أخبار عاجلة
الخطيب لكولر: صن داونز بوابتك "للمونديال" -

كواليس المحادثات الأمريكية الإيرانية: 5 نقاط تقارب بين ترامب وخامنئي

كواليس المحادثات الأمريكية الإيرانية: 5 نقاط تقارب بين ترامب وخامنئي
كواليس المحادثات الأمريكية الإيرانية: 5 نقاط تقارب بين ترامب وخامنئي

شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية تطورًا لافتًا مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في مسقط، بسلطنة عُمان، والتي سلطت الضوء على إمكانية تحقيق تقارب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. هذه المحادثات، التي أثارت اهتمامًا واسعًا في طهران حيث تصدرت عناوين الصحف الرئيسي، كما ذكرت مجلة بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس أمس الأربعاء، وكشفت عن خمس نقاط تقارب محتملة بين الزعيمين.

السياق السياسي: مفاوضات في مسقط وآمال جديدة

بدأت المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران جولة جديدة في مسقط، عُمان، حيث وُصفت الجولة الأولى في 12 أبريل 2025 بأنها "إيجابية وبناءة" من قبل البيت الأبيض، وفقًا لـ بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس. أشار وزير الخارجية الإيراني عباس أراجتشي إلى أن الاجتماع الأول كان "بناءً للغاية" وأُجري في "بيئة سلمية ومحترمة" بسبب غياب اللغة غير اللائقة. على الرغم من اقتراح روما كموقع محتمل في البداية، من المتوقع أن تُعقد الجولة الثانية في عُمان يوم السبت المقبل. وأكد المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف أن المحادثات ستركز على "التحقق" من أهداف البرنامج النووي الإيراني، دون المطالبة بتفكيكه بالكامل، وهو موقف عاد عنه لاحقًا ليتماشى مع موقف ترامب بضرورة إنهاء قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم.

النقطة الأولى: معارضة مشتركة للقنبلة النووية الإيرانية

أولى نقاط التقارب بين ترامب وخامنئي هي المعارضة المشتركة لتطوير إيران للأسلحة النووية. وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، أكد خامنئي موقفه الثابت بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي، وأن امتلاك الأسلحة النووية يتعارض مع المبادئ الإسلامية. من جانبه، شدد ترامب على أن إيران لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية ويجب أن تصل إلى "اتفاق نووي سلمي موثق". هذا التوافق المبدئي يُعد نقطة انطلاق حاسمة، رغم التحديات التي يفرضها موقف إسرائيل، حيث دعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني على غرار نموذج ليبيا.

النقطة الثانية: تجنب الحرب كأولوية مشتركة

النقطة الثانية تتمحور حول الرغبة المشتركة في تجنب الحرب. أوضحت بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس أن كلا الزعيمين يدركان العواقب الكارثية للصراع العسكري، ليس فقط على بلديهما بل على الشرق الأوسط بأكمله. أشار ترامب مرارًا إلى أنه لا يرغب في شن حرب على إيران، بينما قال خامنئي: "نحن لا نسعى للحرب، وهم أيضًا لا يريدونها. إنهم يعلمون أنها ليست في مصلحتهم". هذا التوافق يعكس رغبة مشتركة في التهدئة، رغم التصريحات العدائية التي تصدر من الجانبين بين الحين والآخر.

النقطة الثالثة: معارضة محاولات واشنطن لتغيير النظام  - نهج جديد

النقطة الثالثة تتعلق بتغيير موقف الولايات المتحدة تجاه تغيير النظام في إيران. تاريخيًا، اتهم خامنئي الولايات المتحدة بمحاولة إسقاط النظام الإيراني، لكن بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس نقلت عن ترامب قوله قبل انتخابات 2024: "لا يمكننا أن نشارك بشكل كامل في كل هذا (تغيير النظام). لا يمكننا حتى إدارة أنفسنا، دعونا نواجه الأمر". هذا التحول في الخطاب الأمريكي قد يخفف من مخاوف إيران ويمهد الطريق لمزيد من الحوار، خاصة إذا استمر هذا النهج في ولاية ترامب الجديدة.

النقطة الرابعة: الأولويات الاقتصادية كأرضية مشتركة

النقطة الرابعة تركز على الأولويات الاقتصادية كمحرك للتقارب. أشارت بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس إلى أن ترامب يركز بشكل كبير على تعزيز الاقتصاد الأمريكي، بينما أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن انفتاح خامنئي على الاستثمارات الأمريكية، قائلًا إن المرشد الأعلى "لا يعارض المستثمرين الأمريكيين". هذا الانفتاح قد يشكل أساسًا للتعاون الاقتصادي، حيث أكد بزشكيان أن المحادثات في عُمان تُمثل فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية متبادلة، مشيرًا إلى أن "صفقات اقتصادية كبيرة يمكن أن تحول العلاقات بين إيران والولايات المتحدة كفيضان عارم".

النقطة الخامسة: الاعتدال الدبلوماسي كنهج جديد

النقطة الخامسة تتعلق بالاعتدال في الدبلوماسية كسمة للمحادثات الحالية. وفقًا لـ بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس، أظهر كل من أراجتشي وويتكوف نهجًا براجماتيًا خلال المفاوضات في مسقط، حيث ركز ويتكوف على "حل الخلافات بين الأمتين من خلال الحوار والدبلوماسية" بناءً على تعليمات ترامب. على الرغم من أن المحادثات كانت غير مباشرة في البداية، إلا أن أراجتشي وويتكوف انخرطا في حوار مباشر في نهاية الجولة، مما يُعزز الآمال بأن تؤدي المفاوضات المباشرة المستقبلية إلى نتائج أكثر فعالية.

التحديات والتداعيات: مسار نحو الاتفاق

على الرغم من هذه النقاط الخمس، تواجه المحادثات تحديات كبيرة. أولًا، هناك ضغوط من "المحرضين على الحرب" في واشنطن وتل أبيب وطهران، كما أشار بوليتين أوف ذا أتوميك ساينتستس، بما في ذلك اقتراحات غير واقعية مثل دعوة نتنياهو لتفكيك البرنامج النووي الإيراني على طريقة ليبيا. ثانيًا، هناك انعدام ثقة متبادل، حيث تتهم إيران الولايات المتحدة بخرق الاتفاق النووي لعام 2015، بينما يشتكي ترامب من أن إيران "تطيل أمد المفاوضات"، كما نقلت المجلة قوله: "أعتقد أنهم يماطلوننا".

لتحقيق نتيجة يربح فيها الجميع، اقترحت المجلة، في مقالها، إطارًا واقعيًا يتطلب تنازلات من الطرفين. يجب على إيران قبول أقصى درجات الشفافية والتفتيش على منشآتها النووية ضمن الأطر الدولية، مع اتخاذ تدابير لبناء الثقة مثل خفض نسبة تخصيب اليورانيوم من 60% إلى 5%. في المقابل، يتعين على الولايات المتحدة احترام حقوق إيران في برنامج نووي سلمي بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي، بما يشمل قبول التخصيب ورفع العقوبات المرتبطة بالنووي.

دبلوماسية مباشرة

لزيادة فرص النجاح، اقترحت المجلة عقد جولات المفاوضات المقبلة في السفارة العُمانية بالتناوب بين طهران وواشنطن، مع تعزيز التواصل المباشر بين المفاوضين. كما أوصت بإشراك الكونجرس الأمريكي والبرلمان الإيراني، حيث يمكن أن يساعد لقاء بين ويتكوف والبرلمانيين الإيرانيين في طهران، وبين أراجتشي وأعضاء الكونجرس في واشنطن، في تعزيز التفاهم المتبادل.

هل نحن أمام اختراق تاريخي؟

تُظهر المحادثات الأمريكية الإيرانية في مسقط إمكانية تحقيق تقارب بين ترامب وخامنئي بناءً على النقاط الخمس المذكورة. لكن النجاح يتطلب التغلب على تحديات كبيرة، بما في ذلك الضغوط السياسية وانعدام الثقة. إذا نجحت هذه المفاوضات، فقد تشكل بداية لعلاقات جديدة بين واشنطن وطهران، تعتمد على الدبلوماسية بدلًا من المواجهة، لكن ذلك يعتمد على استعداد الطرفين لتقديم تنازلات جوهرية وتبني نهج شفاف وبنّاء.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البنك المركزي يكشف أسباب خفض أسعار الفائدة .. التفاصيل الكاملة
التالى خاص | ناجي الشهابي: تدفّق الاستثمارات السعودية يعكس عمق الشراكة مع مصر