترة وظهرت الخلافات والخناقات بين المجلس وسمعنا ورأينا تسريبات تخرج من الأعضاء المتناحرين والكل يجيش سوشياله لخدمة أغراضه وأهوائه.. وبات الزمالك مستباحا إعلاميا في كل القنوات والمواقع الإلكترونية وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي.. حتى تعاقد الأهلي من أشرف بن شرقي وقبلها تعاقد الزمالك مع الفاشل ميشالاك وهنا ثار جمهور الزمالك وظهرت الخلافات فألقى الجميع بالمسئولية على أحمد سليمان (المتزعم ملف كرة القدم والصفقات)، كيف نرفض بن شرقي ونتعاقد مع ميشالاك الذي جاء ورحل ولم يقدم الإضافة؟.. فاعتذر سيلمان عن ملف الكرة واكتفى بدوره محللا مع مهيب عبد الهادي يصنع التريند وترك زملاءه في المجلس (بعضهم هايص وبعضهم لايص).

أعقب ذلك لجنة التخطيط (الجنايني، العدل، ميدو، حازم) فزاد متحدثو الزمالك، الكل يتحدث في شؤون الزماك، والكل يدير الزمالك.. لما تييجي تخاطب الزمالك متعرفش تخاطب مين؟ لا تعرف من يدير النادي؟ ولا تعرف من يتحدث باسم النادي؟ ولا تعرف كيف تسير الأمور في النادي (بس اللي معاه ربنا يمشي على الميه).

ولأن نتيجة عدم التخطيط (بزرميط)، ونتيجة الكلام الكتير فعل قليل، سلطة قليل، ونتيجة تفضيل المصلحة الخاصة على العامة ضاع الزمالك وخسر البطولات، بطولة وراء بطولة في كل اللعبات، إلا ما جاء بدعاء الزملكاوية (جمهور الزمالك الذي يسعى وراء فريقه داعما مساندا).

ثم ظهرت قنبلة انتقال زيزو للأهلي.. أفضل لاعب في الزمالك، مشروع الزملك، ينتقل إلى الأهلي مجانا في ضربة قوية وشديدة كسرت ضهر الزمالك والزملكاوية، ووجه محمود الخطيب ضربة قاضية جديدة لحسين لبيب ومجلسه.. لكن مجلس الصورة الذهنية لا يلقي بالا ولا يشغل باله.. لأن الزمالك أكبر قلعة رياضية في مصر (عافية).

مجلس رجال أعمال، وقامات كبيرة، رفضوا بيع زيزو مقابل 6 ملايين دولار (300 مليون جنيه) واستدانوا من البنوك، قروض وإعانات من رجال الأعمال الزملكاوية.. ولكن كل هذا لا يُغني ولا يسمن من جوع.. لأن الكل يبحث عن مصلحته الخاصة فقط. المندوه مشغول بالجمعية العمومية ويبذل قصارى جهده لكسب ود الأعضاء للاستمرار في النادي، فهو يحلم برئاسة النادي في القريب العاجل. عندما تدخل مكتبه في ميت عقبة تجده علق صوره على الحوائط، صوره تملأ الجدران، صور المندوه لا صور الزمالك وانتصاراته، (فهو يحب نفسه لا يحب الزمالك). رجلا الأعمال بيرزي وشكري حاضران غائبان ليس لهما دور ولا فعل ولا رد فعل (شاهد مشفش حاجة). هشام نصر عبقري الألعاب الأخرى والكادر، الألعاب الأخرى في الزمالك خسرت معه كل شيء (باستثناء إنجاز فتيات الذهب). الثلاثي الشاب نصوحي وطارق ونيرة كل يبكي على ليلاه، لس لهم ناقة ولا جمل. يتبقى لاعبا الكرة سليمان وحسين الأول مشغول بالتريند مع مهيب والثاني أيضا ابتعد عن ملف الكرة وترك الحبل على الغارب لميدو. يتبقى قائد السفينة حسين لبيب الذي مازال يبحث عن حل لحديثه السابق (لو السفينة مخرومة هعرف أدورها وأمشي بيها) أو أن مدام لميس (متطلعهاش في دماغه وياخد لاعب من الأهلي).. حوش اللي وقع منك يا كابتن حسين!!.

للأسف مجلس الصورة الذهنية فقد صورته الذهنية، فقد دعم جماهيره، فقد تعاطف الأعضاء، فقد تضامن الإعلام، فقد كل شيء، أصبحوا متناحرين، متخانقين، وكل الوعود الانتخابية طارت في الهواء.

منذ 48 ساعة فقط شاهدنا موقف لا يحدث إلا في ميت عقبة، مدير إدارة الإعلام بالنادي ماهر غريب خرج بتصريحات بأن زيزو عاوز يكمل في الزمالك، وبعدها بدقائق خرج المتحدث الرسمي أحمد سالم ونفى هذا الكلام.. طيب نصدق مين؟ وإزاي مكان كبير زي نادي الزمالك بقى مشاع وحقل تجارب كل من هب ودب يتحدث في أمور النادي.

نصيحة.. حاول أن تلقي نظرة وتتعلم ماذا يحدث في الأهلي وكيف يتعامل رجال الأهلي.

مجلس الزمالك عليه أن ينزل للأرض، عليه أن يقتنع ويدرك ويعرف أن الزمالك ليس أكبر قلعة رياضية في مصر.. قبل أن يصدم بنهاية فيلم العار.. عندما فشلوا في تخزين البضائع وقال محمود عبد العزيز جملته الشهيرة (الملاحة الملاحة وحبيبتي ملو الطراحة.. حسرة علينا يا حسرة علينا).