أخبار عاجلة
نجم ليفربول: صلاح سبب التتويج بالبريميرليج -
قرار مفاجئ من مدرب الزمالك بشأن بنتايج -

برلمانات الجنوب العالمي تعوّل على منتدى الرباط لمناقشة "قضايا مصيرية"

برلمانات الجنوب العالمي تعوّل على منتدى الرباط لمناقشة "قضايا مصيرية"
برلمانات الجنوب العالمي تعوّل على منتدى الرباط لمناقشة "قضايا مصيرية"

مداخلاتٌ برلمانية رفيعة المستوى مثّلت بلدانا من إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، أجمعت، اليوم الاثنين، خلال افتتاح منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب حول موضوع “الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة”، على “أهمية” دور هذه “المنصة” في “تعميق النقاش حول مختلف القضايا التي تحدّد مصير الجنوب العالمي”.

الخليج يساند

علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين، كان أول من تناول الكلمة ضمن “قمة الرؤساء”، وسجّل أن “المنتدى البرلماني مهم، لكونه يأتي انطلاقا من الإيمان بأهمية التشاور البرلماني حول القضايا الاستراتيجية الراهنة، ويجسد التزام دول الجنوب بتعزيز الحوارات البرلمانية والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز التكافؤ الاقتصادي والتنمية المشتركة المستدامة، وترسيخ أسس السلام والأمن والاستقرار”.

وقال الصالح إن “التوقيت مناسب؛ نحتاج فيه جميعا إلى تعميق الحوار على مختلف المستويات الإقليمية والقارية بدول الجنوب لتحفيز التعاون الدولي في سبيل تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة”.

وزاد رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين: “يقيننا راسخ في هذا التجمع البرلماني، بفضل ما يحدونا من عزم مشترك وإرادة صلبة، سيشكل فرصة مهمة للتداول والتباحث والحوار والتعاون بين مجالس الشورى والشيوخ والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، ومنطقة أمريكا اللاتينية، في ظل التحديات والأزمات العالمية التي تهدد دولنا كافة في مسيرتها التنموية”.

وشدد المسؤول البحريني على أن “التعاون بين دول الجنوب لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، التي تشمل الأزمات الاقتصادية والتغيرات المناخية والتحولات الجيوسياسية وتنامي النزاعات والصراعات”، لافتا إلى أن “هذه التحديات تفرض علينا جميعا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نوحّد جهودنا ونؤسس لشراكات استراتيجية قائمة على الحوار الفعّال والتعاون البنّاء، بما يحقق مصالح شعوبنا ويعزز مكانتنا على الساحة الدولية”.

وواصل: “يجب أن نولي كل الاهتمام لما يحققه التطور التقني والتكنولوجي من تقدم سريع وغير مسبوق، وخاصة الذكاء الاصطناعي، الذي، رغم ما يحمله من آمال للبشرية في شتى المجالات، فإنه يحمل الكثير من المخاوف والمخاطر في مجالات أخرى”، مبرزا أنه “لا بد أن يكون لنا عمل مشترك في التقدّم، وألا نكون مستهلكين وتابعين، ونحن في دولنا لدينا الكثير من الإمكانيات البشرية والعلمية، مما يمكننا من البناء عليها لنكون شركاء في هذا الإنجاز”.

من جهته، قال صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي (البرلمان)، إن “هذا المؤتمر يجمع قيم التآخي والمصير الواحد؛ ونحن نستمد قوتنا فيه من تنوع ثقافاتنا وتعدد أفكارنا لتكون مصدر إلهام لنا في حوارنا وعملنا المشترك”، وتطرق كذلك إلى التحولات التي يعرفها العالم؛ وزاد: “التحولات تتخطى حدود إعادة ترتيب موازين القوى، لتصل إلى عمق المفاهيم المرتبطة بالسيادة والتنمية والتقدم والتعاون الدولي”.

وأضاف غباش، خلال كلمته، أن “النظام العالمي لم يعد ثابت الأطر، بل أصبح كيانا ديناميكيا يتغير باستمرار تحت تأثير الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي”، مشيرا إلى “تغير المناخ وانتقال مراكز الثقل الاقتصادي إلى مناطق جديدة وتنامي دور الشركات الكبرى”، وسجل أن “كل هذا أوجد مفهوما جديدا في العلاقات الدولية يبتعد أكثر عن توجهات الهيمنة أو الاستقطاب، ويؤسس لعالم متعدد الأقطاب قادر على أن يفتح أمام الدول الناهضة فرصا غير مسبوقة لإعادة صياغة دورها بفعالية ومسؤولية ضمن منظومة دولية جديدة لا تزال في طور التكوين”.

وأكد أنه “في خضم هذا الواقع المتحول، يكتسب الحوار جنوب-جنوب أهمية متزايدة، ليس بوصفه بديلا عن المنظومة الدولية القائمة، بل بكونه مسارا موازيا يعزز التوازن ويعيد الاعتبار لمفهوم الشراكة العادلة”، مسجلا أن “دول الجنوب ليست أطرافا هامشية تنتظر موقعا على طاولة القرارات، ويجب ألا تكون كذلك؛ بل هي قوة سياسية وجيوسياسية تمتلك من الموارد البشرية والطبيعية، ومن المقومات العلمية والاقتصادية، ما يجعلها فاعلة في رسم ملامح السياسات العالمية المستقبلية والتأثير فيها”.

وشدد على أنه “في عالم تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، أدركت بلاده مبكرا أن الحوار لم يعد حكرا على السياسة والثقافة، بل بات ضرورة استراتيجية في ميادين الاقتصاد والتكنولوجيا، التي هي عصب استقرار الدول ونموها”، مبرزا “تبنّيها لنهج الحوار الاقتصادي القائم على الشراكات العادلة والانفتاح المسؤول، ونقل المعرفة، بما يعزز التنمية المستدامة ويخدم التقدم المشترك؛ إذ رسخت مكانتها العالمية باعتبارها مركزا عالميا للابتكار الرقمي”.

وأفاد المتحدث بأنه “أمام برلماناتنا اليوم، بصفتها التشريعية والرقابية والدبلوماسية، فرصة تاريخية لترسيخ حوار جنوب-جنوب، وإعادة تعريف مفهوم التعاون بين دولها، من منظور تكامل استراتيجي يتفرع من بين محاور عديدة؛ منها إطلاق آليات مؤسسية للحوار البرلماني الجنوبي-الجنوبي لتنسيق التشاور في القضايا المحورية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وخلق شراكات تكنولوجية ومعرفية تمكن دول الجنوب من تحقيق استقلالية أكبر في مواجهة التحديات المستقبلية”.

إفريقيا وأمريكا اللاتينية

كانديا كاميسوكا كامارا، رئيسة مجلس الشيوخ بجمهورية الكوت ديفوار، اعتبرت أن “المنتدى يمثل فعلا مناسبة من أجل رفع التحديات التي نواجهها على مستوى التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة”.

وأضافت كامارا أن “موضوع النسخة الثالثة يكتسي أهمية خاصة؛ لأنه يضع مسؤوليتنا الجماعية في مواجهة التحديات المرتبطة بتحقيق سيادة اقتصادية حقيقية، وتوطيد التضامن الفعلي بين دولنا، وأيضا بين المؤسسات البرلمانية”.

وقالت رئيسة مجلس الشيوخ بجمهورية الكوت ديفوار إن “تحقيق السلم من خلال اللجوء إلى الحوار هو مقاربة ونهج يجب تشجيعهما وتقاسمهما”، موردة أن “بلادها واجهت فعلا ويلات كثيرة ولسنوات قبل أن تحظى بالسلام”.

وزادت: “التجربة المريرة التي مررنا بها علّمتنا أن السلم ليس مسألة مسلَّم بها، وإنما هو سعي دائم يتطلب بذل قصارى الجهود لتحقيقه. ولذلك، عرف البلد تطورا مهما من حيث السلم والتماسك الاجتماعي في السنين الأخيرة”.

وتابعت المسؤولة الإيفوارية شارحة: “الإرادة الراسخة للحفاظ على الوحدة واللحمة الوطنيتين تُرجمت إلى سياسات شاملة، وإلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية الاجتماعية”، مردفة أن “مجموعة البنك الدولي أشارت إلى أن الكوت ديفوار حولت اقتصادها؛ كما حافظت على مسار مرن رغم الاضطرابات العالمية، وحققت معدل نمو بحدود 6.5 في المائة بين 2021 و2023، وهي تواصل الاضطلاع بدور محوري كمنصة اقتصادية إقليمية”.

