في عالم الجريمة، قد تكون بصمة واحدة كافية لكشف هوية الجاني، وتقديمه للعدالة.
لكن كيف يتم رفع هذه البصمات بدقة؟ ومن هم أولئك الذين يتعاملون مع مسارح الجرائم كأنها لوحات فنية لا تترك تفاصيلها أي مجال للخطأ؟ في هذا التحقيق، نتعمق في كواليس العمل الأمني، ونكشف كيف يتعامل الخبراء مع واحدة من أدق أدوات التحقيق الجنائي وهي “البصمات” .
ما هي البصمات ولماذا تعتبر دليلاً قويا؟
يقول أحد الخبراء الجنائيين إن البصمة هي الأثر الذي تتركه خطوط الجلد الموجودة في أطراف الأصابع عند لمس سطح ما، وتتميّز بأنها لا تتكرر بين شخصين على وجه الأرض، حتى بين التوائم.
ولهذا السبب، تُعد أداة حاسمة في ربط الأشخاص بمسرح الجريمة.
متى يبدأ فريق رفع البصمات عمله؟
وأوضح الخبير الجنائي أن مهمة رفع البصمات تبدأ بمجرد تأمين مسرح الجريمة. ويقول:
“لا يُسمح لأي شخص بدخول المكان قبل الانتهاء من توثيق كل شيء بالصور والفيديو، ثم نبدأ نحن بلبس الملابس الوقائية لعدم تلويث الأدلة، ثم نفحص الأسطح المحتملة لوجود البصمات عليها.”
أدوات دقيقة ومهارات خاصة
يعتمد خبراء رفع البصمات على أدوات متخصصة، منها:
_بودرة البصمات السوداء أو البيضاء حسب لون السطح.
_فرشاة “الماهر” المصنوعة من شعر خاص لا يُتلف البصمة.
_شريط لاصق شفاف لنقل البصمة.
_بطاقات حفظ مخصصة تسجل عليها كافة البيانات.
ويضيف خبير الأدلة الفنية “نحن نستخدم أيضًا مواد كيميائية مثل النينوهيدرين في حالة البصمات غير المرئية، وخاصة على الأسطح الورقية، حيث تظهر بعد تعريضها للحرارة.
كيف تُحلل البصمات بعد رفعها؟
بعد رفع البصمات، تُرسل إلى معمل الأدلة الجنائية، حيث تُفحص باستخدام قواعد بيانات محوسبة تضم ملايين البصمات، مثل قاعدة بيانات AFIS.
واشار ان نظام تحليل البصمات الرقمية يُقارن تفاصيل دقيقة جدًا، مثل التفرعات والتقاطعات والانحناءات، ويُصدر تقريرًا يحدد احتمالية التطابق بدقة عالية.
وماذا عن البصمات المطموسة أو المشوشة؟
ليست كل البصمات واضحة في بعض الأحيان، تكون مطموسة بسبب الطقس أو محاولات الجاني لمحوها في هذه الحالات، يُستخدم التصوير بالأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة تحت الحمراء.
واكد الخبير الجنائي يمكننا أحيانًا إعادة بناء جزء من البصمة حتى لو كان غير مكتمل، بفضل الذكاء الاصطناعي والخوارزميات الحديثة.”
ليس كل ما يُرفع يُستخدم
ليس كل بصمة تُرفع من المكان تكون صالحة قانونيًا “يجب أن تكون واضحة، ومرتبطة بالمكان والزمان بشكل منطقي، وإلا سيتم استبعادها أثناء التحقيق.
القبض علي المتهم هي النهاية
في عالم يبدو معقدًا ومحفوفًا بالتفاصيل، يقف خبراء البصمات كخط دفاع صامت لكنه قوي، قادر على كشف أكثر الجرائم تعقيدًا بأثر إصبع لا يُرى بالعين المجردة.
وفي وقت أصبح فيه المجرمون أكثر حذرًا، تبقى التكنولوجيا والخبرة الأمنية في سباق دائم معهم، لا ينتهي إلا بكلمة “تم القبض عليه”.