يساعد نشر الطاقة الشمسية في السعودية بتحقيق أهداف التحول للشركات؛ ما انعكس على الصعيد التجاري والصناعي بنسب متفاوتة.
وتتوسّع شركات عدة فعليًا في نشر الألواح وإنتاج الكهرباء، وكان لافتًا زيادة إقبال الشركات المحلية الكبرى والشركات التابعة لمجموعات عالمية، حسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتستهدف السعودية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وتتبنّى هدفًا مرحليًا لاستحواذ الطاقة المتجددة على نصف مصادر توليد الكهرباء، بنهاية العقد الجاري (2030).
دور الطاقة الشمسية في خفض التكلفة
يعد الأداء المالي لمجموعة تمر (Tamer Group) العام الماضي (2024) نموذجًا لدور الطاقة الشمسية في خفض التكلفة.
وأسفر تركيب ألواح شمسية على أسطح المراكز اللوجستية للمجموعة، في العاصمة الرياض وجدة، عن توفير ما يزيد على 440 ألف ريال سعودي (117.3 ألف دولار أميركي).
وعملت الألواح على تعزيز كفاءة الطاقة، وخفض تكلفة المرافق، وفق ما أورده تقرير لصحيفة فايننشال تايمز.
(الريال السعودي = 0.27 دولارًا أميركيًا).

وأكّد الرئيس التنفيذي لسلسلة التوريد بالمجموعة عمرو المنصوري، أن المجموعة تستهدف حاليًا توسعة نطاق استعمال الألواح الشمسية، لتغطي مراكز التوزيع الرئيسة خلال عامين.
وأضاف أن الإقدام على هذه الخطوة جاء من منطلق المشاركة في استدامة سلاسل التوريد، سواء لصالح المجموعة أو توافقًا مع اتجاه الموردين والبائعين والشركاء، خاصة أن "تمر" تتعاون مع 200 مورد عالمي يتبنون أهدافًا متباينة تجاه "التحول الأخضر".
استثمار طويل الأجل
تكرر الأمر ذاته مع مجموعة فقيه كير (Fakeeh Care)؛ إذ وفرت ما يزيد على 170 ألف ريال (45 ألف دولار أميركي) خلال العام الماضي عبر تركيب ألواح شمسية أعلى موقف السيارات ذي الطوابق المتعددة في جدة.
وأشار رئيس المجموعة "مازن فقيه" إلى أن بدء جني فوائد استثمارات الطاقة الشمسية بتحقيق خفض في التكلفة وتقليص البصمة الكربونية.
وقال إن ذلك حدث رغم بدء التركيبات بنسبة ضئيلة؛ نظرًا إلى ارتفاع تكلفة الطاقة الشمسية، لكن الاستثمار طويل الأجل على مدى عقدين أو 3 ضروري لرصد عوائد حقيقية.
ولفت المؤسس المشارك في هالة للطاقة (Haala Energy) فارس السليمان، إلى اختلاف الطلب على تركيبات الطاقة الشمسية في السعودية بين العملاء التجاريين والصناعيين.
وأوضح أن الإقبال على تركيب ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح جذب العملاء التجاريين (مثل مراكز التسوق والمخازن وغيرهما) بصورة أكبر، مرجعًا ذلك إلى رغبتهم في خفض تعرفة الكهرباء المخصصة لهم والمقدرة بنحو 0.30 ريالًا لكل كيلوواط/ساعة.
ومقابل ذلك، كان إقبال العملاء الصناعيين أقلّ؛ لدفعهم تعرفة كهرباء في مستوى 0.18 ريالًا لكل كيلوواط/ساعة.

التوسع الصيني
ساعد التوسع الصيني بقطاع الطاقة الشمسية في السعودية على خفض تكلفة توريد الوحدات والمعدات اللازمة، خاصة مع انتشار الاستعداد للتحول لدى الشركات والعملاء التجاريين والصناعيين.
واستحوذت تقنيات الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية، الرياح، البطاريات) على "ثلث" الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين الصين والسعودية.
وبلغ إجمالي هذه الاستثمارات 21.6 مليار دولار، خلال المدة من عام 2021 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأكد الباحث في معهد اقتصادات الطاقة، الذي يتخذ من اليابان مقرًا له، "شيغيتو كوندو"، أن هناك عوامل ساعدت في هذا التوسع وشجعت الشركات على البحث عن مصادر لتوليد الكهرباء بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
ومن بين هذه العوامل: تراجع تكلفة الطاقة المتجددة، وإعادة نظر المملكة في دعم الطاقة الذي تزامن مع انطلاقة مشروعات متجددة على نطاق واسع.
وتلقّى الطلب على الطاقة المتجددة في المملكة دعمًا من توفير التكلفة ونشر أهداف الاستدامة؛ ما دفع الشركات الكبرى إلى استعمال تطبيقات الطاقة الشمسية ونشرها.
ونما استهلاك الألواح الشمسية على الأسطح بقطاعات مختلفة في السعودية، تتضمّن الخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة وقطاعات أخرى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: