شهدت منطقة غرب سوميد بطريق الواحات، خلال الأسبوع الماضي، حادثا آليما جراء انفجار في خط غاز أسفر عن وفاة عدد من المواطنين وإصابة آخرين بحروق بالغة.
وتواصل النيابة العامة بجنوب الجيزة، تحقيقاتها للوقوف على تفاصيل الحادث. وصرحت النيابة بدفن جثامين ثلاث مصابين توفوا داخل المستشفى متأثرين بالإصابات البالغة التي لحقت بهم نتيجة هذا الحادث، ليصبح عدد المتوفين في الحادث 6 أشخاص و10 مصابين.
وبينت التحقيقات أن المصابين الثلاث الذين توفوا، أول أمس الثلاثاء، هم: نجل الكاتب الصحفي عصام سالم عضو رابطة النقاد الرياضيين، والذي توفي بعد محاولات إسعافه طالت 6 أيام متأثرا بالحروق التي طالت أنحاء جسده، وشابين هما حذيفة وصديقه محمود، اللذان يعملان في صيانة الهواتف المحمولة، وأسفر الحادث عند إصابتهم بحروق متفرقة بالجسد تجاوزت الـ70%، بعدما فشلا في الهروب من النيران خلال استقلالهم سيارة ملاكي تعمل بالكهرباء، وتوفيا داخل المستشفى.
وبينت التحقيقات أن النيران التهمت 13 سيارة ودراجة نارية كانت متوقفة بالطريق، وتسبب في تفحمهم بالكامل.
وفي وقت سابق، استدعت النيابة سائق لودر لبيان مدى تورطه فى كسر خط الغاز من عدمه، كما تحقق النيابة مع مقاول مسئول عن الإنشاءات بتلك المنطقة لبدء العمل دون التنسيق مع شركة الغاز.
وأجرى رجال المعمل الجنائي معاينة للوقوف على أسباب اشتعال النيران، وللتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه، كما استدعت عدد من شهود العيان لسؤالهم حول الواقعة، وتم تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمسرح الواقعة وحصر التلفيات الناجمة عن الحادث.
نقابة المهندسين تكشف مخالفات جسيمة
من جانبها، أجرت لجنة من نقابة المهندسين الفرعية في الجيزة، برئاسة الدكتور محمد مصطفى الفحام، اليوم، زيارة ميدانية إلى موقع حادث اشتعال خط الغاز بغرب سوميد في طريق الواحات، حيث شارك فيها كل من المهندسين، هدى صابر، ومصطفى محمد مصطفى، ومبروك عبدالله عامر، ومحمد عبدالحميد كامل، ومحمود ربيع – محامي النقابة.
غياب تام لأي لوحات تحذيرية
وبحسب ما وثقته اللجنة، فإن بداية الواقعة تعود إلى قيام أحد المقاولين بأعمال حفر في الموقع مستخدمًا "لودر"، حيث أدى إلى كسر خط الغاز المغذي للمنطقة. وبدلًا من الإبلاغ عن الكسر أو اتخاذ إجراءات السلامة، قام بردم الخط المكسور دون إخطار الجهات المعنية، مما تسبب في تسرب كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.
وفي صباح اليوم التالي، وأثناء تنفيذ أعمال أخرى في ذات المنطقة، رصد العاملون والمارة رائحة غاز قوية، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء أو إخطار الطوارئ، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية نتيجة تشبع الهواء بالغاز، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الحركة المرورية في محيط الحادث. وأسفرت الحادثة عن اندلاع حرائق ضخمة، أودت بحياة عدد من المواطنين، وأدت إلى إصابة آخرين بإصابات بالغة.
وأشارت اللجنة في تقريرها الأولي إلى غياب أي لوحات إرشادية أو تحذيرية تدل على وجود خط غاز في الموقع أو طبيعة الأعمال التي تُجرى فيه، ما يعد مخالفة صارخة لأدنى معايير السلامة المهنية. كما أكدت أن الموقع لم يكن مؤمنًا وفقًا للضوابط الهندسية المعتادة، وأن المقاول المسؤول لم يتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة أثناء تنفيذ الحفر أو بعد وقوع الكسر.
وأكدت نقابة المهندسين الفرعية بالجيزة أنها ستقوم بإعداد تقرير فني شامل عن الزيارة وما تم رصده من مخالفات واضحة، وسيتم رفعه ومخاطبة جميع الوزارات والجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وفنية لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.
واختتمت: “السلامة مسؤولية.. والإهمال ثمنه أرواح”.