عمرو الجنايني أحد أبرز الأسماء التي رسخت حضورها بقوة في القطاع المالي المصري، وترك بصمة واضحة كذلك في المجال الرياضي، شخصية جمعت بين الدقة المصرفية والانضباط الإداري، وبين الحسم في اتخاذ القرار والقدرة على عبور الأزمات، ما جعله محل تقدير وثقة في كل منصب تقلده، سواء داخل البنوك الكبرى أو على منصات الرياضة المصرية.
ولد عمرو الجنايني في 25 أكتوبر عام 1964 بمحافظة القاهرة، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1985، ليبدأ بعدها مسيرته المهنية التي وضعته سريعًا في صدارة المشهد المصرفي المصري.
من هو عمرو الجنايني؟
بزغ اسم عمرو الجنايني، بقوة داخل البنك التجاري الدولي CIB، حيث شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة منذ أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة، وتحديدًا منذ عام 2003.
وخلال تلك الفترة، ساهم الجنايني في رسم السياسات العليا للبنك، وقيادة التحول الرقمي، وتوسيع قاعدة العملاء، إضافة إلى تعزيز جودة الخدمة المصرفية والامتثال للمعايير العالمية، ما جعل CIB أحد أقوى الكيانات المالية ليس فقط في مصر، بل في الشرق الأوسط.
تأسيس شركات استثمارية رائدة
لم يتوقف عطاء عمرو الجنايني عند البنك التجاري الدولي، بل امتد ليؤسس ويرأس مجلس إدارة شركة "سي آي أستس مانجمنت" منذ تأسيسها في عام 2005، وهي إحدى الشركات التابعة للبنك، والمتخصصة في إدارة الأصول والثروات.
ومن خلال هذا الدور، عمل على تطوير أدوات الاستثمار، وتصميم محافظ مالية مرنة ومتنوعة تناسب مختلف شرائح المستثمرين، مع الحرص على تبني سياسات استثمارية مستدامة تعزز من الاستقرار المالي والنمو طويل الأجل، وهو ما انعكس على الأداء القوي للشركة في سوق يشهد تقلبات مستمرة.
دعم أسواق المال المصرية
وفي موازاة ذلك، تولى عمرو الجنايني عضوية مجلس إدارة شركة "مصر للمقاصة والإيداع والقيد المركزي" منذ عام 2006، وهو موقع استراتيجي ضمن البنية التحتية للبورصة المصرية.
وقد ساهم من خلال هذه العضوية في دعم أنظمة الحوكمة وتطوير آليات التسوية والحفظ المركزي، بما يعزز من كفاءة السوق المالية ويزيد من جاذبيتها للاستثمار المحلي والأجنبي، وذلك في إطار حرصه الدائم على بناء بيئة مالية مستقرة وعادلة.
وعلى صعيد الدعم المؤسسي للمتداولين، أسس الجنايني الجمعية المصرية للمتداولين في الأسواق المالية (ACI) عام 1990، ليشغل منصب المؤسس والرئيس الشرفي لها، كما تولى أيضا منصب الرئيس الشرفي للاتحاد العربي للمتداولين (ICA) منذ عام 2003.
وقد مثلت تلك الخطوات ركيزة أساسية في تنظيم المهنة ورفع كفاءة العاملين بها، من خلال تنظيم المؤتمرات وورش العمل وبرامج التدريب، إلى جانب توحيد المفاهيم بين المؤسسات المصرفية والأسواق المالية في الدول العربية.
دور رائد في دعم الرياضة المصرية
مسيرة عمرو الجنايني لم تقتصر على القطاع المالي، بل امتدت إلى مجال الرياضة، حيث خاض تجربة ناجحة ومؤثرة في نادٍ بحجم نادي الزمالك، إذ شغل عضوية مجلس الإدارة خلال الفترة من 2006 وحتى عام 2013.
وفي تلك الفترة، كان عنصرا فاعلا في دفع عجلة الإصلاح الإداري داخل النادي، والمساهمة في وضع خطط تطويرية شاملة، سواء على مستوى الفرق الرياضية أو على صعيد البنية التحتية، وهو ما ساعد الزمالك على تجاوز العديد من التحديات التنظيمية.
كما كان له دور محوري ضمن مجلس إدارة صندوق دعم الرياضة، حيث دعم عددًا من المشروعات التي استهدفت النهوض بالمستوى الرياضي العام في مصر، خاصة في الأقاليم، وعمل على تمكين الأندية والاتحادات من تجاوز الأزمات المالية، من خلال توفير الدعم المؤسسي والتخطيط التمويلي السليم.
إنقاذ اتحاد الكرة ونادي الزمالك
وبلغت ذروة حضوره الرياضي عندما تم تكليفه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) برئاسة اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، خلال الفترة من أغسطس 2019 وحتى ديسمبر 2020، وهي مرحلة بالغة الحساسية بعد حل مجلس الإدارة السابق.
وتمكن الجنايني خلالها من إعادة الانضباط لمنظومة الكرة المصرية، واتخذ قرارات مهمة منها تثبيت عدد اللاعبين الأجانب في الدوري المصري الممتاز، فضلا عن فرض شفافية أكبر في آليات اتخاذ القرار داخل الاتحاد.
كما أسندت إليه رئاسة اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة نادي الزمالك في واحدة من أكثر فترات النادي اضطرابا، حيث تولى المسؤولية في نوفمبر 2019 واستمر لمدة عام كامل حتى نوفمبر 2020.
وخلال تلك الفترة، نجح في احتواء الأزمات المالية والقانونية، وإعادة ضبط الإيقاع الإداري للنادي، حتى تم إجراء الانتخابات التي أسفرت عن فوز المجلس الحالي برئاسة حسين لبيب، بعد أن مهد الجنايني الطريق نحو مرحلة أكثر استقرارا وشفافية.
قائد متجدد في بيئات متغيرة
وبالنظر إلى تلك المسيرة التي تجمع بين العمق المالي والاحترافية الرياضية، يتضح أن عمرو الجنايني يمثل نموذجا نادرا للقائد المتوازن، الذي يمتلك رؤية استراتيجية وقدرة تنفيذية، تؤهله لقيادة مؤسسات معقدة في بيئات متغيرة.
فاسهاماته في تطوير القطاع المصرفي، إلى جانب أدواره في ضبط إيقاع العمل الرياضي، تؤكد أن النجاح لا يتحقق بالمصادفة، بل هو ثمرة إخلاص وكفاءة وحضور ذهني مستمر، ليواصل إسهامه في دعم استقرار الاقتصاد المصري وتعزيز تنافسية قطاع المال في مواجهة التحديات العالمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
