تراجعت حصة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في دول البريكس إلى ما دون النصف خلال عام 2024 لأول مرة، وسط الطفرة الحاصلة بمشروعات الطاقة المتجددة، وتحديدًا في الصين والهند والبرازيل.
ومع ذلك، يتمثل التحدي الأكبر في انضمام أعضاء جدد، مثل إندونيسيا وقازاخستان وماليزيا، إلى المجموعة التي تأسست عام 2009؛ ما يثير القلق بشأن تمسُّك هذه الدول بالوقود الأحفوري.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن هذه الدول تتجه نحو تعزيز توليد الكهرباء بالفحم والنفط والغاز بسعة إجمالية 25 غيغاواط، ويفوق ذلك سعة الطاقة المتجددة البالغة 2.3 غيغاواط بأكثر من 10 أضعاف.
بالإضافة إلى ذلك، تدعم الشركات الصينية المملوكة للدولة نحو ثلثي مشروعات الكهرباء قيد التنفيذ لدى الأعضاء الجدد، رغم الوعود العلنية التي قطعتها بكين في عام 2021 بوقف تمويل محطات الفحم في الخارج.
توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في البريكس
أظهر التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور المتخصصة أنه رغم التحول التاريخي الذي شهده توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في البريكس، بقيت روسيا أسيرة الاعتماد على الوقود الأحفوري، وشهدت جنوب أفريقيا تحسّنًا محدودًا.
في حين عززت مصر مكانتها كونها ثاني أكبر منتج للطاقة المتجددة في أفريقيا، عبر إضافة نحو 1 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح، بينما تصدرت الإمارات قائمة دول الشرق الأوسط في نمو الطاقة الشمسية، أمّا إثيوبيا فقد عززت ريادتها في مشروعات الطاقة الكهرومائية.
بيْدَ أن انضمام دول، مثل إندونيسيا وقازاخستان، اللتين تحتلّان مواقع متقدمة عالميًا في إنتاج الفحم وتصديره، عززت هيمنة الوقود الأحفوري داخل المجموعة.
ووفقًا للبيانات، أصبحت مجموعة البريكس تستحوذ على 94% من السعة العالمية لمحطات الكهرباء بالفحم قيد الإنشاء أو ما قبل الإنشاء، مع ارتفاع حصتها من القدرة التشغيلية بنسبة 6%، وزيادة 3% في حصتها من مشروعات الفحم قيد التطوير عالميًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى جبهة النفط والغاز، تُظهر البيانات أن 7 من أصل 10 أعضاء جدد يطورون قدرات لتوليد الكهرباء بالنفط والغاز، بإجمالي 63 غيغاواط، ما رفع حصة البريكس إلى 40% من إجمالي السعة العالمية لمحطات النفط والغاز قيد التطوير.
ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكثر الدول توليدًا للكهرباء بالفحم خلال العام الماضي:
تعهدات الحياد الكربوني في دول البريكس
من جهة أخرى، أبدى الأعضاء الجدد نوايا واضحة للانتقال إلى المصادر النظيفة، إذ أعلنت 8 دول من أصل 10 أهدافًا لتحقيق الحياد الكربوني بين عامي 2050 و2070، بينما حددت جميع الدول الـ5 التي تعتمد على الفحم مواعيد رسمية لإيقاف تشغيل محطاتها العاملة به.
غير أن الفجوة بين التصريحات والواقع ما تزال كبيرة، إذ يطور الأعضاء الجدد نحو 139 غيغاواط من السعة غير الأحفورية، إلّا أن 7% فقط، أي 10 غيغاواط، دخلت مرحلة الإنشاء.
وبلغت نسب تطوير مشروعات الوقود الأحفوري 44% لمحطات الفحم، و26% لمحطات النفط والغاز، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك تسير مشروعات الرياح والطاقة الشمسية بوتيرة بطيئة، إذ إن 9 من أصل 10 أعضاء جدد في البريكس لا يمتلكون سوى أقل من 0.3 غيغاواط من القدرات قيد الإنشاء.
الصين تقود توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في البريكس
تواصل الشركات الصينية المملوكة للدولة تطوير مشروعات الكهرباء بالدول الأعضاء الجدد، وتتربع إندونيسيا على قائمة الدول التي تلقّت أكبر استثمار في قطاع الطاقة، ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق.
وتُظهر البيانات أن نحو 62% من إجمالي مشروعات توليد الكهرباء قيد الإنشاء في هذه الدول، التي تصل إلى 35 غيغاواط، تتلقى دعمًا من الشركات الصينية، إذ تدعم نحو 88% من مشروعات التوليد بالفحم و93% من مشروعات الطاقة الكهرومائية.
ويرصد الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكثر الدول اعتمادًا على الفحم في توليد الكهرباء خلال 2024:
وكشف التقرير أن الصين تشارك في بناء 7.7 غيغاواط من محطات توليد الكهرباء بالفحم، معظمها لتشغيل مصاهر النيكل في إندونيسيا.
ورغم ذلك، تتجه الشركات الصينية -الحكومية والخاصة- نحو قطاعات الطاقة الشمسية والرياح والبطاريات والمركبات الكهربائية، مسجلةً مستويات قياسية من التدفقات الاستثمارية.
وتبرز دول البريكس الجديدة، مثل أوزبكستان وإندونيسيا وماليزيا، كونها مراكز ناشئة لهذا النشاط، مع مشاركة مكثفة من الشركات الصينية.
ويرى التقرير أن الفرصة متاحة أمام بقية الدول للاستفادة من خبرات الكتلة واستثماراتها، مستلهمةً من نجاحات انتقال الطاقة في دول الجنوب العالمي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: