«فاينانشيال تايمز»: ترامب أتاح فرصة نادرة أمام اليورو لمنافسة الدولار

رأى مارتن ساندبو، معلق الاقتصاد الأوروبي بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن السياسات التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفرت فرصة نادرة أمام الاتحاد الأوروبي لتقوية موقع اليورو عالميًا ومنافسة الدولار الأمريكي، داعيًا قادة أوروبا للتخلي عن ترددهم السياسي واتخاذ خطوات جادة لتعزيز العملة الموحدة.

وفي مقاله المنشور اليوم الاثنين، أوضح ساندبو أن حلم أوروبا طويل الأمد في أن يصبح اليورو منافسًا عالميًا للدولار قد يصبح واقعًا، بفعل ما وصفه بـ"التخريب الذاتي" الذي مارسته الإدارة الأمريكية خلال فترة ترامب، لا سيما في ما يتعلق بالسياسة الجمركية والسياسات المالية غير التقليدية.

وأشار إلى أن الأسواق المالية بدأت تفقد الثقة بالدولار كملاذ آمن، لا سيما بعد أن تسببت رسوم ترامب الجمركية بما يشبه الزلزال المالي، حيث تراجعت قيمة الدولار وسندات الخزانة الأمريكية في رد فعل نادر على تزايد المخاطر العالمية، مما دفع المستثمرين للبحث عن بدائل آمنة.

وأكد ساندبو أن فقدان الثقة هذا لا يتعلق فقط بالسياسات التجارية، بل يشمل أيضًا الطروحات المثيرة للجدل في السياسة المالية، مثل إجبار المستثمرين على تحويل السندات أو فرض رسوم على تمويل الحكومة الأمريكية، إلى جانب المساس بسيادة القانون، ما يزيد من عدم اليقين المرتبط بالالتزامات الأمريكية.

ودعا الكاتب قادة أوروبا للاستجابة لما وصفه بـ"نداء الأسواق"، عبر توفير أصول مالية بديلة واسعة النطاق وآمنة للمستثمرين، مشيرًا إلى ثلاث خطوات أساسية يمكن أن تعزز من مكانة اليورو عالميًا:

1) تأجيل سداد ديون صندوق الجيل القادم لما بعد 2058، بدلاً من تقليصها تدريجيًا، ما يُبقي على حجم الديون المشترك كبيرًا ومستقرًا.

2) توحيد السندات السيادية الصادرة عن دول الاتحاد في جهة إصدار واحدة، ما يوفر سوقًا موحدة ومغرية للمستثمرين العالميين.

3) الاقتراض المسبق لتمويل الميزانية الأوروبية القادمة التي تتجاوز تريليون يورو، للحفاظ على استقرار مستوى الدين العام للاتحاد الأوروبي.

واختتم ساندبو مقاله بالتأكيد على أن هذه الإجراءات ستمكّن الاتحاد الأوروبي من توفير أدوات مالية آمنة وقوية باليورو، تقلل من كلفة الاقتراض، وتدعم استثمارات الدول الأعضاء، خصوصًا في مجالات الدفاع والصناعة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى استقلالية استراتيجية أوروبية.