الأمم المتحدة: اشتباكات جنوب السودان تقتل نحو 200 وتشرد 125 ألفًا

الأمم المتحدة - صورة إرشيفية

قالت الأمم المتحدة، إن الاشتباكات المتصاعدة في جنوب السودان أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص ونزوح ما يُقدَّر بنحو 125 ألف شخص منذ مارس.

اتفاق تقاسم السلطة 

تصاعدت التوترات بسبب الهجمات في ولاية أعالي النيل الشمالية الشرقية بين القوات المتحالفة مع الرئيس سلفا كير ومنافسه نائب الرئيس الأول، مما يهدد اتفاق تقاسم السلطة الهش الذي أنهى حربًا أهلية استمرت خمس سنوات.

كما عانت الدولة الفتية، التي لم تُعلن استقلالها إلا في عام 2011، من عدم الاستقرار السياسي، حيث حثَّ المراقبون الدوليون على ضبط النفس بعد اعتقال نائب الرئيس ريك مشار الشهر الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن القوات المسلحة أسقطت أسلحة حارقة بدائية وقتلت ما يقرب من 60 شخصًا على مدى شهر في ولاية أعالي النيل.

وقالت الأمم المتحدة في بيان: منذ مارس 2025، أدت الاشتباكات المسلحة والقصف الجوي إلى مقتل أكثر من 180 شخصًا وإصابة أكثر من 250 آخرين، ونزوح ما يُقدَّر بنحو 125 ألف شخص.

وتمثل هذه الزيادة ارتفاعًا حادًا مقارنة بآخر تحذير أصدرته الأمم المتحدة في مارس، عندما قالت إن ما لا يقل عن 50 ألف شخص نزحوا منذ فبراير.

وقالت أنيتا كيكي جبيهو، المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنوب السودان، في بيان: "يجب أن تتوقف هذه الموجة الأخيرة من العنف".

وأضافت أن هذا العنف يأتي في وقت يتضاءل فيه التمويل الإنساني وتتزايد الاحتياجات العاجلة – ليس فقط في أعالي النيل، ولكن في جميع أنحاء جنوب السودان.

وقالت الأمم المتحدة إن أعمال العنف أودت بحياة أربعة من العاملين في المجال الإنساني، وأجبرت ستة مرافق صحية على الإغلاق.

وتأتي مثل هذه الإغلاقات في الوقت الذي تعاني فيه البلاد، التي تعاني من الفقر المدقع على الرغم من ثروتها النفطية، من تفشي وباء الكوليرا، الذي قالت الأمم المتحدة إنه أودى بالفعل بحياة 919 شخصًا وأصاب نحو 49 ألف شخص في جنوب السودان.

ووصفت منظمة اليونيسف الشهر الماضي هذه الحالة بأنها أسوأ تفشٍّ للمرض في تاريخ البلاد القصير، مشيرة إلى أن نصف الحالات بين شهري سبتمبر ومارس كانت لأطفال دون سن 15 عامًا.

ويهدد القتال اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه عام 2018 بين كير ومشار، اللذين خاضا حربًا أهلية استمرت خمس سنوات وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص.

واتهم حلفاء كير قوات مشار بإثارة الاضطرابات في مقاطعة ناصر بالتعاون مع الجيش الأبيض، وهي مجموعة من الشباب المسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها نائب الرئيس.

بدأت التوترات في الارتفاع في وقت سابق من هذا العام عندما اجتاح ما يُقدَّر بنحو 6000 مقاتل من الجيش الأبيض معسكرًا عسكريًا في ناصر.

وأدت محاولة إنقاذ قامت بها الأمم المتحدة إلى مقتل أحد أفراد طاقم الأمم المتحدة وجنرال كبير من جنوب السودان، من بين آخرين.