طقس أسبوع الآلام .. دخل المسيحيون في جميع أنحاء العالم في “أسبوع الآلام” مساء الأحد الماضي، بعد انتهاء قداس أحد الشعانين المعروف بأحد السعف. يُعتبر هذا الأسبوع من أهم الأسابيع المقدسة في الديانة المسيحية، حيث يتميز بصلوات وطقوس خاصة تُمارس خلاله.

أسبوع الآلام تمنع التقبيل يوم الخميس
يعتبر الأقباط أسبوع الآلام أقدس أيام السنة وأكثرها روحانية، حيث يبتعدون عن مظاهر الفرح ويُلغون جميع الحفلات، ويصومون فيه بأعلى درجات النسك أكثر من أي وقت آخر. تُقام خلال هذا الأسبوع صلوات “البصخة المقدسة”.
يتبع الأقباط مجموعة من التقاليد خلال هذا الأسبوع، الذي يُعتبر الأقدس لديهم في السنة، حيث يمثل أحداث تسليم السيد المسيح وصلبه وآلامه، وينتهي بقيامته من الموت في اليوم الثالث، وفقًا للعقيدة المسيحية.
يرتبط الأقباط بعدد من العادات التي تربط حياتهم اليومية بطقوس أسبوع الآلام، حيث يختارون الملابس والمأكولات والممارسات التي تتناسب مع هذا الأسبوع الحزين وصلواته المقدسة.

قبلة “يهوذا” الخائن
حددت طقوس الكنيسة منع التقبيل بشكل كامل منذ مساء الأربعاء وحتى انتهاء قداس عيد سبت النور، وذلك لتذكير الأقباط بقبلة “يهوذا” التي تُعتبر رمزًا للخيانة، حيث تمثل علامة تسليم يهوذا، أحد تلاميذ المسيح، كما ورد في النص الإنجيلي عندما قال السيد المسيح: “أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟”.
نفور من القبلة الخائنة
في سياق أحداث “أربعاء البصخة”، تبرز قبلة يهوذا الخائنة التي من خلالها سلم السيد المسيح. وفي قداس خميس العهد، لا يذكر الشماس عبارة “قبلوا بعضكم بعضًا”، كما لا تُقال في قداس سبت النور، وذلك بهدف ترسيخ نفور المؤمنين من القبلة الخائنة ومن خيانة يهوذا لمعلمه.
تحتفل الكنيسة بذكرى خيانة يهوذا من خلال صيامها كل أربعاء على مدار السنة، تعبيرًا عن الاحتجاج على المؤامرة ضد السيد المسيح، التي شارك فيها يهوذا، أحد تلاميذه، بخيانة فظيعة. في الاحتفال بالبصخة، ينشد المؤمنون معًا نشيدًا يوجه اللوم إلى يهوذا

يُعتبر يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ السيد المسيح من بين اثني عشر تلميذًا، تجسيدًا بارزًا للخيانة في تاريخ المسيحية. وقد ذُكر في العهد الجديد من الكتاب المقدس عشرات المرات بشكل سلبي، حيث اتُهم بخيانة السيد المسيح وتعاونه مع الرومان الذين كانوا يحتلون القدس في ذلك الوقت، مما أدى إلى تسليمه وصلبه وفقًا للمعتقد المسيحي.
أسبوع الآلام .. خميس العهد وغسل الأرجل
يُعرف طقس قداس خميس العهد بتقليد الكاهن غسل أرجل الشمامسة والرجال، مستلهمًا من فعل السيد المسيح الذي قام بغسل أرجل تلاميذه في هذا اليوم. يُعبر هذا الطقس عن العشاء الأخير الذي جمع السيد المسيح بتلاميذه قبل أن يُسلم إلى الجنود الرومان على يد يهوذا الخائن.