البابا تواضروس , أكد قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الأقباط يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة مثلهم مثل المسلمين في مصر . وأشار إلى أن الأوضاع تحسنت بشكل ملحوظ بعد ثورة 30 يونيو، خاصة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أظهر دعمًا حقيقيًا للتنوع الديني والتعايش المشترك.
وقال إن من أبرز مظاهر هذا التحول هو بناء الدولة لأكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، وهي كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا أن هذه الخطوة حملت رسالة قوية للعالم حول احترام الدولة المصرية لجميع مواطنيها دون تمييز. وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي لقداس عيد الميلاد المجيد لأول مرة في التاريخ تعكس روح الوحدة الوطنية والاحترام المتبادل بين أبناء الوطن الواحد.

البابا تواضروس يدعو إلى زيارة مصر ورسالة سلام من أرض الحضارات
وفي إطار زيارته الرعوية إلى صربيا ضمن جولته في إيبارشية وسط أوروبا، وجّه دعوة مفتوحة للشعب الصربي لزيارة مصر، مشيرًا إلى أنها تشهد حاليًا نهضة تنموية كبرى، وتوفر بيئة سياحية متكاملة بفضل موقعها الجغرافي المميز ومقوماتها التاريخية والثقافية.
وقال في تصريحاته لعدد من الوسائل الإعلامية الصربية، من بينها قناة RTS الرسمية، ووكالة الأنباء TANJUG، وقناة HRAM الدينية، إن هناك علاقات طيبة تربط بين مصر وصربيا، خاصة بعد زيارة الرئيس الصربي لمصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي. وأكد أن البلدين يسيران في نفس الاتجاه نحو بناء السلام والاستقرار، وأن هناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

البابا تواضروس يتحدث عن القضية الفلسطينية والتاريخ المشترك بين الشعوب
من جهة أخرى، شدد قداسته على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أنها تحتل أولوية في السياسة المصرية، وأن القاهرة تتحمل مسؤولية تاريخية في دعم الحقوق الفلسطينية والسعي نحو تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. وأكد أن لمصر سجلًا طويلًا ومؤهلًا في صنع السلام، ما يجعلها قادرة على لعب دور محوري في هذه القضية.
وعبر عن فخره بأن مصر كانت الملاذ الآمن للعائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي، معتبرًا ذلك أحد أعمدة التاريخ الديني والروحي لمصر. كما أعرب عن سعادته الكبيرة بزيارة صربيا، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل جسرًا جديدًا للتقارب بين الكنيسة القبطية والكنيسة الصربية، وأن اللقاء مع بطريرك صربيا حمل طابعًا أخويًا مليئًا بالمحبة والتفاهم.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أهمية التواصل بين الكنائس والعمل المشترك من أجل تعزيز قيم المحبة والسلام والتعاون، قائلًا إن هذه اللقاءات تسهم في بناء عالم أكثر تقاربًا وتسامحًا.