أخبار عاجلة
ديستانكت يغني "مجانا" في المغرب -

تفاصيل طرد الفاتيكان للشيوعيين من المسيحية صراع الإيمان والفكر في زمن الحرب الباردة

تفاصيل طرد الفاتيكان للشيوعيين من المسيحية صراع الإيمان والفكر في زمن الحرب الباردة
تفاصيل طرد الفاتيكان للشيوعيين من المسيحية صراع الإيمان والفكر في زمن الحرب الباردة

الفاتيكان , مع انتهاء الحرب العالمية الثانية ، دخل العالم مرحلة جديدة من التوترات السياسية والأيديولوجية، عُرفت باسم “الحرب الباردة”. حيث انقسمت أوروبا والعالم إلى معسكرين: شرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وغربي تتزعمه الولايات المتحدة. وبين هذين القطبين، وجدت الكنيسة الكاثوليكية نفسها في موقع دقيق، لكنها سرعان ما اتخذت موقفًا حاسمًا ضد الشيوعية التي رأت فيها تهديدًا مباشرًا للعقيدة المسيحية.

 

صورة للبابا بول السادس
صورة للبابا بول السادس

بداية الصراع: بيوس الثاني عشر في مواجهة الشيوعية

تولى البابا بيوس الثاني عشر منصبه عام 1939، في وقت شهد العالم بداية الحروب الكبرى والتغيرات الجذرية في المشهد السياسي. لم يكن موقف الفا تيكان من الشيوعية وليد لحظة، بل كان متأصلاً في رؤيتها للعالم، وخاصة بعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا. لكن بيوس الثاني عشر، الذي قاد الكنيسة في فترة حرجة امتدت حتى عام 1958، عبّر بوضوح عن عدائه العميق للشيوعية، واعتبرها عدوًا شرسًا للمسيحية بسبب نزعتها الإلحادية ومحاربتها للطبقية الاجتماعية التي تعتبر الكنيسة جزءًا منها.

وقد عززت تجاربه الشخصية هذا الموقف، خاصة حينما كان دبلوماسيًا في ميونيخ عام 1919، حيث تعرض لهجوم من قبل ثوار شيوعيين، وهو ما رسخ لديه كرهًا عميقًا تجاه هذا الفكر.

 

صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين
صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين

مرسوم الحرمان الكنسي: الفاتيكان يُدين الشيوعيين

في عام 1949، اتخذ خطوة غير مسبوقة، حيث صادق البابا بيوس الثاني عشر على مرسوم صادر عن “المجمع المقدس” يفرض الحرمان الكنسي على الكاثوليك الذين يعتنقون الفكر الشيوعي أو يدعمونه. واعتُبر ذلك ردًا مباشرًا على تزايد النفوذ الشيوعي في دول أوروبا الشرقية، حيث بدأت تظهر جمعيات كاثوليكية مؤيدة للشيوعية بدعم حكومي.

ووفقًا لهذا المرسوم، لم يعد يُسمح للمسيحيين الذين يؤمنون بالشيوعية أو ينضمون لحركاتها بالمشاركة في الأسرار الكنسية، وتم اعتبارهم مرتدين عن الإيمان المسيحي. المرسوم عكس رؤية بأن الشيوعية لا تتعارض فقط مع التعاليم الكنسية، بل تهدد البنية الروحية للمجتمع المسيحي بأكمله.

 

تسويات سياسية في الفاتيكان
تسويات-سياسية-في-الفاتيكان

تراجع تدريجي وتسويات سياسية في الفاتيكان

رغم الحزم الذي ميّز موقفها في البداية، إلا أن الظروف السياسية تغيّرت تدريجيًا. بدأت ا خلال الخمسينيات بعقد تسويات مع بعض دول المعسكر الشرقي مثل بولندا، حيث سُمح بوجود مسيحيين متعاطفين مع الشيوعية داخل بعض الكنائس. كما حاولت واشنطن دفع الكنائس الأرثوذكسية، وعلى رأسها بطريرك القسطنطينية، لاتخاذ مواقف مشابهة بهدف تقويض النفوذ الشيوعي داخل المجتمعات الدينية.

وفي عام 1966، وخلال عهد البابا بولس السادس، تم تعليق العمل بالمرسوم، ليأتي الإلغاء الرسمي له لاحقًا في عام 1983 في فترة البابا يوحنا بولس الثاني، الذي اتخذ توجهًا أكثر انفتاحًا في تعامله مع الأنظمة الشيوعية، لا سيما مع خلفيته البولندية وتجربته الشخصية في مقاومة تلك الأنظمة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "ليزيك" ومدرسة الصحافة كارلوس سبتين غارسيا بالمكسيك يوقعان اتفاقية للشراكة
التالى وزير المالية: صفقة رأس الحكمة أدت إلى زيادة 200% في الإيرادات الأخرى