يُعد "محور موراج" واحداً من أبرز التطورات الميدانية في جنوب قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، ويثير جدلاً واسعاً باعتباره جزءاً من خطة إسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع الجغرافي والسياسي للقطاع.
ما هو محور موراج؟
"محور موراج" هو ممر أمني جديد أنشأته جيش الاحتلال الإسرائيلي في أبريل 2025، ويمتد من الشرق إلى الغرب بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة. سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى مستوطنة "موراج" الإسرائيلية السابقة التي كانت تقع في المنطقة قبل أن تُخلى ضمن خطة "فك الارتباط" عام 2005.
هذا المحور يُقارن بممر "فيلادلفيا" القديم على الحدود بين غزة ومصر، والذي استخدمته إسرائيل سابقاً لمكافحة تهريب الأسلحة. وقد وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "فيلادلفيا 2"، ما يعكس دلالته الأمنية والتوسعية.
ما الهدف من إنشائه؟
وفقاً للتصريحات الإسرائيلية، فإن الهدف المعلن لمحور موراج هو: فصل رفح عن باقي مناطق قطاع غزة. وقطع خطوط الإمداد والاتصال بين رفح وخان يونس. وتضييق الخناق على حركة "حماس" عبر تقطيع أوصال القطاع. وتعزيز سيطرة الجيش الإسرائيلي على المناطق الحدودية والممرات الإنسانية.
لكن التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كشفت عن هدف أخطر: حشر سكان غزة في هذا المحور تمهيداً لتهجيرهم الجماعي إلى دول ثالثة، في خطوة اعتبرها كثيرون تمهيداً لتغيير ديموغرافي قسري يرقى إلى مستوى التهجير الجماعي.
التداعيات الإنسانية والسياسية
أدى إنشاء المحور إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، وارتفاع حاد في عدد الضحايا بفعل العمليات العسكرية المكثفة.
تواجه هذه الخطة انتقادات حقوقية ودولية، حيث يُنظر إلى المحور كوسيلة لفرض واقع أمني بالقوة وعزل سكان القطاع في منطقة محاصرة.
يخشى مراقبون من أن تكريس هذا المحور سيُعقّد أي جهد مستقبلي لإعادة توحيد قطاع غزة، ويمنح إسرائيل ذريعة دائمة للبقاء العسكري.
"محور موراج" لم يعد مجرد ممر عسكري، بل مؤشر على تحولات خطيرة في النوايا الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، وسط صمت دولي متزايد وتحذيرات من كارثة إنسانية قد تكون الأسوأ منذ عقود.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك