أخبار عاجلة
وزير التعليم العالي والبحث العلمي يشارك في ... -

"الذكاء الاصطناعي" يرشد الفلاحين بالدارجة في المعرض الدولي بمكناس

"الذكاء الاصطناعي" يرشد الفلاحين بالدارجة في المعرض الدولي بمكناس
"الذكاء الاصطناعي" يرشد الفلاحين بالدارجة في المعرض الدولي بمكناس

ما إن يلج الزائر المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته السابعة عشرة حتى يلتقط الحضور اللافت لحزمة من الممارسات والتقنيات والتطبيقات الرقمية، الهادفة إلى “رقمنة المعلومة الفلاحية” لفائدة كافة المزارعين المغاربة؛ بما يضمن مواكبتهم طيلة مراحل الدورة الإنتاجية، من البذر والزرع إلى الحصاد، وجني المحصول.

ويُطلع قطب “الفلاحة الرقمية” زائريه من الفلاحين وعموم المواطنين على تطبيقات حديثة مدعومة بواسطة الذكاء الاصطناعي، تسهر على تزويد المزارعين بالمعلومة الفلاحية بسرعة، ولكن بدقة، وأكثر من ذلك باللغة الدارجة، “وبعضها قريبا باللغة الأمازيغية”.

ووفق ما استقته جريدة هسبريس الإلكترونية، من عارضي هذه التطبيقات، فإن بعضها تشتغل عن طريق الربط بمستشعرات أو حساسات يتم تثبيتها بالأراضي الفلاحية ليتوصّل الفلاح، لحظة بلحظة، بآخر ما تلتقطه من معلومات بخصوص الرطوبة والحرارة وجودة التربة، بينما تتكلّف بعضها بالإجابة مباشرة عن أسئلة الفلاحين ضمن محادثة “الشات بوت”.

مُرشد رقمي

مها تشتي، مسؤولة التسويق بشركة مغربية طورت قبل شهرين مساعدا رقميا للفلاحين، يحمل اسم “مُرشد”، كشفت أن “هذا الأخير يحاول إرشاد المزارعين المغاربة كيفما كانوا بالعامية، وقريبا باللغة الأمازيغية، إلى كافة المعلومات الفلاحية التي يحتاجونها”، مضيفة أن “هذه الأداة التي تشتغل بواسطة الذكاء الاصطناعي تُنصت لجميع أسئلة الفلاح؛ تقوم بتحليل البيانات المدرجة لديها، وتعود للسائل بالإجابة”.

وبإمكان “مرُشد”، كما شرحت تشتي، ضمن تصريح لهسبريس، “تشخيص أي مرض يتواجد بتربة الفلاح، مع تزويده بحلول له”، مُوضّحة أنه “يشتغل أساسا بقاعدة بيانات معتمدة على الـ OpenAi؛ لكن الشركة تحرص على تغذيته بشكل متجدد بوثائق تحتوي على مقالات علمية متجددة شاملة لأبرز التطورات في الميدان الفلاحي، تؤهله للإجابة عن أسئلة قد تكون استعصت عليه من قبل”.

وأضافت مسؤولة التسويق نفسها أن “مرشد يتوفر بطريقتين هما عبر ‘وتساب’، أي على شكل محادثة، وكذا عبر رابط بسيط لا يحتاج ولوجه أي دراية كبيرة بالرقميات”، بتعبيرها، مشددة على أن “مراد هذا الإسهام التكنولوجي هو إتاحة الولوج المباشر للمعلومة الفلاحية للمزارعين المغاربة؛ فكما هو معلوم فإن المعطيات تصلهم غالبا مرة أو مرتين في السنة، عدا أنهم ليسوا جميعهم قادرين على استيعابها”.

ولأجل “ضمان استفادة الفلاحين الذين يمتلكون مهارات محدودة في استخدام الوسائل الرقمية”، تردف مُحدّثة هسبريس، “عملت الشركة على إصدار جهاز جديد، يسمى ‘روبي’، يمكن المزارع من خدمات التطبيق، دون حاجة إلى الهاتف النقال”.

ذكاء الآلة يواكب

جريدة هسبريس عاينت كذلك عرض مستشعرات عن بعد متصلة بدورها بروبوت ذكاء اصطناعي (شات بوت)، فاستفسرت بشأنها نور الهدى، مسؤولة مشروع بالشركة العارضة المختصة في مجال الربط الرقمي، التي أكدت أن “هذه الحساسات أو المستشعرات تعين الفلاح على تتبع كل مستجدات أرضه من الهاتف”.

ووضّحت نور الهدى أن “هذه المستشعرات متنوعة الأشياء المقاسة، فضمنها تلك التي تقيس نمو الأشجار، أو تتعقب نسبة الرطوبة في الأرض”، مفيدة بأن “كل المعلومات المجمّعة يتم إرسالها بواسطة شبكة/ تقنية LoRa، التي بإمكانها أن تمتد لخمسة عشر كيلومترا، فترسل كافة البيانات الملتقطة بشكل فعال للفلاح، الذي يقوم بالمعاينة في التطبيق المتوفّر لديه”.

وحديثا أضافت الشركة المطوّرة “روبوت محادثة مدعوما بالذكاء الاصطناعي، بإمكانه أن يساعد الفلاح بالدارجة أو باللغة التي يريدها، من خلال توفير المعلومات التي يحتاجها؛ وأكثر من ذلك بإمكانه منحه تفاصيل عن نبتة ما أو حشرة، بعد أخذ صورة لها”.

هسبريس أثارت مع المسؤولة ذاتها إشكالية “محدودية المهارات الرقمية لدى قطاع واسع من الفلاحين المغاربة”، فأوردت: “نحاول دائما توفير المعلومات والمعطيات التي تؤرق ذهن الفلاح؛ حتى يدرك بعمق كيف يستخدم التطبيق وهذه المستشعرات”.

وشددت المتحدّثة عينها على أن “هذه المستشعرات تساهم في الاقتصاد على المياه في ظل الندرة التي يعيشها المغرب على صعيد الموارد المائية؛ بحيث تساعد على تدبير معقلن ومضبوط للسقي”.

الرقمنة تتوسّط

وبدا لافتا في قطب “الفلاحة الرقمية” كذلك حضور منتجات “رقمنة الخدمات”، التشغيل بالأساس، إذ لفت محمد عدلي، صاحب مشروع منصة yadag، في هذا الصدد، إلى إن “الأخيرة منصة رقمية تقوم أساسا بربط اليد العاملة بالشركات الفلاحية المشغلة”، مُفيدا بأنها “تمنح أي فرد يشتغل في الأنشطة الفلاحية أو مشغّل إمكانية فتح حساب شخصي داخلها، بشكل مباشر”.

وأوضح عدلي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المنصة الرقمية المذكورة هي بمثابة وسيط بين العمال الزراعيين وأرباب الضيعات والمشغّلين بصفة عامة”، مبرزا أن “غرضها الرئيسي هو حل إشكالية انخفاض أعداد اليد العاملة في القطاع الفلاحي، خصوصا في أوقات ذروة الطلب، كالحصاد”.

وأورد المتحدث: “لذلك قمنا بإنشاء المنصة؛ بغرض المساهمة في احتواء هذه الإشكالية”، وزاد متفاعلا مع سؤال لهسبريس، حول إمكانية إتاحة التواصل المباشر ما بين المشغّلين والباحثين عن العمل، داخل المنصة، أن “الأخيرة لا تتيح هذا النوع من التواصل، بالنظر إلى مراعاتنا إشكالية أن نسبة بارزة من ساكنة العالم القروي لديها مهارات محدودة في التعامل مع الوسائل الرقمية”.

ولفت صاحب مشروع المنصة إلى أنه “بالموازاة يتم العمل على تنظيم قوافل ميدانية لربط اليد العاملة بالشركات الفلاحية؛ آخرها سُيرت في منطقتي بني ملال وأزيلال، من أجل توظيف اليد العاملة، في عدة زراعات مثل الطماطم والفواكه الحمراء”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بعد تصريحاته بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.. الأزهر يحسم الجدل حول تصريحات سعد الهلالي
التالى غارات أمريكية مكثفة تستهدف مواقع في صنعاء والحديدة