استقبلت أكاديمية الشرطة وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة التدريس بكلية الشرطة الرواندية وعدد من كبار ضباط إنفاذ القانون بعدة دول أفريقية، وذلك في إطار البرنامج التدريبي الذي تنظمه كلية الشرطة الرواندية في مجال القيادة والأركان العليا للشرطة، والذي يُعد منصة هامة لتعزيز التعاون الأمني بين الدول الأفريقية.
وتضمنت الزيارة جولة دراسية موسعة داخل أكاديمية الشرطة، هدفت إلى التعرف على الإمكانيات التعليمية والتدريبية التي توفرها الأكاديمية في مجال إعداد وتأهيل الكوادر الشرطية، سواء على المستوى المحلي أو القاري، حيث اطلع الوفد على النماذج المتطورة في التدريب الأمني والبرامج التعليمية الحديثة التي تنتهجها الأكاديمية.
وشهد الوفد الأفريقي محاضرتين نوعيتين قدمتا صورة شاملة عن جهود وزارة الداخلية المصرية في مكافحة الإرهاب، إلى جانب الدور المجتمعي للوزارة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وهي المحاور التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من المشاركين نظرًا لأهميتها في ترسيخ الأمن المستدام.
وفي إطار التعرف على آليات مكافحة الجريمة المنظمة، نظمت الأكاديمية زيارة لقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، حيث تفقد المشاركون المركز المصري الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات، وتعرفوا على جهود الوزارة في التصدي لجرائم المخدرات والتعاون الإقليمي والدولي في هذا الشأن.
كما شملت الجولة زيارة المعهد القومي لتدريب القوات الخاصة، والذي يُعد وجهة تدريبية متميزة للكفاءات الأمنية من مختلف دول العالم، لما يتمتع به من تجهيزات ومعايير تدريبية عالمية. كذلك، قام الوفد بزيارة المعهد القومي للحراسات والتأمين، الذي يُعد من أوائل المراكز المتخصصة في تدريب عناصر الأمن الأفريقي على فنون حراسة وتأمين الشخصيات والمنشآت الحيوية.
وتوجه المشاركون إلى قطاع الأمن العام، حيث أتيحت لهم الفرصة لمعاينة مسارح الجريمة على أرض الواقع، والتعرف على الكفاءة المهنية العالية التي يتمتع بها رجال الأمن المصريون في التعامل مع الجرائم وتحليلها ميدانيًا، بما يسهم في تبادل الخبرات وتطوير أداء الأجهزة الأمنية في الدول الأفريقية.
وفي ختام الجولة، زار الوفد مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان، واطلعوا على أوجه التطوير في المنظومة العقابية، والتي تعكس فلسفة مصرية حديثة في رعاية وتأهيل النزلاء وفقًا لمعايير إنسانية متقدمة. كما شملت الجولة زيارة للعاصمة الإدارية الجديدة، التي اعتُبرت من جانب المشاركين نموذجًا ملهمًا للمدن الذكية وأيقونة للجمهورية الجديدة.
وتجسد هذه الزيارة حجم الثقة التي تحظى بها وزارة الداخلية المصرية على المستوى القاري والدولي، بما تملكه من إمكانيات بشرية ولوجستية تجعلها مقصدًا رئيسيًا للكوادر الأمنية من مختلف الدول الساعية إلى تطوير أدائها ومهاراتها الأمنية وفق أحدث النظم العالمية