أعلنت الصين عن سلسلة من الإجراءات الرامية إلى مواجهة الضربة التي تلقاها اقتصادها جراء الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي يستعد فيه الجانبان لإجراء محادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وعرض محافظ البنك المركزي في بكين ومسؤولون ماليون كبار آخرون خططًا لخفض أسعار الفائدة وخفض متطلبات الاحتياطيات المصرفية للمساعدة في توفير المزيد من التمويل للإقراض.
كما قالوا إن الحكومة ستزيد من حجم الأموال المتاحة لتطوير المصانع وغيرها من الابتكارات، ولرعاية المسنين وغيرها من شركات الخدمات.
بدأت الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب تُلقي بظلالها على اقتصاد الصين المعتمد على التصدير، والذي كان يعاني بالفعل من ضغوط جراء التباطؤ المُطوّل في قطاع العقارات.
في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، أعلنت الصين والولايات المتحدة عن خطط لإجراء محادثات بين وزير الخزانة سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج، في وقت لاحق من هذا الأسبوع في جنيف، سويسرا.
يأتي اتفاق المحادثات في وقتٍ يُصرّ فيه الجانبان، علنًا على الأقل، على عدم التنازل عن الرسوم الجمركية.
وصرح ستيفن إينيس من شركة SPI لإدارة الأصول في تقريرٍ له بأن المحادثات "قد تكون نقطة التحول التي تُرسّخ الثقة الهشة أو تُعيد إشعال جحيم "الحرب التجارية".
يُظهر كلٌّ من الاقتصادين الأمريكي والصيني علامات توتر، بعد طفرةٍ في النشاط الاقتصادي، حيث سارعت الشركات والمستهلكون إلى تجاوز زيادات الرسوم الجمركية.
انكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الفترة من يناير إلى مارس. بينما نما الاقتصاد الصيني بمعدلٍ سنويٍّ مُتفق عليه بلغ 5.4% في الربع الأول من العام، حيث كثّفت المصانع إنتاجها لتعويض الارتفاع المفاجئ في الطلبات. لكنّ الاقتصاديين يُشكّكون في صحة الإحصاءات، وتُظهر التقارير الأحدث تدهورًا في طلبات التصدير الجديدة ومعنويات الشركات.
ومن بين الدعم الذي أعلنته الصين يوم الأربعاء:
صرح محافظ بنك الشعب الصيني، بان قونج شنج، بتخفيض سعر إعادة الشراء العكسي الصيني، وهو سعر الفائدة على ودائع البنوك التجارية لدى البنك المركزي، من 1.5% إلى 1.4%.
خفّض بنك الشعب الصيني سعر فائدة الإقراض للبنوك التجارية بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصل إلى 1.5%.
خفّضت نسبة الاحتياطي الإلزامي، أو نسبة الأموال التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها ضمن احتياطياتها، بنسبة 0.5%، وأوضح بان أن ذلك سيوفر تريليون يوان (137.6 مليار دولار) من السيولة النقدية الإضافية.
كما خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة على قروض الإسكان لمدة خمس سنوات.
تشهد الأسواق المالية حالة من التذبذب مع استمرار تورط أكبر اقتصادين في العالم في مواجهة بشأن رسوم ترامب الجمركية التي تصل إلى 145% على واردات معظم المنتجات الصينية. وردّت الصين برفع الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 125% على السلع الأمريكية، وتوقفت عن شراء معظم المنتجات الزراعية الأمريكية. دفعت أنباء الدعم الإضافي للاقتصاد والأسواق، بالإضافة إلى خطط المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أسعار الأسهم إلى الارتفاع بأكثر من 2% في هونغ كونغ و0.5% في شنغهاي صباح الأربعاء. كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.
وصرح تان جينج يي من بنك ميزوهو في تعليق له بأنه كان من المتوقع أن تكون التحركات هادئة.
وأضاف تان: "لا نتوقع أن يكون رد الفعل متفائلاً. خلاصة القول، أن أي حل تجاري سيستغرق على الأرجح وقتًا طويلاً، وفي المدى القريب، قد تكون هناك بعض الإعفاءات الجزئية أو تخفيضات في الرسوم الجمركية على سلع معينة".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.