تتجه الأنظار نحو جنوب آسيا حيث يشهد التوتر بين الهند وباكستان تصعيدًا خطيرًا، إثر تبادل الضربات العسكرية بين البلدين النوويين.
تأتي هذه التطورات عقب هجوم دامٍ في كشمير أسفر عن مقتل 26 سائحًا، مما دفع الهند للرد بعمليات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية، وردت عليها إسلام آباد بتوعدها بالانتقام.
الهجوم في كشمير يشعل فتيل الأزمة بين الهند وباكستان
في 22 أبريل، شهدت منطقة بَهَلْجام في كشمير هجومًا مسلحًا أودى بحياة 26 سائحًا، بينهم 25 هنديًا ونيبالي واحد.
أعلنت جماعة جبهة المقاومة، المرتبطة بجماعة "لشكر طيبة" المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية، مسؤوليتها عن الهجوم. اتهمت الهند باكستان بدعم الجماعة، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.
عملية سيندور: الهند ترد بقوة
في 7 مايو، أطلقت الهند عملية عسكرية أطلقت عليها اسم سيندور، استهدفت خلالها تسعة مواقع داخل باكستان، بما في ذلك مناطق في البنجاب وكشمير الباكستانية.
أفادت التقارير بمقتل 31 مدنيًا، بينهم أطفال، نتيجة هذه الضربات. كما أعلنت الهند عن تحييد أنظمة الدفاع الجوي في لاهور باستخدام صواريخ متطورة.
باكستان تتوعد بالرد وتستنكر العدوان
رفضت باكستان الاتهامات الهندية، ووصفت الضربات بأنها عدوان سافر وانتهاك للقانون الدولي.
أكد وزير الخارجية الباكستاني أن بلاده تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين، مشددًا على أن باكستان تتصرف بمسؤولية رغم الاستفزازات.
كما أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني عن حالة تأهب قصوى، ونفى الادعاءات الهندية بشأن استهداف مواقع باكستانية.
تصعيد متبادل وتحذيرات دولية
في تطور لاحق، أعلنت الهند عن إحباط هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ استهدف عدة مدن، بينها أمريتسار، مشيرة إلى استخدام نظام الدفاع الجوي S-400 في التصدي للهجوم.
من جانبها، أعلنت باكستان عن إسقاط خمس طائرات هندية، وهو ما لم تؤكده نيودلهي.
أثارت هذه التطورات قلق المجتمع الدولي، حيث عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوساطة بين البلدين، داعيًا إلى التهدئة.
كما دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بين الهند وباكستان
يبدو أن العلاقات بين الهند وباكستان تمر بمرحلة حرجة، مع تصاعد التوترات العسكرية وتبادل الاتهامات. في ظل امتلاك البلدين لأسلحة نووية، يحذر المراقبون من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
تبقى الآمال معلقة على الجهود الدبلوماسية لاحتواء الحرب بين الهند وباكستان ومنع اندلاع صراع واسع النطاق.