في كشف علمي مثير قد يغير نظرتنا إلى بنية الكون، أعلن فريق من علماء الفلك عن نتائج جديدة تؤكد أن "سور هرقل- الإكليل الشمالي العظيم"، وهو أضخم تراكم مجري معروف، ليس فقط أكبر مما كان يُعتقد، بل أقرب إلى الأرض كذلك، وفقاً لما نشره موقع Live Science.
ويتكوّن هذا السور العملاق من تكتلات هائلة من المجرات المتشابكة فيما يشبه "الخيوط" الكونية، ويمتد عبر أجزاء شاسعة من السماء بين كوكبتي العواء (Boötes) والتوأمين (Gemini). وقد سُمّي بهذا الاسم من قِبل عالم الفلك الفلبيني الهاوي جوندريك فالديز.
وكانت التقديرات السابقة تشير إلى أن طوله يبلغ نحو 10 مليارات سنة ضوئية، بينما تصل سماكته إلى مليار سنة ضوئية. لكن الدراسة الجديدة، التي اعتمدت على تحليل انفجارات أشعة غاما (GRBs)، أظهرت أن أجزاء من هذا الهيكل الهائل أقرب إلى الأرض بكثير مما كان يُعتقد.
وللمقارنة، فإن وضع مجرات بحجم درب التبانة بطول هذا السور سيستلزم أكثر من 94 ألف مجرة! وهو بذلك يغطي حوالي 10% من حجم الكون المرئي المعروف، في حين أن مجرتنا تقع ضمن هيكل أصغر يُعرف بـ"لانياكيا".
ويُعد هذا الكشف تحدياً مباشراً لما يُعرف بـ"المبدأ الكوني"، الذي يفترض أن الكون متجانس ومتناسق على المقاييس الكبرى. لكن وجود تشكيلات ضخمة وغير منتظمة بهذا الحجم قد يدفع العلماء إلى إعادة تقييم هذا الافتراض الأساسي.
وقال الباحث جون هاكيلا من جامعة ألاباما: "أكثر ما يثير الدهشة هو أن أجزاء من هذا الهيكل الهائل تقع على مسافة أقرب إلينا مما كنا نتوقع".
ويمثل هذا الاكتشاف خطوة جديدة على طريق فهم البنية الكبرى للكون وأسراره التي ما تزال في طور الكشف. هل نحن على وشك إعادة رسم خريطة الكون من جديد؟
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك