أخبار عاجلة
هدى الإتربي تخطف الأنظار في أحدث ظهور -

أحمد الرخ: التصوف ليس مذهب أو فرقة بل منهج حياة متكامل لا يقتصر على العبادة فقط

أحمد الرخ: التصوف ليس مذهب أو فرقة بل منهج حياة متكامل لا يقتصر على العبادة فقط
أحمد الرخ: التصوف ليس مذهب أو فرقة بل منهج حياة متكامل لا يقتصر على العبادة فقط

أكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن التصوف ليس مجرد انقطاع عن الدنيا أو زهد في الحياة، بل هو منهج حياة متكامل، حيث أشار إلى مقولة الأديب الكبير نجيب محفوظ الذي قال: "التصوف ليس رهبانية ولا انقطاعًا، ولكنه حياة"،  وكان محفوظ في هذه المقولة يوضح أن التصوف ليس فقط ممارسات دينية أو عبادات، بل هو أسلوب حياة يشمل الانخراط في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، ويعني أن المتصوف لا يعيش في عزلة عن الناس أو عن مجريات الحياة اليومية.

وأضاف أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن التصوف هو منهج تعبدي مبني على معرفة الله عز وجل، مستشهداً بما ذكره الإمام تاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى عن أن العلماء قد طرحوا أكثر من ألف تعريف للتصوف، وكل هذه التعريفات تلتقي في نقطة واحدة، وهي أن التصوف هو "فقه المعرفة بالله"، وبهذا المعنى، فإن التصوف هو طريق العارفين بالله الذين يسيرون على منهج النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح: "التصوف ليس مجرد عبادات كالذكر أو الصلاة أو الصيام فقط، ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكل جوانب الحياة، عندما نتحدث عن الشريعة الإسلامية، نجد أن الشريعة تتضمن ثلاثة أركان رئيسية: العقيدة، الأحكام العملية، والأخلاق.. أولاً، ركن العقيدة يتعلق بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ملائكته، كتبه، ورسله، ويوم الآخرة.. أما الركن الثاني، فيشمل الأحكام العملية التي تتوزع بين العبادات والمعاملات، وتتمثل في الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج، بالإضافة إلى أحكام المعاملات مثل البيوع والإيجارات والبيع والشراء".

وأضاف: "لكن الركن الثالث والأهم في هذه الشريعة هو الأخلاق، وهذا هو محور حديثنا اليوم، النبي صلى الله عليه وسلم بعث لتتميم مكارم الأخلاق، وأصبح تهذيب النفس من أساسيات الإسلام.. وكل عبادات الإسلام، مثل الصلاة والصيام والحج، تهدف إلى تهذيب النفس والابتعاد عن الرذائل والتحلي بالفضائل.. وعندما نراقب أنفسنا ونتحلى بالأخلاق الكريمة، فإننا بذلك نطبق المنهج الصوفي الذي يدعونا لمراقبة الله سبحانه وتعالى في كل أعمالنا".

وأشار الدكتور الرخ إلى أن التصوف يعلم المسلم كيفية مراقبة الله في جميع جوانب حياته، سواء في العبادات أو في المعاملات مع الناس، قائلاً: "التصوف هو ليست فرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب، بل هو منهج حياة، المسلم الصوفي هو الذي يسعى دائمًا لتحسين سلوكه، والتحلي بالفضائل، والابتعاد عن الرذائل، الإمام الجنيد رحمه الله كان يعظ مريديه على مراقبة الله في كل تفاصيل حياتهم، كما ورد عن الإمام عندما سُئل عن كيفية غض البصر، فأجاب: 'بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق إليك ممن تنظر إليه'، هذه تربية عالية جدًا، فهي تعلم المسلم أن يراقب الله في كل مكان وزمان".

وقال: "منهج التصوف يوجه المسلم لكي يراقب الله في كل تفاصيل حياته، ويُحسن عمله ويجوده في كل مكان، سواء في عمله أو في تعامله مع الناس, نحن لا نراقب فقط من حولنا أو من في المناصب، بل نراقب الله عز وجل في كل شيء، ومن هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حثنا على تحسين العمل والجودة في كل شيء، قائلاً: 'إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه'".
 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "البدلة كانت كابوسًا".. بن أفليك يفتح النار على تجربة باتمان
التالى عاجل.. تعالج الأمراض الجلدية.. كل ما تريد معرفته عن حديقة الست خضرة قبل افتتاحها