أدان حزب "المستقلين الجدد" الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت العاصمة السورية دمشق ومناطق أخرى، واصفًا إياها بالتصعيد الخطير في المنطقة. واعتبر الحزب أن هذه الهجمات تمثل اعتداءً صارخًا على سيادة دولة عربية وشعبها، مؤكدًا تضامنه الكامل مع الشعب السوري وحقه في الحفاظ على وحدة أراضيه وسلامته.
حزب "المستقلين الجدد" يدين الغارات الإسرائيلية على دمشق
وقال الدكتور هشام عناني، رئيس الحزب، إن "الهجوم الجوي على سوريا مرفوض بكل المقاييس، حتى وإن حاولت إسرائيل تبريره بالدفاع عن طائفة الدروز جنوب دمشق"، مشيرًا إلى أن هذه الذرائع لا تنطلي على أحد، وأن الهدف الحقيقي من الغارات هو فرض واقع جديد في الجنوب السوري.
وأضاف عناني أن الغارات التي قاربت العشرين ضربة جوية، تحمل رسائل متعددة، أبرزها تثبيت الوجود الإسرائيلي في مناطق مثل جبل الشيخ، واستكمال استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتفكيك القدرات العسكرية السورية عبر ضربات متكررة. كما أشار إلى أن هذا التصعيد يهدف إلى خلق توازنات جديدة تخدم الأجندة الإسرائيلية على حساب استقرار سوريا والمنطقة.
وأكد الحزب في بيانه احترامه لإرادة الشعب السوري ودعم الموقف الرسمي السوري الرافض لأي انتهاك خارجي، داعيًا إلى موقف عربي موحد في مواجهة هذا العدوان. كما شدد على أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يهدد بانفجار أوسع، ويقوّض أي جهود دولية لإعادة الاستقرار إلى سوريا.
الحرب في سوريا
منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، تحولت سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، كان أبرز أطرافها إسرائيل التي كثفت منذ عام 2017 هجماتها الجوية ضد أهداف عسكرية قالت إنها تابعة لإيران أو "حزب الله". وتبرر إسرائيل هذه الغارات بأنها تهدف إلى منع تموضع إيران عسكريًا قرب حدودها.
الغارات الأخيرة التي استهدفت دمشق وجنوب سوريا تأتي في سياق تصعيد متزايد في المنطقة، في ظل الانخراط الإسرائيلي في الملف السوري، خاصة في المناطق المحاذية لمرتفعات الجولان المحتلة، حيث تسعى إسرائيل لتأمين "حزام أمني" عبر قوى محلية متحالفة معها، وفق ما كشفته تقارير استخباراتية غربية.
وتستغل إسرائيل هشاشة الوضع الأمني والسياسي في سوريا لتمرير أجندتها، في وقت لا تزال فيه دمشق تتعافى ببطء من آثار الحرب الطويلة، وتواجه تحديات اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة. وقد أدت الغارات إلى تدمير مواقع عسكرية وإصابة مدنيين، وسط صمت دولي يثير انتقادات واسعة في الأوساط العربية.
في المقابل، تحاول القيادة السورية وحلفاؤها تثبيت معادلة ردع جديدة، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، ما يخلق حالة من التوتر الدائم في المنطقة الجنوبية. ويخشى مراقبون من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى اشتعال جبهة الجنوب، مما يهدد بانفجار إقليمي واسع يصعب احتواؤه.