أعلنت وزارة الصحة المكسيكية، يوم الجمعة، تسجيل أول حالة إصابة بشرية بداء النغف الجلدي الناتج عن ذبابة الدودة الحلزونية، والمعروف باسم "آكل اللحم"، في بلدة أكاكوياجوا بولاية تشياباس الجنوبية.
أول إصابة بشرية بدودة آكلة لحوم البشر
وأوضحت الوزارة أن المصابة، وهي امرأة تبلغ من العمر 77 عامًا، تخضع حاليًا للعلاج بالمضادات الحيوية، وحالتها الصحية مستقرة.
ويُعد داء النغف من الأمراض الطفيلية الخطيرة التي تحدث عندما تضع إناث الذباب بيضها في الجروح أو الفتحات المفتوحة لدى الكائنات الحية، حيث تفقس البيوض إلى يرقات تتغذى على الأنسجة الحية، ما يؤدي إلى إصابات مؤلمة قد تهدد الحياة.
ويشير خبراء الصحة إلى أن هذه الحالة تثير القلق من عودة انتشار هذا الطفيلي الخطير في المنطقة، خاصة بعد أن رُصدت حالات إصابة مماثلة في عدة دول بأميركا الوسطى خلال العام 2023، منها بنما، وكوستاريكا، ونيكاراغوا، وهندوراس، وغواتيمالا، والآن المكسيك.
تهديد قديم يتجدد
الدودة الحلزونية كانت لسنوات طويلة مصدر قلق صحي واقتصادي في الأميركتين، وخصوصًا في النصف الأول من القرن العشرين، حيث تسببت بخسائر تقدَّر بنحو 100 مليون دولار سنويًا لمربي الماشية في جنوب الولايات المتحدة.
وبفضل برامج حكومية مكثفة اعتمدت على تعقيم ذكور الذباب لمنع تكاثرها، تم القضاء على الطفيلي تقريبًا في المكسيك بحلول عام 1986، كما أُنشئت منطقة حاجزة على الحدود الأميركية المكسيكية لاحتواء انتشاره.
غير أن وزارة الزراعة الأميركية حذّرت مؤخرًا من عودة الطفيلي، مشيرة إلى تصاعد حالات الإصابة منذ عام 2023، وانتقاله شمالًا من موطنه الأصلي في أميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبي.
دورة حياة مرعبة
تضع إناث ذباب الدودة الحلزونية ما يصل إلى 300 بيضة دفعة واحدة داخل الجروح المكشوفة، وحتى الجروح الصغيرة مثل لدغة القراد قد تكون كافية لجذب الذباب.
تفقس البيوض خلال ساعات، وتبدأ اليرقات في حفر الجرح والتغذي على الأنسجة الحية المحيطة، مسببة آلامًا شديدة والتهابات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا مع توسع الجرح وازدياد عدد اليرقات.
وبحسب دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن معدل الوفيات بين المصابين بداء النغف البشري يصل إلى 3%.
تحذيرات للمواطنين وأصحاب الحيوانات
أوصت وزارة الزراعة الأميركية أصحاب الحيوانات الأليفة بفحص جروح الحيوانات بانتظام، والتأكد من عدم وجود بيوض أو يرقات حول الجروح أو الفتحات الجسدية، مع ضرورة التوجه الفوري للطبيب البيطري عند رصد علامات غير طبيعية.