بينما تتصاعد نبرة التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية، بدأت في العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، برعاية سلطنة عمان.
الجولة التي استمرت أربع ساعات، وُصفت بأنها «بناءة»، وتفتح الباب أمام تفاهمات فنية مرتقبة قد تمهد لاتفاق نووي جديد، وسط سباق مع الزمن في منطقة تغلي على وقع التوترات.
روما: مفاوضات بناءة.. وتقنية مرتقبة في عمان
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات غير المباشرة التي جرت اليوم مع الوفد الأمريكي في روما كانت بناءة واستمرت لأربع ساعات، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على عقد جولات فنية لاحقة في سلطنة عمان عبر فرق متخصصة لوضع أطر عامة لاتفاق مستقبلي.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوضات ستُستأنف على مستوى الخبراء خلال الأيام المقبلة، في ظل تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدم في ظل استمرار التواصل غير المباشر.
عمان وسيط دبلوماسي.. وحوار من قاعتين
أُجريت المفاوضات اليوم في مقر إقامة السفير العُماني في روما، حيث يتولى وزير الخارجية العُماني نقل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأمريكي، استمرارًا لنمط المحادثات غير المباشرة، في ظل انعدام الثقة بين الجانبين، رغم محاولات بناء أرضية مشتركة.
ووفق التلفزيون الإيراني، فقد انتهت الجولة الثانية بنجاح نسبي، وهناك احتمالات قوية لانعقاد جولة ثالثة قريباً.
إيران: لا نسعى لسلاح نووي.. ونريد اتفاقاً متوازناً
قال عراقجي إن بلاده لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، وأن رفض طهران لأسلحة الدمار الشامل نابع من أسس دينية وعقيدة دفاعية واضحة.
واتهم عراقجي دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنه العائق الرئيسي أمام قيام شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، مؤكداً أن إسرائيل تحاول شيطنة إيران والتسبب في حالة من انعدام الأمن في المنطقة.
وأكد عراقجي أن أي تفاهم جديد يجب أن يراعي حقوق إيران، ويمهد إلى رفع العقوبات المفروضة عليها، كما طالب بتفاهم منطقي ومعقول لا يقوم على الإملاءات أو الضغوط.
شمخاني: نفاوض بصلاحيات كاملة ولا نقبل الاستسلام
من جانبه، شدد علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، على أن الوفد الإيراني يتمتع بصلاحيات كاملة، ويشارك في المفاوضات للوصول إلى اتفاق متوازن، لا استسلام فيه، مؤكداً أن طهران تسعى لاتفاق يحميها من التهديدات الإسرائيلية ويشمل ضمانات حقيقية.

وأضاف شمخاني أن المعركة اليوم ليست فقط على برنامج نووي، بل على السيادة والكرامة الإيرانية، مؤكداً أن طهران لا تكترث للشائعات أو محاولات الضغط الإعلامي.
إسرائيل تلوح بالتصعيد.. والفرصة تضيق
وفي سياق موازٍ، لا تزال تل أبيب تتوعد بضرب المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن الفرصة التاريخية لإزالة التهديد الإيراني قد تضيع خلال شهرين، وفق تقارير إسرائيلية، وهو ما يضع المفاوضات في مواجهة مباشرة مع احتمالات الحرب.

بين الرهان على الدبلوماسية والتهديد بالخيار العسكري، يقف الملف النووي الإيراني عند مفترق طرق حاسم، فإما أن تثمر المحادثات في روما وعمان عن إطار اتفاق جديد، أو أن تسير المنطقة نحو صيف ساخن من التصعيد والانفجار المحتمل. الوقت يداهم الجميع، والمستقبل لا يزال غامضاً.