أعلنت جماعة الحوثي، السبت، أن القوات الأميركية شنت تسع غارات جوية جديدة على مناطق خاضعة لسيطرتها في محافظتي الحديدة (غرب اليمن) ومأرب (شرق البلاد)، في أحدث موجة من التصعيد العسكري الذي تتعرض له الجماعة منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الحكم في يناير الماضي.
وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن "العدوان الأميركي" استهدف جزيرة كمران غرب الحديدة بغارتين، بينما تعرضت مديرية الصليف لغارة جوية أخرى، في حين شنت الطائرات الأميركية ست غارات متتالية على مديرية مدغل في مأرب، المعقل الإستراتيجي شرق اليمن.
تصعيد أميركي غير مسبوق منذ سنوات
ويأتي هذا التصعيد في إطار الحملة العسكرية الأميركية المكثفة التي أطلقتها إدارة ترامب ضد الحوثيين، الذين تصفهم واشنطن بـ"التهديد الإقليمي المرتبط بإيران"، بعد الهجمات المتكررة التي استهدفت سفنًا في البحر الأحمر وباب المندب.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت، الشهر الماضي، أن قواتها استهدفت منذ 15 مارس أكثر من ألف موقع تابع للحوثيين، مشيرة إلى أن الضربات "أسفرت عن مقتل مقاتلين وقادة ميدانيين وتدمير منظومات صاروخية وطائرات مسيّرة"، في محاولة لـ"شلّ قدرة الحوثيين على تهديد الممرات البحرية الدولية".
ترامب يعود... والحسم العسكري يعود معه؟
منذ عودته إلى البيت الأبيض، بدا واضحًا أن دونالد ترامب ينتهج سياسة أكثر عدوانية تجاه الحوثيين مقارنة بإدارة سلفه، جو بايدن، التي كانت تسعى لتسوية سياسية عبر الأمم المتحدة.
ويقول مراقبون إن ترامب أعاد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية فور عودته إلى الحكم، وفوض البنتاغون بتنفيذ ضربات دون قيود زمنية أو جغرافية، ما فتح الباب أمام عمليات استنزاف ممنهجة للجماعة المسلحة.
ويؤكد محللون أن إدارة ترامب ترى في الحوثيين ذراعًا إيرانية تهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، خصوصًا في ظل تقارير عن تعاون متزايد بين الجماعة وطهران في مجال تطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
الحوثيون يتوعدون... وصنعاء تتأهب
في أول رد فعل رسمي، توعدت جماعة الحوثي بالرد على التصعيد الأميركي، معتبرة أن "العدوان المتواصل يؤكد أن الولايات المتحدة طرف مباشر في الحرب، ويكشف زيف الادعاءات بالدفاع عن القانون الدولي".
وقال متحدث عسكري باسم الحوثيين إن الجماعة ستواصل استهداف "المصالح الأميركية والإسرائيلية" في البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أن خياراتها "مفتوحة" للرد على التصعيد.
وفي صنعاء، أفادت مصادر محلية أن الجماعة رفعت مستوى الجهوزية في عدد من المواقع العسكرية، بينما نشرت منصات دفاعية في مناطق قريبة من مطار العاصمة ومحيط ميناء الحديدة.
هل تتجه الحرب في اليمن إلى مسار جديد؟
مع هذا التصعيد المتسارع، تبدو الحرب في اليمن أمام مرحلة جديدة أكثر عنفًا وأقل قابلية للحلول الدبلوماسية. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الضربات الأميركية إلى توسيع رقعة الحرب إقليميًا، لا سيما إذا رد الحوثيون بعمليات ضد المصالح الأميركية أو استهدفوا سفنًا في مضيق هرمز أو البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه، لم تُصدر جماعة الحوثي حتى الآن حصيلة دقيقة للخسائر البشرية أو المادية الناتجة عن الغارات، لكن تقارير محلية تحدثت عن تدمير مواقع عسكرية ومراكز اتصالات في مأرب والحديدة.