أول إصابة بشرية بـ""الدودة آكلة لحوم البشر" في المكسيك، خبر مفزع للعالم، من احتمالية تفشي مرض طفيلي غامض يُعرف بـ"النغف"، يتسلل من خلال يرقات الذباب اللولبي إلى الجروح المفتوحة لتبدأ رحلته المرعبة في التهام الأنسجة الحية.
سيدة مسنة.. أول إصابة "الدودة آكلة لحوم البشر"
في بلدة "أكاكوياجوا" بولاية تشياباس المكسيكية، أعلنت السلطات عن اكتشاف إصابة سيدة تبلغ من العمر 77 عامًا بالمرض اللعين. لحسن الحظ، حالتها مستقرة الآن وهي تخضع للعلاج بالمضادات الحيوية، لكن السؤال: كيف عاد هذا الطفيلي الذي اعتُقد أنه انقرض منذ عقود؟
ماهو داء "النغف"؟
"داء النغف" هو طفيلي شرس يغزو الجروح المفتوحة بيرقاته الجائعة، فيحولها إلى وليمة من اللحم الحي، وتُعرف هذه الدودة بلقب "آكلة اللحوم" لشراستها في التهام أنسجة البشر والماشية، وقد حيرت العلماء لعدم وجود علاج ناجع لها، بينما تظل الوفاة احتمالًا قائمًا في الحالات الشديدة.
العودة المرعبة لـ"الدودة آكلة لحوم البشر"
لعقودٍ طويلة، خاضت دول الأمريكتين حربًا ضارية ضد هذا المرض القادم من أعماق أميركا الجنوبية والبحر الكاريبي، أنفقت مليارات الدولارات لاحتواء انتشاره، و نجحت الجهود في السابق، خاصة بعد تطوير تقنية تعقيم الذكور لمنع تكاثر الذباب الحامل للطفيلي، ما أدى إلى شبه اختفائه من الولايات المتحدة والمكسيك بحلول الستينيات.
المفاجأة الصادمة جاءت بحلول عام 2023، عندما بدأت الحالات تتصاعد مجددًا، زاحفةً من بنما عبر كوستاريكا ونيكاراجوا، لتصل إلى هندوراس وغواتيمالا، وتُكتشف مؤخرًا في المكسيك مرة أخرى.
100 مليون دولار سنويًا حجم الخسائر الذي عانى منه مربو الماشية في جنوب الولايات المتحدة بين الثلاثينيات والخمسينيات بسبب الدودة الحلزونية، واليوم، يحذّر خبراء وزارة الزراعة الأمريكية من تكرار الكابوس، خاصة بعد اكتشاف إصابات جديدة على الحدود المكسيكية.
العدوى تبدأ بجرح صغير
العدوى تبدأ بخطوة خادعة، حيث تختار أنثى الذباب جرحًا لتضع فيه 300 بيضة دفعة واحدة خلال أيام، تفقس اليرقات الجائعة، متحولةً إلى جيشٍ من الديدان المفترسة تنقض على اللحم المحيط بها، وتُوسع الجرح، وتتسبب في ألم لا يُحتمل، في حين تصبح الجروح مرتعًا للعدوى الثانوية، مع معدل وفيات يصل إلى 3% بين البشر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وتوصي السلطات المربين وأصحاب الحيوانات الأليفة بفحص حيواناتهم يوميًا، والتنبه من العثور على أي جروح متقيحة أو متورمة، وكتل بيضاء (البيض) أو يرقات تشبه الديدان حول الجروح، وسلوك غير طبيعي للحيوان بسبب الألم.