تنفّذ مصر برنامجًا طموحًا، من أجل زيادة إنتاج حقل ظهر في 2025، لمواجهة التناقص الطبيعي في عدد من الآبار، من أجل سد الطلب المتنامي محليًا وتحقيق الاكتفاء الذاتي والعودة إلى التصدير مرة أخرى.
وفجّرت مصادر مطلعة -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- عدة مفاجآت حول إنتاج أكبر حقل غاز في مصر، والاحتياطيات القابلة للاستخراج منه، بالتزامن مع تنفيذ خطة لحفر 3 آبار.
وكشفت 3 مصادر عن أن كامل احتياطيات أكبر حقل غاز مصري وصل بنهاية العام الماضي إلى نحو 4.8 تريليون قدم مكعبة، موضحة أن عمليات الاستخراج والإنتاج تصل إلى 75% فقط بحد أقصى من الاحتياطي المؤكد.
من جهتها، لم تفصح وزارة البترول المصرية عن أي معلومات حول الإنتاج، وذلك في طلب للتعليق، أرسلته منصة الطاقة.
في حين قالت شركة إيني الإيطالية (المشغلة للحقل)، إنه "ليس لديها تعليق بخصوص الإنتاج في الوقت الراهن".
إنتاج حقل ظهر في 2025
قالت 3 مصادر مطلعة إن إنتاج حقل ظهر في 2025 شهد خلال الأشهر الماضية انخفاضًا ملحوظًا، وهو ما دفع إنتاج مصر من الغاز إلى التراجع خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي إلى أدنى مستوى في 8 سنوات.
وكشفت المصادر عن حجم التراجع في إنتاج حقل ظهر، مشيرة إلى أنه خلال ديسمبر/كانون الأول 2024 وصل إلى 1.56 مليار قدم مكعبة يوميًا، وتراجع في يناير/كانون الثاني 2025 إلى 1.49 مليار قدم مكعبة يوميًا، وواصل النزيف في فبراير/شباط، ليصل إلى مستويات 1.40 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وفي مارس/آذار الماضي، وصل إنتاج الحقل، وفق ما ذكرته مصادر منصة الطاقة، لنحو 1.36 مليار قدم مكعبة، وبلغ متوسط الإنتاج خلال أول 10 أيام من أبريل/نيسان الجاري إلى 1.33 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وتوقعت المصادر أن يستقر متوسط إنتاج أكبر حقل غاز في مصر عند 1.30 مليار قدم مكعبة يوميًا بنهاية العام الجاري (2025) حال نجاح حملة الحفر الحالية.
الرسم البياني التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض إنتاج حقل ظهر:
وكانت سفينة الحفر "سايبم 10000" قد وصلت إلى موقع حقل ظهر في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تمهيدًا لحفر 3 آبار ضمن أعمال تطوير حقل الغاز العملاق التي تنفذها شركة إيني الإيطالية.
وأشارت المصادر إلى أنه في حال فشل حملة الحفر التي انطلقت منتصف فبراير/شباط الماضي من المتوقع أن يتراجع إنتاج حقل ظهر إلى مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو ما قد يزيد من أزمة نقص إمدادات الغاز إلى السوق المحلية.
وانخفض إنتاج مصر من الغاز خلال يناير/كانون الثاني 2025 بمقدار 960 مليون متر مكعب على أساس سنوي إلى 3.69 مليار متر مكعب، مقابل 4.65 مليار متر مكعب في الشهر نفسه من عام 2024.
وعلى أساس شهري، يكون الإنتاج منخفضًا بمقدار 102 مليون متر مكعب، مقارنة بمعدل شهر ديسمبر/كانون الأول السابق له، الذي بلغ 3.79 مليار متر مكعب.
ويُعدّ إنتاج شهر يناير/كانون الثاني الأقل منذ فبراير/شباط 2017 عندما كان معدل إنتاج مصر من الغاز الطبيعي نحو 3.48 مليار متر مكعب.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة- إنتاج الغاز في مصر شهريًا خلال (2022 - 2025):
أعمال الحفر في حقل ظهر
تتواصل أعمال الحفر في حقل ظهر التي تقودها شركة إيني الإيطالية، وسط آمال بإضافة نحو 200 مليون قدم مكعبة إلى إنتاج الحقل بحلول منتصف العام الجاري، حال نجاح الأعمال التي تنفّذها سفينة سايبم 10000.
وانتهت سفينة الحفر العملاقة مؤخرًا من أعمال حفر أول بئر ضمن الخطط الرامية لتعزيز إنتاج حقل ظهر، التي بدأت منتصف فبراير/شباط الماضي، بالتعاون مع الشركاء (إيني وأركيوس ومبادلة الإماراتية وروسنفط الروسية)، لزيادة معدلات إنتاج الغاز ومواجهة التناقص الطبيعي للآبار المنتجة.
وبدأت السفينة أعمالها ببئر ظهر 13، ثم انتقلت حاليًا إلى بئر ظهر 6، لتعقبها بعد ذلك ظهر 9، باستعمال تقنية حديثة (coiled tubing) لأول مرة على مستوى العالم في المياه العميقة.
وتُخطط الحكومة المصرية، بالتعاون مع إيني الإيطالية، لضخّ استثمارات بقيمة 535 مليون دولار خلال العام المالي الحالي (بدأ في 1 يوليو/تموز 2024، وينتهي 30 يونيو/حزيران 2025)، لتنفيذ أنشطة خطة تنمية حقل ظهر.
من جهة أخرى، تتفاوض إيني، مع عدد من الشركات العالمية وفي مقدمتها بيكر هيوز، لتنفيذ خطة لحفر بئرَيْن جديدتَيْن بحقل ظهر باستثمارات تقديرية تتراوح بين 400-300 مليون دولار.
وتتضمّن خطة تنمية أكبر حقل غاز مصري على حفر البئر (ظهر-19) واستكمالها، وتطوير التسهيلات في محطة الإنتاج البرية، وتنفيذ مشروع لرفع كفاءة تشغيلها وربطها مع الضواغط الخاصة بمحطة الجميل ببورسعيد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..