الذهب , قدّم الخبير الاقتصادي وأستاذ القانون التجاري الدولي ، الدكتور أحمد سعيد، نصائح هامة للمواطنين بشأن أفضل توجهات الاستثمار خلال الفترة المقبلة، خصوصًا في ظل تقلبات الأسواق وغياب اليقين الاقتصادي. وتحدث سعيد عن المقارنة بين الاستثمار في المعدن النفيس والشهادات البنكية، مؤكدًا أن لكل خيار ميزاته بحسب طبيعة رأس المال والهدف من الاستثمار.

الشهادات البنكية: الخيار الأمثل لصغار المدخرين
أوضح الدكتور سعيد أن الشهادات البنكية تمثل فرصة مثالية للمواطنين من أصحاب رؤوس الأموال المحدودة، حيث تتيح لهم تحقيق عائد دوري ثابت يساعد في تغطية نفقاتهم الأساسية. وقال خلال لقاء تلفزيوني على قناة “الشمس”: “العميل الذي يمتلك مبلغًا يتراوح بين 10 إلى 30 ألف جنيه، يُعتبر في المتوسط، وهذه الفئة يناسبها تمامًا الاستثمار في الشهادات الادخارية”.
وأشار إلى أن هذه الشهادات توفر استقرارًا ماليًا نسبيًا، نظرًا لما تمنحه من دخل شهري أو سنوي، مما يجعلها خيارًا مريحًا للأفراد الذين يسعون لضمان عائد ثابت دون تحمل مخاطر الاستثمار المباشر.

الذهب: ملاذ آمن لحفظ القيمة وليس لتحقيق دخل
من ناحية أخرى، أكد سعيد أن المعدن النفيس يظل أحد أبرز الأصول الآمنة للحفاظ على القيمة الشرائية للأموال، خاصة في أوقات التضخم وانخفاض قيمة العملة. وأضاف: “من يرغب في حفظ قيمة أمواله على المدى الطويل دون البحث عن عائد دوري، فعليه التفكير فيه، لأنه يُعتبر مخزنًا للقيمة”.
لكنه نبه إلى أنه لا يدر أي دخل مباشر كما تفعل الشهادات البنكية، وبالتالي لا يناسب الأشخاص الذين يعتمدون على العوائد لتغطية نفقاتهم الجارية، بل هو أكثر ملاءمة لمن يمتلك فائضًا ماليًا يسعى للحفاظ عليه من التآكل.

الاستثمار الإنتاجي: طريق ثالث لزيادة الدخل بعد الذهب والشهادات
وفي سياق متصل، تحدث الخبير الاقتصادي عن أهمية التفكير في إنشاء مشروعات صغيرة لمن يملك وقتًا ورأس مال معقولًا. وقال: “من لديه مبلغ مثل 20 ألف جنيه لا يجب أن يقلل من شأنه، فهذا مبلغ يمكن البدء به في مشروع إنتاجي بسيط، خاصة إذا استُثمر مع الوقت والجهد”.
وضرب مثالًا بالسجاد اليدوي، وهو أحد الحرف التراثية التي تميز مصر، مشيرًا إلى النجاح الكبير الذي حققه معرض “تراثنا” في فرنسا مؤخرًا، حيث لاقى السجاد والكليم المصري اليدوي إقبالًا واسعًا. ودعا المواطنين إلى التفكير في الاستفادة من هذه المجالات التراثية، خاصة أن بعضها لا يتطلب خبرات كبيرة ويمكن تعلمها بسهولة والعمل فيها من المنزل.
خلاصة: أكد الدكتور أحمد سعيد أن اختيار وسيلة الاستثمار المثلى يعتمد على أهداف الفرد وحجم رأس ماله، موضحًا أن الشهادات البنكية مناسبة للباحثين عن دخل منتظم، في حين يُعد الذهب خيارًا لحفظ القيمة، أما من يطمح في تنمية دخله، فعليه التفكير في مشروع بسيط يُدار بجزء من رأس المال والوقت.