أخبار عاجلة

نسوا صانع فرحتهم.. مارسيل كولر من بطل منصات التتويج إلى كبش فداء الغضب الجماهيري

نسوا صانع فرحتهم.. مارسيل كولر من بطل منصات التتويج إلى كبش فداء الغضب الجماهيري
نسوا صانع فرحتهم.. مارسيل كولر من بطل منصات التتويج إلى كبش فداء الغضب الجماهيري

السبت 26 ابريل 2025 | 06:55 مساءً

كتب : محمود صقر

في كرة القدم، لا مكان للعواطف حين تصطدم الطموحات بالنتائج، وبينما كانت جماهير الأهلي تحلم بمواصلة مسيرة المجد الإفريقي، جاءت الصدمة قاسية، الفريق يغادر دوري أبطال إفريقيا من نصف النهائي على يد صن داونز الجنوب إفريقي، لتتحول مدرجات استاد القاهرة إلى مسرح لغضب عارم، والأنظار كلها تتجه نحو المدرب السويسري مارسيل كولر.

برغم الأداء القتالي الذي قدمه الأهلي في مباراة الإياب، فإن التعادل 1-1 لم يكن كافيًا لتعويض نتيجة الذهاب في جنوب إفريقيا، التي انتهت بالتعادل السلبي، ووفقًا لقاعدة الهدف خارج الأرض، حسم صن داونز التأهل لصالحه، وأشعل فتيل الغضب الجماهيري في القاهرة.

غضب في المدرجات.. وصافرات تطالب بالإقالة

ما إن أطلق الحكم صافرة النهاية، حتى تعالت صيحات الاستهجان من جماهير القلعة الحمراء، جمهور تعود على رؤية فريقه متربعًا على عرش إفريقيا، لم يتقبل فكرة الخروج، ووجه انتقادات حادة لكولر، مطالبًا برحيله الفوري، في مشهد عبّر عن خيبة أمل كبرى تجاه الأداء المتراجع مؤخرًا.

رحلة كولر مع الأهلي.. من الحلم إلى الغضب

حين تم التعاقد مع كولر في سبتمبر 2022، قادمًا من بازل السويسري، رأت فيه الإدارة مشروعًا طويل الأمد لإعادة بناء الأهلي كفريق لا يُقهر، وعلى مدار عامين، حقق كولر إنجازات مهمة، لكن السقوط في المحطة القارية الأخيرة غطى على كل ما مضى.

أرقام كولر.. إنجازات تليق بالكبار

في لغة الأرقام، حقق كولر ما يعجز عنه كثير من المدربين:

- قاد الأهلي في 160 مباراة.

- فاز في 108 مباريات، وتعادل في 33، وخسر 19 فقط.

- حصد 11 بطولة:

- دوري أبطال إفريقيا (مرتان)

- الدوري المصري (مرتان)

- كأس مصر (مرتان)

- السوبر المصري (أربع مرات)

- بطولة القارات الثلاثة للأندية

نسبة فوز تتجاوز 67%، وأداء ثابت جعله في نظر الكثيرين من أنجح المدربين في تاريخ القلعة الحمراء.

ولكن.. هل كانت الأرقام كافية؟

رغم هذا الرصيد الكبير من البطولات، لم تشفع له لحظة التعثر الأخيرة، جماهير الأهلي اعتبرت الخروج من دوري الأبطال إخفاقًا لا يُغتفر، وتغلبت العاطفة على التقييم المتزن، في لحظة واحدة، تحوّل البطل إلى متهم، واستُقبل كولر بزجاجات المياه بدلاً من التصفيق.

الصحافة.. حين تتحول المهنية إلى تهكم

لم يقتصر المشهد على الجماهير فقط، بل امتد إلى بعض ممثلي الإعلام، حين وجّه أحد الصحفيين سؤالًا ساخرًا في المؤتمر الصحفي: "شكلك كنت بتخطط تصيف في سويسرا"، في مشهد أثار الاستياء، كونه لا يليق لا بمهنة الصحافة ولا بتاريخ الأهلي العريق.

أزمة تقدير.. ومشكلة في ثقافة النقد

ما حدث مع كولر يعكس مشكلة أعمق في ثقافة الرياضة المصرية، التي باتت أحيانًا لا تعترف بالإنجازات، ولا تمنح الفرصة للمشروع ليكتمل، فهل كنا ننتظر فريقًا لا يخسر أبدًا؟ وهل نسينا أن كرة القدم تُبنى على محطات من النجاح والإخفاق معًا؟

هل هذا هو الأهلي الذي نعرفه؟

الأهلي، بتاريخ مبادئه، كان دائمًا مدرسة في احترام اللاعبين والمدربين، في دعم من يصنع المجد، لا التنكر لهم عند أول عثرة، ما حدث بالأمس لا يُشبه النادي الذي طالما افتخر بجماهيره الراقية ومساندته في الأوقات الصعبة.

كلمة أخيرة.. كولر يستحق التقدير لا التحقير

مارسيل كولر، وإن أخفق في مباراة، لم يُخفق في مشروع. الرجل قدّم للأهلي ما لم يقدّمه كثيرون قبله، وترك بصمة واضحة في تاريخ النادي، وإن حان وقت الرحيل، فليكن وداعه كما يليق بمن رفع الكؤوس، لا بمن طُرد تحت وابل من الغضب.

ففي النهاية، كرة القدم ليست فقط عن من يرفع الكأس، بل عن من يحترم المسيرة، ويعرف قيمة من قاتل ليُسعده يومًا.

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ريم البارودي تكشف أسباب رفضها المشاركة في برنامج "رامز جاب من الآخر"
التالى لقاء المصالحة في روما.. زيلينسكي وترامب يبحثان السلام وسط تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية