أجرى التليفزيون البولندي TVP مقابلة مع قداسة البابا تواضروس الثاني، حيث تحدث عن تاريخ الكنيسة القبطية وأهمية الحوار اللاهوتي والعلاقات بين الكنائس، مشددًا على أن المحبة هي اللغة التي تُوَحِّد.

البابا تواضروس الثاني عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني حديثه بالإشارة إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعد من أقدم الكنائس في العالم، إذ أسسها القديس مار مرقس الرسول في القرن الأول الميلادي. وأضاف قائلاً: “مصر قبلت المسيحية مبكرًا، وتحولت الكنيسة القبطية منذ ذلك الحين إلى كنيسة وطن وشهادة، وقدمت عبر العصور عددًا لا يُحصى من الشهداء الذين حافظوا على إيمانهم بدمائهم”.
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى أن الكنيسة القبطية تواصل عطاءها من خلال الرهبنة والتعليم اللاهوتي وخدمة المجتمع، لافتًا إلى أنها تمتد بجذورها في التاريخ ولكنها دائمًا ما تتطلع إلى المستقبل بروح الإنجيل.

البابا تواضروس الثاني: أوضاع المسيحيين في مصر
في سياق آخر، أشار قداسته خلال حديثه إلى أن أوضاع المسيحيين في مصر شهدت تحسنًا تدريجيًا وملموسًا في السنوات الأخيرة على عدة أصعدة. وذكر بشكل خاص صدور قانون بناء الكنائس، الذي يعد خطوة تاريخية نحو تنظيم أوضاع الكنائس القديمة وتوفير إطار قانوني واضح لبناء الكنائس الجديدة، بعد عقود من التعقيدات الإدارية والاجتماعية التي كانت تعيق هذا الحق. وأكد قداسته أن هذا التغيير لم يحدث دفعة واحدة، بل هو نتيجة لحوار طويل وتعاون مشترك بين الكنيسة والدولة، وروح وطنية تتعزز في ظل دستور يكرس مبدأ المواطنة والمساواة.

البابا تواضروس الثاني عن العلاقات بين الكنائس في مصر
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الكنائس في مصر، أكد قداسته أن إنشاء مجلس كنائس مصر في عام 2013 شكل خطوة إيجابية لتعزيز العلاقات المسكونية داخل البلاد. وأوضح أن المجلس يضم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية، والروم الأرثوذكس، والأسقفية، حيث يسهم في دعم روح التعاون والعمل المشترك بين مختلف الكنائس. وأضاف: “يمثل المجلس جسراً للتفاهم والتعاون بين الكنائس المصرية فيما يخص قضايا المجتمع والوطن”.