وذكرت أن “الإنجازات التي تمّ تحقيقها تُترجم التزام الحكومة الإيفوارية بالنهوض بالتنمية الشاملة والمستدامة، والتركيز على السلام والتماسك الاجتماعي كأسس للرفاه”.

وانطلاقا من هذه التجربة، سجلت رئيسة مجلس الشيوخ أنه “اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، ينبغي لنا أن نجعل من الحوار الإقليمي والقاري أداة أساسية لتفادي النزاعات وبناء مجتمعات قادرة على الصمود”، وزادت: “نحن كبرلمانيين، لدينا مسؤولية في دعم كافة الجهود الساعية إلى تحقيق السلم والأمن من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين مؤسساتنا البرلمانية”.

من جانبه، ذكر مانويل خوسيه أوساندون، رئيس مجلس الشيوخ التشيلي، في مستهلّ كلمته، أن “بلده اختار، قبل ثلاثين عاما، الانفتاح على العالم، والبدء فعليا في عملية الاندماج الاقتصادي”.

وتابع أوساندون: “وقّعنا اتفاقيات مع أمريكا الشمالية وآسيا ومناطق أخرى، وكان ذلك أساس استقرارنا الاقتصادي وآفاقنا المستقبلية. ومنذ هذا الانفتاح، لاحظنا فرصا حقيقية للتعاون بين دول الجنوب، ونحن مقتنعون بأن العالم يشهد تحولا، وأن الحوار البرلماني أساسي لتحقيق هذه الأهداف”.

وقال رئيس مجلس الشيوخ التشيلي: “نتقاسم تحديات مشتركة، ونودّ توسيع استعمال التكنولوجيا لتكون العملية عادلة، ونضمن حماية مواردنا الطبيعية”، مشددا على أن “العالم اليوم يواجه أوضاعا معقدة، وهناك توجهات حمائية تظهر من حين إلى آخر وتؤثر على حرية التجارة وتحد من التعاون الاقتصادي بين الشعوب؛ لكننا، نؤكد إرادتنا ورغبتنا في الانخراط في الحوار المنفتح، وتبادل التجارب والخبرات، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لشعوبنا”.

ولفت المسؤول الشيلي إلى بعض التحديات التي كانت ساكنة بلادها تواجهها، معتبرا أنه “اتضح وطنيّا أن تخطّيها ليس من مسؤولية الحكومة بشكل حصري؛ بل نحن أيضا مسؤولون عن بناء وتطوير مدننا، لأن المشاكل التي نواجهها من قبيل الفقر، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتحديات السكن، كلها مشاكل مشتركة، ويجب تقاسم الحلول بشأنها”، وزاد: “التعاون يجب أن يتعزز على كافة المستويات، حتى يستفيد الجميع من مزاياه المتاحة”.

كما سلّط الضوء على دور المؤسسات البرلمانية، وزاد: “كرئيس لمجلس الشيوخ في تشيلي، عقدنا اجتماعات مع مجموعة من البرلمانيين من بوليفيا لإطلاق اتفاقيات تسمح للعمال البوليفيين الذين يأتون للعمل في الحقول في تشيلي بالحصول على التأشيرة بسهولة. هذه المبادرة لم تأتِ من الحكومة، بل من الحوار بين البرلمانين. واليوم، تعمل الحكومة على تمكين هؤلاء العمال من الحصول على التأشيرات بسهولة. هذا يعني أنه عندما تكون هناك رؤية واضحة وتعاون حقيقي بين المؤسسات البرلمانية، فإن ذلك يؤدي إلى تطوير حلول ملموسة”.

يشار إلى أن منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، الذي انطلق صباح الاثنين، ينظمه مجلس المستشارين بالتعاون مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي (أسيكا). ويجمع هذا المنتدى “مجالس الشيوخ والمجالس المماثلة، واتحادات برلمانية جهوية وإقليمية وقارية، ممثلة لـ40 دولة؛ من ضمنها 32 رئيسة ورئيسا، ينتمون إلى أربع مجموعات جيوسياسية كبرى وعلى قدر كبير من الأهمية بالعالم، لمواصلة الحوار والتشاور والتفكير الجماعي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزيرة التضامن توجه بدراسة حالة أسر ضحايا حادث المنيا وتقديم الدعم اللازم
التالى طبيب الزمالك: عواد يعاني من آلام متكررة في مفصل الركبة