تظاهر آلاف المواطنين في أكثر من 50 مدينة أمريكية، أمس السبت، تحت لافتة احتجاجية موحدة بعنوان “50501”، في حركة دعت إلى المقاومة الشعبية ضد الإجراءات التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا، وخصوصًا تلك المتعلقة بترحيل المهاجرين وتوسيع صلاحيات هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE).
“50501”: احتجاج يغطي الولايات الخمسين
حركة “50501” هي اختصار لعبارة “50 احتجاجًا في 50 ولاية بحركة واحدة”، وقد اختار منظموها يوم السبت تزامنًا مع الذكرى الـ250 لاندلاع الثورة الأمريكية، رمزًا لاستعادة روح مقاومة الاستبداد.
وخرج المحتجون من أمام البيت الأبيض إلى ميادين المدن الكبرى، رافعين هتافات كانت من بينها:
“لا خوف، لا كراهية، لا وجود لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة في ولايتنا!”
دوافع الاحتجاج: الحقوق المدنية والإخلاءات القسرية
يقول المنظمون إن مظاهرة “50501” جاءت احتجاجًا على ما يرونه انتهاكات دستورية، تمثلت في:
مطاردة المهاجرين وترحيلهم بأعداد كبيرة.
إغلاق وكالات حكومية وطرد موظفين فيدراليين لتعطيل عمل الحكومة.
توسيع صلاحيات هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بما يتعارض مع الحريات المدنية.
وردد متظاهرون في دنفر (كولورادو):
“ابتعدوا عنا!”
ورفعوا الأعلام الأمريكية مقلوبة دلالة على “النداء” إلى المجتمع والدولة.
ساحة بورتلاند وكتابة “عزل وإقالة” على رمال سان فرانسيسكو
في بورتلاند (أوريغون)، احتشد آلاف المتظاهرين وسط المدينة، بينما اختار آخرون شاطئ سان فرانسيسكو لكتابة عبارة “عزل وإقالة” بحروف عملاقة على الرمال، رافعين علم الولايات المتحدة مقلوبًا أيضًا.
وقال أحد المنظمين في سان فرانسيسكو:
“نحن نستنكر سياسات الترحيل القسري ونطالب بالعدل والكرامة للمهاجرين وعجزنا أن نصمت أمام هذا الظلم.”
احتجاجات من الساحل إلى الساحل: أنكوراج وأنجحور وتشاد
في أنكوراج (ألاسكا)، خرج العشرات حاملي لافتات يدوية الصنع، كتب أحدهم:
“لا لافتة كبيرة بما يكفي لسرد جميع أسباب وجودي هنا!”
وفي كولومبيا (ساوث كارولينا)، احتج مئات أمام مبنى الولاية بشعارات حادة طالبت بإلغاء أوامر الترحيل.
“خدمة المجتمع” جزء من الاحتجاج
لم يقتصر نشاط المحتجين على الشوارع، بل نظمت مجموعات فعاليات خدمة مجتمعية، شملت:
- حملات جمع الطعام للمحتاجين.
- ندوات تعليمية حول حقوق المهاجرين.
- التطوع في ملاجئ المشردين.
وأكد المشاركون أن هذه المبادرات تعبّر عن “روح الثورة الحقيقية” التي لا تكتفي بالاحتجاج السلمي فحسب، بل تنطلق إلى خدمة المجتمع والدفاع عن الفئات المستضعفة.
رفض إملاءات “إيلون ماسك” و”تسلا”
واستغل البعض الاحتجاجات للتعبير عن رفضهم لدور عقبة ماسك، مستشار الرئيس في ملف التكنولوجيا، حيث شهدت ساحة أمام وكالات سيارات تسلا وقفات احتجاجية قصيرة رفضًا لتصريحات ماسك الداعمة لتقليص الحكومة الفيدرالية.
مواقف سياسية وقانونية
جاءت احتجاجات “50501” بعد أسبوعين من مسيرات مماثلة، دعت إليها حركة 50501 ضد ما وصفته “الاستخدام السياسي للحقوق المدنية”، بما في ذلك:
- ترحيل الأسر المكونة من أطفال وأمهاتهم.
- حملات تفتيش للمنازل الآمنة للمهاجرين.
- حظر التمويل الفيدرالي لوكالات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية.
ووصف محلل سياسي في واشنطن الأوامر الرئاسية الأخيرة بأنها “تعدٍّ على الحريات الدستورية”، مؤكدًا أن الكونغرس قد يراجع هذه القرارات خلال الأسابيع المقبلة.
قراءة تاريخية: لا ملوك في أمريكا الحديثة
استلهم المحتجون شعارهم من روح الثورة الأمريكية، حيث ردد بعضهم:
“لا ملوك في أمريكا!”
في إشارة إلى رفض أي شكل من أشكال “الاستبداد”، سواء في القرن الثامن عشر أو اليوم.
التحديات القادمة
مع تنامي الاحتجاجات، تواجه إدارة ترامب ضغطًا متزايدًا من:
- النواب الديمقراطيين الذين يهددون بعقد جلسات استماع.
- الإدارات القضائية التي قد ترفع دعاوى لوقف تنفيذ أوامر الترحيل.
- رأي عام متعاطف مع قضايا المهاجرين والعمال الفقراء.
وإلى جانب الاحتجاجات، يتابع الناشطون منظمات حقوق الإنسان العالمية الوضع عن كثب، في ظل تقارير عن انتهاكات تتعلق باعتقال وتعذيب ومضايقة المهاجرين.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.