
تسير وزارة الموارد المائية والري، بثبات نحو حماية شواطئ محافظة الإسكندرية، التي طالما تغنى بها الفنانون، وغمرها العشاق بالحنين، حين صدحت فيروز بأغنيتها الشهيرة "شط اسكندرية يا شط الهوى.. رحنا اسكندرية رمانا الهوى.. يا دنيا هنية وليالي رضية.. أحملها بعينيا، شط اسكندرية".
ولكن خلف هذا الحنين، تخوض وزارة الموارد المائية والري بكامل طاقمها من مهندسون وخبراء وفنيون وعمال، مواجهة ضد خطر نحر الشواطئ وتآكلها، فمحافظة الإسكندرية، بجمالها وتراثها، لم يعد فقط يتغنى بها، بل أصبحت في قلب جهود الدولة لحماية تاريخها وسكانها ومنشآتها من آثار التغير المناخي، ومن هنا، جاءت مشروعات حماية الشواطئ لتعيد الأمان إلى سواحلها، وتبقي صوت البحر هادئًا... لا مهددًا، وفي هذا السياق تسلط "البوابة نيوز" الضوء على بعض من المشروعات التي نفذت والجاري تنفيذها لحماية شواطئ عروس البحر الأبيض المتوسط، وذلك في خطوة تعد من أبرز نماذج التكيف المناخي الجاري تنفيذها على أرض الواقع.
حواجز غاطسة وتغذية رملية.. استراتيجية جديدة لحماية شواطئ الإسكندرية
من بين أبرز المشروعات الجاري تنفيذها حاليًا، يأتي مشروع حماية ساحل الإسكندرية المرحلة الأولى، والذي يمتد من بئر مسعود حتى المحروسة بطول 2 كيلومتر، ويتضمن هذا المشروع إنشاء حاجزين غاطسين، أحدهما بطول 1100 متر والآخر 500 متر، بالإضافة إلى أعمال تغذية رملية للشاطئ بعرض 30 مترًا خلف هذه الحواجز، ويهدف المشروع إلى استعادة الشاطئ الرملي المفقود، وتعزيز قدرة المدينة على مواجهة التغيرات البيئية.
ولا يتوقف العمل عند هذه المرحلة، بل يجري تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الحماية بطول 600 متر، والتي تشمل إنشاء حاجز أمواج ورأس بحرية لحماية سور الكورنيش في منطقة لوران، إلى جانب استعادة الشاطئ الرملي هناك، وهو ما يعيد الحيوية والجاذبية السياحية للمنطقة.

الري تحمي تاريخ الإسكندرية.. ترميم وتدعيم قلعة قايتباي والمنتزه من خطر الأمواج
وأنجزت وزارة الري، مشروع حماية الحائط البحري الأثري للأحواض السمكية بمنطقة المنتزه، بعد تعرضه لتصدعات نتيجة نحر الأمواج، وشملت الأعمال تدعيم الحائط والكوبري الأثري وإنشاء حائط خرساني داخلي، بما يضمن صيانة الموقع الأثري الهام والحفاظ على طابعه التاريخي.
كما تم الانتهاء من مشروع حماية وتطوير المنطقة أمام قلعة قايتباي، أحد أبرز معالم الإسكندرية، وشمل تنفيذ حائط أمواج بطول 520 مترًا، وإنشاء مرسى بحري وممشى سياحي، مما وفر حماية كاملة لقلعة قايتباي من نحر الأمواج، وعزز من جاذبيتها السياحية.

الإسكندرية مهددة بالغرق جزئيًا بحلول العقود القادمة
وتعكس هذه المشروعات استراتيجية وزارة الري في التحول إلى حماية السواحل عبر حلول بيئية مستدامة، باستخدام الحواجز الغاطسة والتغذية الرملية بدلًا من الطرق التقليدية التي قد تؤثر سلبًا على البيئة البحرية.
وتأتي جهود وزارة الري ضمن خطة وطنية شاملة لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وخاصة في المحافظات الساحلية، حيث تشير الدراسات إلى أن مناطق مثل الإسكندرية مهددة بالغرق جزئيًا بحلول العقود القادمة إن لم تتخذ إجراءات وقائية عاجلة.

