أكد المشاركون في مناظرة جهوية، اليوم الخميس بوجدة، أهمية تعزيز ثقافة التشجيع الرياضي الإيجابي من خلال إعداد ميثاق للتشجيع الرياضي يحدد حقوق وواجبات المشجعين، بهدف استثمار الجانب الإشعاعي للتشجيع مع التركيز على النموذج المغربي الذي يعكس هوية وثقافة المغاربة المميزة.
وأبرز المشاركون في المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، المنظمة من قبل وزارة الداخلية بمجموعة من الجهات، ضرورة استثمار الزخم الجماهيري كرافعة للسياحة الرياضية، من خلال انخراط جاد في الدينامية التنموية تحت شعار “المغرب أرض كرة القدم”، لجعل المملكة وجهة سياحية رياضية بامتياز، مع إعداد خارطة طريق خاصة بالسياحة الرياضية على المستويين الوطني والجهوي.
في هذا السياق، أكد أمين عبد اللاوي، مندوب وزارة السياحة بجهة الشرق، أن المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي “شكلت فرصة للتفاعل مع الجماهير حول دورها في دعم السياحة الرياضية على المستوى الجهوي”.
وأشار عبد اللاوي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أهمية البنيات التحتية وكيفية استغلال الجمهور كدعامة أساسية في هذا المجال، موضحا أن الجماهير يمكنها المساهمة عبر زياراتها للمنشآت الرياضية، المشاركة في الاحتفالات ودعم الاقتصاد المحلي من خلال الإنفاق في الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية المرتبطة.
وأضاف أن تجربة “مونديال” قطر أظهرت إمكانية استفادة القطاع السياحي من الرياضة، مستشهدا بالاتفاقية الموقعة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للترويج للسياحة الرياضية وطنيا، مشددا على أن السياحة والرياضة تسيران جنبا إلى جنب لإبراز صورة متألقة للمغرب كوجهة سياحية، بما يتماشى مع أهداف خارطة الطريق الوطنية على المستويين الجهوي والوطني.
من جانبه، قال الطاهر بلحضري، أستاذ علوم الإعلام والتواصل بجامعة محمد الأول بوجدة، إن المناظرة الجهوية سعت إلى معالجة موضوع التشجيع الرياضي والارتقاء به من مستوى هاوٍ إلى احترافي، من خلال مداخلات تناولت مقاربات سوسيولوجية، إعلامية، قانونية، وأخرى اقتصادية وسياحية.
وأشار بلحضري، في تصريح لهسبريس، إلى أن “الهدف الأسمى للمناظرة هو التوقف عند دور الجماهير في تكريس المكانة الرياضية لكرة القدم المغربية”، خاصة في سياق استعدادات المغرب لتنظيم فعاليات قارية ودولية، مذكّرا بمداخلته ضمن المناظرة التي ركّز فيها على “دور الإعلام في دعم الجوانب الإيجابية للتشجيع الرياضي”، مؤكدا “ضرورة تقليص الفجوة بين المؤسسات الإعلامية وفعل التشجيع”.
وأوضح الأكاديمي ذاته أن الإعلام “يمكنه أن يلعب دورا حيويا من خلال التكوين، التغطية الإعلامية والإشراف على تكوين الفاعلين في حقل التشجيع، لتوجيه الجماهير نحو سلوك إيجابي يعزز الصورة الحضارية للرياضة المغربية”.
أما المستشار الرياضي أيمن زيزي، فاعتبر أن دور الجمهور يبقى “أساسيا ومحوريا في تحقيق نجاح التظاهرات الرياضية”، مشيرا إلى “ضرورة وضع تصور ورؤية مستقبلية لتعزيز التفاعل مع الجماهير وإشراكها بشكل أكبر في تنظيم هذه التظاهرات، مع تنظيم لقاءات إضافية لتكريس نموذج مغربي للتنظيم يركز على الجمهور.
وأضاف أن المناظرة “حققت وعودها كبداية جيدة”، لكنه شدد على الحاجة إلى “استراتيجية حقيقية مستقبلا لتمكين الجمهور والإعلام الرياضي من أداء دورهما بفعالية، مستشهدا بالرسالتين الملكيتين لمناظرتي 2008 و2017 حول كرة القدم الإفريقية.
وبناء على مخرجات ورشتين أطرهما خبراء ومختصون في المجالات الرياضية والأمنية والقانونية والقضائية، تم تقديم مجموعة من التوصيات، من بينها إطلاق برامج توعوية موجهة للجمهور حول التشجيع الإيجابي والروح الرياضية ضمن المناهج الدراسية، ودعوة وسائل الإعلام لتسليط الضوء على أهمية التشجيع الحضاري، مع استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى تحسيسي يحث على احترام القوانين داخل الملاعب.
وشددت التوصيات على تعزيز دور الإعلام والتواصل عبر إنشاء منصة رقمية مؤسساتية لتكون جسرا للتواصل والتفاعل مع الجماهير، مع تسريع التحول الرقمي في الإعلام وتنظيم حملات هادفة للترويج للتشجيع الإيجابي، بالإضافة إلى استثمار الزخم الجماهيري لتطوير السياحة الرياضية، من خلال إعداد خارطة طريق وطنية وجهوية تجعل المغرب وجهة رياضية وسياحية بامتياز.
وأكد المشاركون في المناظرة على ضرورة خلق بيئة جذابة داخل الملاعب، من خلال تحسين مرافق الجماهير وإنشاء مناطق ترفيهية وتجارية تشمل متاحف ومتاجر لمنتجات الأندية وأماكن مخصصة للأسر، لضمان تجربة مشاهدة ممتعة ورواج اقتصادي. ودعوا إلى تحفيز الجماهير على الانخراط في التنظيم عبر إشراك مجموعات المشجعين تحت إشراف السلطات المحلية، وتقنين عمل هذه المجموعات على شكل جمعيات رسمية.
ومن توصيات المناظرة الجهوية بوجدة أيضا، رفع مستوى التنسيق الأمني والتنظيمي بين السلطات الأمنية والمحلية والأندية، مع دعم المقاربة الوقائية عبر لقاءات تواصلية مع الجماهير لشرح التحديات الأمنية والتشريعات الجزائية المتعلقة بالأحداث الرياضية، بما في ذلك تنظيم ولوج القاصرين إلى الملاعب، وتطوير استخدام التكنولوجيا داخل الملاعب من خلال أنظمة وبرامج متطورة لتحسين أداء المتدخلين في التنظيم.