واجه مشروع هيدروجين -يُعدّ الأكبر من نوعه في بريطانيا- نقلة نوعية، بعد تغيير هيئات محلية موقفها من رفضه إلى القبول.
وفي مارس/آذار 2025، أرجأ مجلس أبردينشاير حسم أمر مشروع "كينتور" لشهر أبريل/نيسان الجاري، بعدما تعثّر دعم المجلس له نتيجة توصية إحدى لجانه بالرفض.
ووفق قاعدة بيانات مشروعات الهيدروجين العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، يُعد "كينتور" أكبر مشروعات الوقود الأخضر في بريطانيا بعد بنائه، وأحد أكبر المشروعات في أوروبا بالكامل.
ومن المستهدف أن تصل قدرة المشروع إلى 3 غيغاواط، ما يمثّل إحدى أبرز المحطات الأوروبية لتلبية الطلب في القارة العجوز، ودعم انتشار الطاقة النظيفة.
تطورات مشروع كينتور للهيدروجين
تُشير تطورات مشروع كينتور للهيدروجين إلى تغيير في الموقف المحلي، إذ تقلّصت مخاوف التوسع الصناعي وانتقادات هيئة البيئة التاريخية في إسكتلندا.
وبذلك، تستعد خطط بناء المشروع إلى المضي قدمًا رغم الرفض المسبق، ودعوات الإلغاء التي تصاعدت الشهر الماضي.

وتخوّف أعضاء لجنة تابعة للمجلس -في السابق- من انتشار المرافق الصناعية في منطقة "كينتور" بصورة مبالغة، بالإضافة إلى الأبعاد البيئية للموقع.
ويبدو أن كبير مدير التطوير في "كينتور"، ويليام سمرلين، نجح في إقناع أعضاء المجلس المحلي ولجانه بجدوى المشروع.
وأشار إلى توفيره فرص عمل تفوق 3 آلاف وظيفة خلال مرحلة البناء، وما يزيد على 300 وظيفة في التشغيل وسلسلة التوريد، ما يدعم التنمية الاقتصادية لإسكتلندا والأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد.
وأعرب سمرلين عن ثقته بجذب المشروع عطاءات شركات أبردينشاير، غير أن الأنظار معلقة حاليًا بشأن القرار النهائي لحكومة إسكتلندا الذي ينظر إلى قرار المجلس المحلي وآرائه باهتمام.
جدل أكبر مشروعات الهيدروجين البريطانية
شهد أكبر مشروعات الهيدروجين البريطانية جدلًا قبل توصية مجلس أبردينشاير بدعم محطة كينتور، وقاوم أحد الأعضاء اتجاه المجلس نحو قبول المشروع غير أنه تراجع عن رفضه بعد المناقشات المطولة.
وقال إن قرار دعم المشروع أو رفضه صعب للغاية، بالمقارنة بين المكاسب الاجتماعية والاقتصادية له مقابل اعتبارات السلامة والتداعيات السلبية المتوقعة.
ولفت إلى ضرورة تأمين وظائف للطلاب والخريجين المحليين، في ظل تراجع وظائف النفط والغاز.
وقالت عضوة أخرى في المجلس المجلس، إن الوظائف المتوقعة لمشروع كينتور، وتعويضات الكربون بيئيًا على أثره، إيجابية للغاية؛ لكنها لا تكفي لاستيعات المخاوف من إطلاق المشروع مواد خطرة تضرّ بالسكان المحيطين.
ورحّب آخرون بالتوسع في استعمال تقنيات الهيدروجين، لكن مخاوف قرب موقع المشروع من السكان ما تزال محل جدل.
وعقب نقاش بين الأعضاء، صوّت المجلس المحلي لصالح منح ترخيص التخطيط لمشروع كينتور الهيدروجيني بـ43 صوتًا، ويعكف المجلس على مخاطبة حكومة إسكتلندا بقراره.

ريادة بريطانية وأوروبية
تتولى شركة ستاتيرا إنرجي بناء مشروع "كينتور" للهيدروجين الأخضر وتطويره، وتُشير التوقعات إلى أن منطقة شمال شرق المملكة المتحدة ستتحول إلى الريادة العالمية في قطاع الطاقة بدعم المشروع.
ويتمثّل المشروع في محطة هيدروجين أخضر بقدرة 3 غيغاواط التي تعتمد على فائض إنتاج طاقة الرياح البحرية، واختُير موقع المشروع قرب محطة كهرباء فرعية وشبكة لتخزين البطاريات.
ويعتمد المشروع بصفة رئيسة على إنتاج طاقة الرياح الغزير في إسكتلندا، ما يشجع استثمارات طاقة الرياح البحرية في المنطقة، ويستفيد أيضًا من خطوط أنابيب الغاز لنقل الهيدروجين.
وتتبنّى خطة المشروع رؤية حول إعادة الاستفادة من المياه اللازمة للتحليل الكهربائي، إذ تُستعمل مياه نهر "دون" في تبريد المعدات ويُعاد ضخها إلى النهر مرة أخرى بعد معالجتها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: