أخبار عاجلة
قاض أمريكي يمنع قرارا لترامب -

نقاش فكري يستعرض الحاجة الملحة إلى فكر إدوارد سعيد في سياق "حرب غزة"

نقاش فكري يستعرض الحاجة الملحة إلى فكر إدوارد سعيد في سياق "حرب غزة"
نقاش فكري يستعرض الحاجة الملحة إلى فكر إدوارد سعيد في سياق "حرب غزة"

في ظل الظروف التي تمر بها قضية فلسطين منذ عملية “طوفان الأقصى”، قرر المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين استحضار فكر الأكاديمي والمثقف الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد، خصوصا في سياق عادت فيه هذه القضية الكونية إلى التداول العالمي، وعادت معه الصور النمطية عن الفلسطينيين، وظهر الإصرار من جديد لدى المثقفين العرب والأجانب لاختبار “مدى تجاوز النفاق وازدواجية المعايير لكل الحدود”.

وجمعت فعالية “ملتقى الكتاب”، صباح الثلاثاء، الأكاديمي المغربي أنور المرتجي والأكاديمي السوري صبحي حديدي للتداول في “الحاجة إلى فكر إدوارد سعيد”، من خلال دفاعه الفكري والأكاديمي عن الحق الفلسطيني، وفضحه للزيف الذي تورطت في نشره الآلة الإعلامية الغربية، بإسناد من رغبة واضحة في إسكات الأصوات المنددة بالإبادة الجماعية التي يجريها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر.

تجربة بالكثير من الطراوة

قال الكاتب والباحث المغربي أنور المرتجي إن “الحديث عن راهنية إدوارد سعيد يثير حساسية ما، وإزعاجا ما، لأننا ليس بوسعنا الحكم على كتبه من حيث راهنيتها؛ فكتبه كلها ما زالت تحتفظ بطراوتها”، مستشهدا بما سبق أن قاله الناقد الثقافي العربي الأمريكي محمد بيومي بأن “العودة إلى كتب إدوارد سعيد ليست جديدة، لأنه يبقى دائما هو الحاضر الدائم بين الفلسطينيين”.

وشدد المرتجي على أن سعيد “ظل يمثل أحد الأصوات المقاومة وسط جو يعلوه اليأس والإحباط، وهو الرجل الذي سماه الصهاينة في إحدى مجلاتهم الرخيصة بـ’مثقف الإرهاب'”.

وتابع الأكاديمي المغربي، صاحب كتاب “خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد الأدبي.. تمثيلات المثقف والسلطة”: “يشهد المثقفون بعد غيابه أن الساحة الفلسطينية صارت تفتقر في هذه المرحلة إلى مكانته، وأهم ملامح فكره التي تتمثل في النقد الذاتي الذي كان يمارسه حتى على إخوانه الفلسطينيين. لقد كان من أكبر المناهضين للخطاب الصهيوني الأمريكي، ومن أشد دعاة النقد الذاتي، ومرجعية حقوق الإنسان”.

وتساءل المتدخل: “ماذا كان إدوارد سعيد سيقول لو شاهد الآن حاضر غزة، وهي تتحول إلى دمار وتعيش على وقع حرب إبادة تقتل الأطفال والنساء وتهجر الفلسطينيين وسكان القطاع المحاصر؟”، مسجلا أنه كان صاحب مشروع ومؤلفاته تمثل “الرغبة في الربط العضوي والتلاحم الثوري بين ألوان من النشاط الإنساني”؛ فكل كتبه تأتي “في سياق اهتمام متواصل بالقضية والتمثيل في الإنتاج المكتوب والمصور، سواء كان فنا أو إيديولوجيا”.

وسجل المرتجي أن “إدوارد سعيد، الفلسطيني الأمريكي، كان الأشهر في الولايات المتحدة. ظهر في الإعلام العمومي والجامعي بتشكيلات تنظيمية للدفاع عن المسألة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تأسيس دولتهم المستقلة”، موضحا أنه “حاول في كتابه مسألة فلسطين أن يشرح منذ بداية الأحداث الأولى المرتبطة بظهور المسألة الفلسطينية وولادة الحركة الصهيونية مع نهاية القرن التاسع عشر، وكيف شُجعت الهجرة اليهودية إلى داخل فلسطين، مع تقديم الوثائق التي تنتفض ضد الدعاية الصهيونية”.

رحلة لوم الضحية

صبحي حديدي، الباحث السوري المقيم في فرنسا، قال إن “الأمر لا يتعلق بالحاجة إلى إدوارد سعيد فحسب؛ بل إن المسألة أقرب إلى الضرورة”. فهو “ضرورة وحاجة”، وزاد: “نحتاج إلى فكره المتعدد، الذي نفتقده اليوم في النظرية النقدية في العلوم الإنسانية، في المساجلة، وفي التفكير خارج الصندوق، خصوصا في اختراقاته المميزة حول نظريات ما بعد الاستعمار”.

وتحدث حديدي عن دوره في “نقد الاستشراق” بوصفه “نقلة حاسمة في مؤسسة ليست عريقة فقط، بل راسخة في الجذور، متينة وذات نفوذ هائل”، وقال: “الاستشراق الذي ارتبط بالمشروعين الاستعماريين الفرنسي والبريطاني كان أقرب إلى وزارة داخلية ملحقة بوزارة الدفاع البريطانية أو الفرنسية، مهمتها اختراق الشعوب الثقافية، وإعادة تدجينها واستدخالها قسرا في ثقافة المستعمر؛ فكان ما قدمه سعيد نقاشا جذريا للاستشراق كخطاب ومؤسسة”.

وبخصوص المرحلة الراهنة والحرب التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، سجل المحاضر أن “الضغط الحالي يستدعي النظر في مساهمات سعيد في سياق قضية فلسطين؛ فهو لم يكن الناطق الأشد فصاحة باللغة الإنجليزية حول القضية الفلسطينية، ولكنه أيضا كان صاحب الرؤية الطباقية. فعلاقته بالقضية الفلسطينية كانت أيضا تحمل هذا الطابع الطباقي، أي التوغل في عمق الظواهر دون إهمال السطح أو الباطن، مع التشديد على تراكم الظواهر وتعقيدها، وفي الآن ذاته تآلفها أو تنافرها”.

وتطرق المتحدث إلى كتابه حول القضية الفلسطينية مسألة فلسطين، مشيرا إلى أنه مع ذلك “كان يعتبر حجر الزاوية في تفكيره حول القضية الفلسطينية، هو كتاب آخر عنوانه لوم الضحية / إلقاء اللوم على الضحايا (Blaming the Victim)”. وتابع: “كان الكتاب الذي ألفه إلى جانب كريستوفر هيتشنز مبكرا من حيث عرض الحق الفلسطيني والحقوق الفلسطينية من جهة، ثم مقدار الغبن والجهل والتجهيل في الإعلام والفكر الغربيين حول القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية إرهاب وإرهابيين”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محمد وهبي: راضون عن اللائحة رغم رفض الأندية تسريح لاعبيها
التالى بعد التجاوز في حق رئيس الأهلي.. نادي جرين هيلز يقرر إعفاء الدكتور مصطفى القاضي من منصب المدير التنفيذي