أخبار عاجلة

عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية

عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية
عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية

مستمرة في التقلب صعودا ونزولا، طيلة مسار التداولات في الأسابيع القليلة الماضية، لامست عملة ” البيتكوين” مستوى الـ100 ألف دولار للمرة الأولى منذ فبراير الماضي، مدعومة بقوة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “اتفاق تجاري” مع المملكة المتحدة.

وأعاد “توهج” سوق العملات المشفرة والأصول الرقمية، بعد مرحلة “خفوت أو كُمون”، اهتمامات مجتمع خبراء المال والأعمال ومجتمع المستثمرين المهتمين عامة، على الرغم من استمرار ضغوط تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وسياقات “الحرب التجارية الباردة” بين اقتصاد “بلاد العم سام” وبين غريمه “التنين الصيني”.

بالأرقام، بصمت العملة المشفرة “الأكثر شهرة وريادة” على ارتفاع ملحوظ وصل نسبة 2.9 في المائة خلال تداولات الخميس، محققة 99621 دولارا إجمالا؛ في وقت سجلت معظم العملات المشفرة الرئيسية مكاسب إضافية، مع قفزة خاصة لـ”إيثريوم”، ثانية كبريات العملات المشفرة في العالم، بنسبة 8 في المائة لتصل إلى نحو 1950 دولارا.

وما زالت السياقات التجارية حاسمة في تحديد اتجاهات سوق العملات المشفرة، خاصة أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية كانت قد رفعت سعر “البيتكوين” إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 109241 دولارا في 20 يناير؛ وهو اليوم الذي تزامن مع تنصيب الرئيس الجمهوري المثير للجدل بإعلاء سياساته الحمائية.

وتستكمل العملة المذكورة مسار “موجة صعود” بدأتها أول أمس الأربعاء إثر الإعلان عن محادثات تجارية مرتقبة بين الولايات المتحدة وبين الصين في سويسرا؛ فيما قُرئ كـ”مؤشر” على احتمال تخفيف التوترات في النزاعات التجارية المستعرة بين أكبر اقتصادين في العالم، منذ الثاني من أبريل.

ثقة المستثمرين

المهدي فروحي، أستاذ علوم الاقتصاد والمالية بجامعة ابن طفيل- القنيطرة، قال إن “تجاوز البيتكوين حاجز 100 ألف دولار يُعد علامة على عودة ثقة المستثمرين في هذه العملة المشفرة، بعد فترة من التقلبات”.

وأضاف فروحي مستحضرا سياقات التقلب: “لقد كانت آخر مرة تجاوز فيها هذا الحاجز منذ ثلاثة أشهر”، مردفا بسرد “مجموعة من العوامل تفسر هذا الصعود”، حسبه مصرحا لجريدة هسبريس؛ أبرزُها “قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بعدم تغيير أسعار الفائدة، وتثبيتها في نطاق يتراوح بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة”.

كما بسط الأستاذ الجامعي المختص في علوم الاقتصاد والمالية تداعيات ما أفضت إليه “عدم قدرة البنك الفيدرالي على التنبؤ بمسار الاقتصاد الأمريكي، في ظل الصدمة التي سببتها الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب”.

ويُعزى تجاوز “البيتكوين” لحاجز 100 ألف دولار، أيضا، وفقا للمحلل الاقتصادي ذاته، إلى “عودة اهتمام المستثمرين المؤسساتيين بهذه العملة، إضافة إلى استمرار معدل التضخم في الولايات المتحدة عند مستويات تفوق هدف التضخم المحدد من قبل الفيدرالي”. وزاد: “هذا الأمر قد يؤدي إلى تراجع عوائد السندات، مما يجعل من “البيتكوين” أصلا أقل خطرا من الدولار في الوقت الراهن؛ وهو ما يُفسر جزئيا هذا الارتفاع الكبير”.

أما بالنسبة للمغرب، فهو “يشهد تطورا، وإن كان بطيئا نسبيا، على مستوى تقنين العملات والأصول المشفرة رقميا”، حسب تقدير فروحي الذي أضاف شارحا: “المغرب يُصنف ضمن أول ثلاثين دولة عالميا، والأول في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط من حيث اعتماد العملات المشفرة، حسب تقرير مؤسسة ‘ Chainalysis’، ومستحضرا في السياق “إطلاق مجموعة من المبادرات لاعتماد تكنولوجيا “البلوك تشين”، التي هي التكنولوجيا التي تبنى عليها العملات المشفرة، من قِبل عدد من المؤسسات والبنوك المغربية، مثل الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، وبنوك تجارية مغربية عديدة”.

ومع ذلك، استدرك أستاذ الاقتصاد خالصا إلى أنه “ينبغي تسريع وتيرة تقنين استخدام الأصول المشفرة في المغرب، تماشيا مع الاتجاهات العالمية في هذا المجال؛ من خلال وضع إطار قانوني وتنظيمي واضح يضمن حماية المستخدمين، ويشجع الابتكار، ويجذب الاستثمارات الأجنبية، خصوصا في قطاع متنامٍ وصاعد بقوة (التكنولوجيا المالية والبلوكشين)”.

“تخفيف” وثبات

قال بدر بلاج، خبير مالي متخصص في تحليل أسواق العملات الرقمية، معلقا على وصول سعر “البيتكوين” إلى 100 ألف دولار، إن أهم الأسباب هو “توقيع اتفاقية مع بريطانيا وتأثيرها الإيجابي على الأسواق؛ وليس فقط في الاتفاقية في حد ذاتها، بل في أثرها على التداولات”.

ورصَد بلاج، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، “توجه ترامب إلى حل مشاكل اقتصادية كانت قد تسببت بها حدة الحروب التجارية الشعواء التي أطلق شرارتها بقرارات تنفيذية مستهل أبريل المنصرم”، معتبرا أن “تخفيف الحدة باتفاقيات وصفقات تجارية ثنائية أو متعددة الأطراف يجنب الاقتصاد العالمي ركودا اقتصاديا كان يخشاه المستثمرون؛ فجميع الأسواق حاليا منتعشة”.

وأبرز المحلل المالي ذاته أن “المعطى المهم جدا هو دخول استثمارات كبيرة على “البيتكوين” ناهزت 40 مليار دولار بحكم أنها تدفقات الأصول المالية المبنية على “البيتكوين”، وتعطيه شركات ومؤسسات مالية تقليدية للمستثمرين؛ ما تسبب في ارتفاع مفاجئ في سعر “البيتكوين” نتيجة لدخول استثمارات كبيرة”.

وأشار إلى عامل “إعلان شركات عن شراء كميات كبيرة من “البيتكوين”، ما زاد من منسوب “اهتمام المؤسسات والشركات بالاستثمار في هذه العملة الرائدة”. كما أن الأخيرة “أثبتت صلابته خلال الأزمات الاقتصادية وامتصاصه لها مقارنة بسندات الشركات، إذ لم يفقِد أزيد من 15 في المائة حتى 20 في المائة في أسوأ الحالات”، حسب قراءة بلاج، الذي خلص إلى أن “البيتكوين يحافظ على قيمته ويثبت نفسه حاليا ملاذا آمنا للمستثمرين”.

وختم باستحضار “سياق صراع الرئيس ترامب مع جيروم بأول، رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي، حول نسبة الفائدة الذي كان قد تسبب في مخاوف الأسواق والمستثمرين؛ قبل أن يتلقوا إشارة إيجابية، بعد تأكيد ترامب على الإبقاء على رئيس البنك المركزي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ضبط سيدة تنتحل صفة طبيبة وتدير عيادة طبية غير مرخصة
التالى ضبط متهم بالوادي الجديد للترويج وبيع الأسلحة البيضاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي