ألقى المطران الدكتور سني إبراهيم عازر، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، كلمة بمناسبة عيد القيامة المجيد، حيث أكد في حديثه أن القيامة هي رسالة رجاء جديدة تأتي وسط الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والعالم العربي.
وأضاف المطران عازر خلال كلمته التي ألقاها من مدينة القدس، بإننا نحتفل هذا العام بعيد القيامة في ظل ظروف صعبة، حيث يستمر العنف والدمار في بعض مناطق العالم، ويعيش شعبنا تحت وطأة الاحتلال والاضطهاد، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يفرض علينا تحديات كبيرة لكن يبقى الأمل حيًّا في قلوب المؤمنين.
القيامة: قوة حية تملأ العالم بالرجاء
أشار المطران عازر إلى أن القيامة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي "قوة حية تعمل في العالم اليوم"، وتمنحنا الأمل في وسط الظلم والموت. وأضاف قائلًا: "المسيح القائم من بين الأموات هو مصدر أملنا في عالم يواجه العديد من التحديات"، مضيفًا أن المسيح لم يكن محبوسًا خلف الحجر الذي دُحرج، بل قام بالفعل من الموت، ليقدم لنا حياة جديدة.
صرخة رجاء في مواجهة الحجارة
تطرق المطران عازر في كلمته إلى القصة الإنجيلية للنساء اللواتي ذهبن إلى القبر في صباح أحد القيامة، متسائلات "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" (مرقس ١٦: ١-٤)، قائلًا إن هذا السؤال يعبر عن معاناة الكثيرين في العالم اليوم، ممن يعانون من الاحتلال والظروف الصعبة مثل اللاجئين والمشردين.
وأوضح المطران أن هذا السؤال هو بمثابة "صرخة الأمل" لكل من يعاني في هذا العالم، مشيرًا إلى أن الإنجيل يعلن لنا أن الحجارة التي بدت ثابتة لا تقهر يمكن أن تُدحرج بفضل الصلاة والمصالحة وأفعال المحبة اليومية.
دعوة للتمسك بالرجاء والعمل من أجل السلام
وأكد المطران عازر على أهمية الإيمان في ظل المعاناة، قائلًا إننا مدعوون لأن نؤمن بأن الله لا يزال يعمل في هذا العالم حتى وإن لم نراه بأعيننا. وأضاف: "المسيح لا يزال يدحرج الحجارة التي تفصلنا عنه"، مشددًا على ضرورة التمسك بالرجاء الذي لا يموت في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الكثيرون.
كما دعا المطران في كلمته إلى الصلاة من أجل شعب فلسطين وكل من يعاني في مناطق النزاع، وأن يُدحرج الحجر عن حياتهم ليعيشوا في سلام وأمل. وأشار إلى أهمية الشراكة بين الكنائس حول العالم، ومن أجل رفع صوت العدالة في وجه الظلم.
القيامة أمل لا يموت
اختتم المطران عازر كلمته بتأكيد أن عيد القيامة هو "علامة أمل لا يُقهر"، وأنه رغم الألم والظروف الصعبة التي يعيشها الكثيرون، فإن القيامة تظل رمزًا للقوة والنور في هذا العالم المظلم. ودعا الجميع إلى التمسك بالرجاء، والعمل من أجل تحقيق السلام والعدالة.
وفي ختام كلمته، أضاف: "المسيح مات، المسيح قام، المسيح سيأتي مجددًا"، مشيرًا إلى أن القيامة تظل مصدر حياة وأمل لا ينتهي.