أخبار عاجلة

مشروعات إزالة الكربون تصطدم بتعقيدات التراخيص وسلسلة التوريد (تقرير)

مشروعات إزالة الكربون تصطدم بتعقيدات التراخيص وسلسلة التوريد (تقرير)
مشروعات إزالة الكربون تصطدم بتعقيدات التراخيص وسلسلة التوريد (تقرير)

تصطدم مشروعات إزالة الكربون بتعقيدات الحصول على التراخيص وعقبات سلسلة التوريد، ما يؤدي إلى إلغائها في حالات عديدة.

في هذا الإطار، تأجلت تجربة كانت تهدف إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي باستعمال مياه البحر قبالة ساحل كورنوول في جنوب غرب المملكة المتحدة.

ولا يعود ذلك إلى أن البحث العلمي لم ينجح، بل بسبب التحديات التجارية واللوجستية المصاحبة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُعدّ هذه التجربة هي الأحدث في سلسلة من مشروعات إزالة الكربون واحتجازه التي تعثّرت تحت وطأة المخاوف العامة، وتعقيدات الحصول على التراخيص، وتقلبات سلسلة التوريد.

مشروعات إزالة الكربون من مياه المحيط الأطلسي

اقترحت شركة بلانيتاري تكنولوجيز (Planetary Technologies) -وهي شركة كندية ناشئة- مشروعات إزالة الكربون من مياه المحيط الأطلسي في خليج سانت آيفز بمقاطعة كورنوول البريطانية.

وكانت الفكرة الأساسية هي تعزيز قدرة المحيط الطبيعية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، عن طريق إضافة القلوية إلى مياه البحر.

عمليًا، كان هذا يعني إضافة كمية من هيدروكسيد المغنيسيوم المخفف إلى مياه الصرف الصحي المعالجة المُطلقة في الخليج، وهو مركب يُستعمل عادةً مضادًا للحموضة.

وفي الوقت نفسه، يذوب هيدروكسيد المغنيسيوم، ويرفع درجة حموضة الماء، ما يُخفف من حموضته.

أحد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه في بلدة نورثويتش بالمملكة المتحدة
أحد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله في بلدة نورثويتش بالمملكة المتحدة – الصورة من أكسيس بلانينيغ

ولأن المياه الأقل حمضيةً قادرة على الاحتفاظ بكمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون المذاب، فإن مياه البحر المعالجة تسحب كميات إضافية من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، محولةً إياه إلى أيونات بيكربونات مستقرة، وحابِسة إياه في المحيط لآلاف السنين.

مشروع كورنوول التجريبي

في مشروع كورنوول التجريبي، تعاونت شركة بلانيتاري تكنولوجيز مع شركة ساوث ويست ووتر (South West Water) المحلية لإطلاق تجربة على نطاق ضيق في سبتمبر/أيلول 2022.

وشهدت هذه التجربة إضافة نحو 4 أطنان من هيدروكسيد المغنيسيوم على مدار 3 أيام إلى مجرى النفايات السائلة في محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة.

بعد ذلك، صُرف الخليط عبر أنبوب موجود على بُعد 2.4 كيلومتر من الشاطئ إلى خليج سانت آيفز.

وراقب علماء من مختبر بليموث البحري وخبراء مستقلون آخرون التجربة، وقاسوا كيمياء المياه حول المصب آنيًا.

وكانت النتائج الأولية مشجعة، فحتى عند تخفيفه بنسبة1/5000، زاد هيدروكسيد المغنيسيوم من قلوية مياه البحر، ما يؤكد حدوث تفاعلات تحييد ثاني أكسيد الكربون.

وأفاد تحليل لاحق بزيادة القلوية وانخفاض ثاني أكسيد الكربون بالقرب من نقطة التفريغ، دون ملاحظة أيّ ضرر قصير المدى.

معدات التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في محطة كهرباء تعمل بالفحم بولاية تكساس
معدّات التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في محطة كهرباء تعمل بالفحم بولاية تكساس – الصورة من رويترز

وأثبتت بلانيتاري تكنولوجيز أن إضافة جرعة من مضاد الحموضة إلى المحيط يمكن أن تزيل كميات قابلة للقياس من ثاني أكسيد الكربون، مسجلةً بذلك سابقة عالمية في هذا المجال.

بناءً على ذلك، اقترحت الشركة تجربةً أوسع نطاقًا في عام 2023، لنشر ما يصل إلى 450 طنًا من البروسيت -وهو شكل طبيعي من هيدروكسيد المغنيسيوم- على مدى 3 إلى 4 أشهر.

وقدّرت الشركة إزالة صافية قدرها 200 طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يُعادل الانبعاثات السنوية لنحو 40 سيارة.

وعلى المدى الطويل، تسعى شركة بلانيتاري تكنولوجيز إلى توسيع نطاقها لنشر 40 طنًا من هيدروكسيد المغنيسيوم يوميًا، لتشكّل جزءًا من شبكة عالمية لإزالة ثاني أكسيد الكربون، في انتظار التحقق من سلامتها.

بداية واعدة في كورنوول

حصلت شركة بلانيتاري تكنولوجيز، التي تأسست عام 2019، وحصلت مؤخرًا على جائزة إكس برايز XPrize لإزالة الكربون بقيمة مليون دولار، على منحة حكومية بريطانية بقيمة 250 ألف جنيه إسترليني (332.71 ألف دولار) لاستكشاف طريقتها في مجال قلوية المحيطات.

حددت الشركة الظروف في خليج سانت آيفز، بما في ذلك المياه الضحلة ذات الاختلاط الجيد، بصفتها ظروفًا مثالية لإجراء تجربة، وبدأت بالتواصل مع الجهات التنظيمية وشركة ساوث ويست ووتر.

وأُجريت تجربة عام 2022 وسط وعي عام محدود، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

عند انتشار خبر التجربة في ربيع عام 2023، تصاعد القلق العام، وشككت مجموعات المجتمع المحلي في الأثر البيئي، وأثارت مخاوف بشأن نقص الشفافية.

إزاء ذلك، عقدت بلانيتاري تكنولوجيز مشاورات، ونشرت أسئلة شائعة، واستعانت بعلماء من مختبر بليموث البحري لعرض نتائجهم. وتعهدت الشركة بعدم تحقيق دخل من تجربة كورنوول، وسعت إلى إيجاد مصدر لهيدروكسيد المغنيسيوم في المملكة المتحدة.

بحلول أواخر عام 2024، توقَّف المشروع، وخلصت مراجعة مستقلة بتكليف من وكالة البيئة إلى أن التجربة شكّلت خطرًا بيئيًا منخفضًا، إلّا أن زخمها قد تلاشى.

في أبريل/نيسان 2025، أكدت شركة بلانيتاري تكنولوجيز أنها لن تواصل مشروع خليج سانت آيفز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رسميا .. خالد البلشي نقيبا للصحفيين لفترة ثانية بانتخابات التجديد النصفى
التالى البنك الدولي يدعم توسيع منظومة صحة الأم والطفل في البادية المغربية