أخبار عاجلة

عالم يكتشف 7 رسائل سرية مخفية على المسلة المصرية في باريس

عالم يكتشف 7 رسائل سرية مخفية على المسلة المصرية في باريس
عالم يكتشف 7 رسائل سرية مخفية على المسلة المصرية في باريس

كشف عالم المصريات الفرنسي الدكتور جان-جيوم أوليت-بيليتييه عن اكتشاف سبع رسائل سرية مخفية ضمن النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بباريس، وفقًا لتقرير نشرته MSN نقلًا عن ديلي ميل في أبريل 2025. 

هذه المسلة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام وتعود إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني، أثارت دهشة العلماء بفضل هذا الكشف الذي استُخدمت فيه تقنيات تصوير متطورة للكشف عن رسائل غير مرئية للعين المجردة.

مسلة الأقصر وتاريخها

مسلة الأقصر هي واحدة من اثنتين من المسلات المصرية القديمة التي نُحتتا من الجرانيت الأحمر خلال حكم رمسيس الثاني (1279-1213 ق.م) لتزيين مدخل معبد الأقصر في مصر. في عام 1833، قدمها محمد علي باشا، حاكم مصر آنذاك، كهدية لفرنسا، ونُقلت إلى باريس في عملية لوجستية معقدة لتُقام في ساحة الكونكورد. تحمل المسلة نقوشًا هيروغليفية تمجد إنجازات رمسيس الثاني، لكن العلماء ظلوا يتساءلون عما إذا كانت تخفي أسرارًا إضافية. وفقًا لـ MSN، استخدمت تقنيات حديثة مثل التصوير بالأشعة تحت الحمراء لكشف النقاب عن هذه الرسائل، مما يؤكد تعقيد تقنيات الكتابة المصرية القديمة.

تفاصيل الاكتشاف: الرسائل السبع

تمكن بيليتييه من إجراء تحليلات دقيقة لمسلة الأقصر بفضل وصوله الحصري إلى قمة المسلة، وهو الأول منذ تركيبها في ساحة الكونكورد عام 1836، مستفيدًا من سقالات أُقيمت لتجديد المسلة قبل أولمبياد باريس 2024. ويُعد أوليت-بيليتييه واحدًا من ستة علماء في العالم يتقنون قراءة "الهيروغليفية المشفرة"، وهي نصوص سرية كانت تُكتب لتُفهم فقط من قبل نخبة مصرية مختارة. وكشف تحليله أن الوجه الغربي للمسلة، الذي كان يُرى فقط من قبل النبلاء القادمين عبر النيل، يتضمن مشهدًا يُظهر رمسيس الثاني يقدم قربانًا للإله آمون، مما يُمثل رسالة دعائية لتأكيد سيادته المطلقة، بينما يحتوي الوجه الشرقي، الذي كان موجهًا نحو الصحراء، على قرون ثور تشكل كلمة "كا"، رمزًا للقوة الحيوية الإلهية.

تتميز مسلة الأقصر بنقوش هيروغليفية منحوتة بأسلوب الغائر على جوانبها الأربعة، والتي تُرجمت بالكامل في القرن التاسع عشر بواسطة عالم المصريات الفرنسي فرانسوا شاباس، لكن تحليل أوليت-بيليتييه كشف عن أسرار جديدة لم يُدركها العلماء سابقًا. نُقلت المسلة إلى باريس عام 1833 على متن سفينة مخصصة، وأُقيمت عام 1836 في ساحة الكونكورد، التي شهدت إعدامات خلال الثورة الفرنسية. وتُشير المادة إلى أن المسلة الثانية في معبد الأقصر، التي تختلف قليلًا عن نظيرتها في باريس، قد تحتوي أيضًا على رسائل مخفية، مما يفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية للكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة.

واستخدم الدكتور أوليت-بيليتييه تقنيات تصوير متقدمة، بما في ذلك التصوير بالأشعة تحت الحمراء والتحليل الطيفي، للكشف عن سبع رسائل مخفية ضمن النقوش الهيروغليفية. هذه الرسائل، التي كُتبت بأحبار أو صبغات غير مرئية، تحتوي على تعليمات دينية تتعلق بالطقوس المخصصة للإله آمون، إله الهواء المصري القديم. إحدى الرسائل، على سبيل المثال، تضمنت عبارة "تهدئة قوة آمون"، التي تشير إلى أهمية التقدمات لاسترضاء الآلهة لضمان استمرار الحياة والطاقة الحيوية. 

وأوضح أوليت-بيليتييه أن هذه الرسائل كانت موجهة إلى كهنة معبد الأقصر، مما يكشف عن تفاصيل دقيقة حول الطقوس الدينية. سيتم نشر دراسة مفصلة حول هذه الرسائل في مجلة ENIM Journal of Egyptology في مونبلييه، مما يعزز مصداقية الاكتشاف.

أهمية الاكتشاف

يحمل هذا الاكتشاف أهمية كبيرة لعدة أسباب. أولًا، يبرز مدى تقدم المصريين القدماء في تقنيات الكتابة السرية، مما يعكس تعقيد نظامهم الديني والإداري. ثانيًا، يفتح الباب أمام إعادة فحص مسلات ونقوش مصرية أخرى قد تحتوي على رسائل مماثلة، مما قد يعيد كتابة جوانب من التاريخ المصري القديم. ثالثًا، يعزز التعاون الثقافي بين مصر وفرنسا، حيث أبدت السلطات المصرية اهتمامًا بدراسة هذه الرسائل. ومع ذلك، أثار الاكتشاف نقاشات حول ملكية المسلة، حيث تطالب أصوات مصرية بإعادتها كجزء من التراث الثقافي. يُعتقد أن المسلة الثانية في معبد الأقصر قد تحتوي أيضًا على رسائل مخفية، مما يدفع إلى المزيد من الأبحاث.

يمثل اكتشاف الدكتور جان-جيوم أوليت-بيليتييه لسبع رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس إنجازًا أثريًا بارزًا يسلط الضوء على براعة الحضارة المصرية القديمة. من خلال تقنيات التصوير الحديثة، وأزاح هذا الاكتشاف الستار عن جانب جديد من الطقوس الدينية المصرية، معززًا فهمنا لتاريخها الغني. ومع استمرار الدراسات، قد تؤدي هذه الرسائل إلى اكتشافات إضافية في مواقع أثرية أخرى، بينما تعيد إشعال النقاش حول التراث الثقافي. تظل مسلة الأقصر رمزًا للروابط التاريخية بين مصر وفرنسا، ومصدر إلهام للعلماء في جميع أنحاء العالم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أوقاف الفيوم تفتتح مسجد "مخيمر" بقرية السعيدية بعد تطويره ضمن خطة إعمار المساجد
التالى بيراميدز بقميصه الأساسي في لقاء العودة أمام أورلاندو