استثمارات ضخمة لحماية ثروات الإسكندرية العقارية والسياحية من الغرق والتآكل
وتتضمن المشروعات الجارية حماية الثروات العقارية والسياحية الكبيرة الممتدة على طول الساحل، مما يعزز الإقتصاد المحلي ويمنع تآكل الاستثمارات، خاصة في المناطق المنخفضة والمعرضة لخطر الغمر البحري.
وتوظف الوزارة أحدث الأساليب التكنولوجية في تنفيذ هذه المشروعات، منها النمذجة الرقمية ونظم المعلومات الجغرافية، لضمان أعلى كفاءة وتحقيق الاستدامة البيئية والتكامل مع الطبيعة البحرية.
وبينما تواصل وزارة الري تنفيذ هذه المشروعات في الإسكندرية، فإنها تستعد لتوسيع نطاق مشروعات الحماية لتشمل سواحل دلتا النيل، خاصة مع ازدياد معدلات النحر وارتفاع منسوب البحر.

مؤتمر دولي في الإسكندرية يناقش استراتيجيات إدارة وحماية المناطق الساحلية بمشاركة فرنسية
وفي السياق ذاته، عقد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اجتماعًا لمتابعة أعمال حماية الشواطئ بمدينة الإسكندرية، والإعداد لعقد اجتماع اللجنة العليا لتراخيص الشواطئ.
وتم خلال الاجتماع استعراض مقترحات تعزيز التنسيق بين هيئة حماية الشواطئ وجامعة الإسكندرية في إعداد دراسات حماية شواطئ المدينة، خاصة في ظل مشاركة الهيئة في مؤتمر نظمته جامعة الإسكندرية بالتعاون مع جامعة طولون الفرنسية، وبرعاية محافظة الإسكندرية ودعم القنصلية الفرنسية، لمناقشة إعداد استراتيجية قصيرة وطويلة الأمد لإدارة وحماية المناطق الساحلية، ووضع نظام للتنبؤ بالحالات المناخية الحادة ونتائجها.
الموقف التنفيذي لمشروعات حماية الشواطئ
كما تم استعراض الموقف التنفيذي لمشروعات حماية الشواطئ الجاري تنفيذها حاليًا بمدينة الإسكندرية، وهي "مشروع حماية ساحل الإسكندرية (مرحلة أولى) من بئر مسعود حتى المحروسة" بطول 2 كيلومتر، ويشمل حاجزين من الحواجز الغاطسة (الأول بطول 1100 متر والثاني بطول 500 متر) والتغذية بالرمال بمنطقة الشاطئ خلف الحواجز بعرض 30 متر. ويجري العمل أيضًا على تنفيذ عملية حماية ساحل الإسكندرية (مرحلة ثانية) بطول 600 متر، وهي عبارة عن حاجز أمواج ورأس بحرية لحماية سور وطريق الكورنيش بمنطقة لوران واستعادة الشاطئ الرملي بتلك المنطقة.
وأكد وزير الري، على أهمية اتخاذ إجراءات جادة للتعامل مع قضايا المناخ من خلال تنفيذ مشروعات على الأرض للتكيف مع تغير المناخ، مثل مشروعات حماية الشواطئ، مع التوسع في استخدام المواد الطبيعية الصديقة للبيئة عند تنفيذ هذه المشروعات، وإدماج المجتمعات المحلية فيها لضمان تحقيق الاستدامة.

تسهيل الاستثمار ودفع التنمية.. توجيهات من وزير الري بتسريع إجراءات تراخيص الشواطئ
وخلال الاجتماع، تم استعراض الموضوعات المزمع عرضها على اللجنة العليا لتراخيص الشواطئ، حيث أكد وزير الري حرص الوزارة على سرعة دراسة كافة الطلبات المقدمة من المستثمرين أو الأهالي، وعقد اللجنة العليا لتراخيص الشواطئ بشكل دوري وفي أسرع وقت، لسرعة اتخاذ القرارات اللازمة فيما يخص الطلبات التي تستوفي الاشتراطات والمعايير المطلوبة، وذلك تيسيرًا ودعمًا للمستثمرين وأصحاب طلبات التراخيص ودفعًا لعجلة التنمية.
وأشار وزير الري، إلى ضرورة قيام المستثمرين باتخاذ ما يلزم من إجراءات لعرض المشروعات المقترح تنفيذها على اللجنة العليا لتراخيص الشواطئ قبل بدء تنفيذ أي أعمال على الطبيعة، لضمان عدم تأثير هذه المشروعات سلبًا على المنطقة الساحلية، مع تقديم كافة المستندات اللازمة لدراسة هذه الطلبات بشكل وافٍ لاتخاذ القرار المناسب قبل الموافقة على تنفيذ الأعمال.
أعمال حماية شواطئ محافظة الإسكندرية










