في ظل تصاعد التوترات الدولية واحتدام الأزمات الأمنية في الشرق الأوسط، تواصل الولايات المتحدة تصعيد موقفها تجاه إيران، معتبرة إياها الممول الأول للإرهاب في العالم، وتكثف جهودها لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.
في الوقت ذاته، تتصاعد المخاوف داخل وزارة الدفاع الأمريكية من تسريبات حساسة دفعت وزير الدفاع للتهديد بإجراءات صارمة ضد المسؤولين المتورطين.
إيران في مرمى النيران الأمريكية
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران لا تزال الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب عالمياً، مشيرة إلى أنها تموّل وتدير العديد من الهجمات الإرهابية عبر وكلائها في المنطقة.
كما رحّبت واشنطن بقرارات أوروبية وأمريكية لاتينية ضد إيران، حيث صُنّف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية من قبل رئيس الأوروجواي، وصنّفت الباراجواي جماعتي حماس وحزب الله كمنظمات إرهابية.
كما دعت الخارجية الأمريكية جميع الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة لمحاسبة النظام الإيراني، ومنع وكلائه من العمل بحرية على أراضيها.
وفي سياق ذي صلة، كشفت الخارجية أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخطط لإرسال فريق إلى إيران هذا الأسبوع، وسط مخاوف متزايدة من الأنشطة النووية لطهران.
مساعدات غزة والرقابة المشددة
وفي الشأن الإنساني، أكدت الخارجية الأمريكية التزام واشنطن بإنشاء إطار أفضل في غزة، يضمن وقف المجازر وتوصيل الغذاء والمساعدات للسكان المتضررين.
وشددت على أن الدعم الأمريكي للمساعدات يتم ضمن آلية رقابة صارمة للتأكد من عدم وصول أي مواد لحماس أو الجهاد الإسلامي.
توتر داخل البنتاجون وتسريبات تهدد القيادات
في تطور داخلي لافت، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن وزير الدفاع الأمريكي هدّد كبار الموظفين باستخدام جهاز كشف الكذب، بعد تسريب مخطط لعقد إحاطة سرية مع إيلون ماسك بشأن الصين.
مصادر في البنتاجون أشارت إلى أن الوزير يشعر بقلق متزايد من تعامل الرئيس ترامب مع وضعه، واحتمال إقالته في أي لحظة، خاصة في ظل استمرار تسريب معلومات أمنية حساسة.
القلق من المدنيين في اليمن
وفي ملف اليمن، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي طالبوا وزير الدفاع بتقديم توضيحات بشأن مقتل مدنيين في الضربات الأمريكية الأخيرة.
وأكدت مصادر عسكرية أن وزارة الدفاع على علم بالتقارير وتتابع مراجعتها ضمن إجراءات صارمة لتفادي تكرار تلك الحوادث.
الولايات المتحدة تجد نفسها في خضم مجموعة من التحديات المتشابكة، من مواجهة الإرهاب الإيراني، إلى إدارة كارثة إنسانية في غزة، وأزمات الثقة داخل البنتاجون، مما يضع الإدارة الأمريكية أمام اختبارات أمنية وسياسية معقّدة في الداخل والخارج.
