هبطت أسعار الكهرباء في فرنسا مجددًا، لتنخفض إلى ما دون الصفر، في الوقت الذي طغت فيه الكهرباء المولّدة بالطاقة الشمسية على الشبكة الوطنية؛ ما أجبر أسطول الطاقة النووية الضخم في البلاد على تقليص الإنتاج بهدف موازنة المعروض، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويفرض إنتاج الطاقة المتجددة المتنامي في أوروبا ضغوطًا متنامية على شبكات الكهرباء في المنطقة؛ ما يدفع تكاليف الكهرباء إلى التحول نحو المنطقة السلبية.
ويتسبّب هبوط أسعار الكهرباء في فرنسا بفقدان المستثمرين عوائدهم. كما أنه يدفع مشغلي الطاقة النووية في البلاد، مثل إلكتريسيتي دي فرنس (Electricite de France)، المعروفة اختصارًا بـ"إي دي" (EDF)، إلى إدخال تعديلات إجبارية على التكاليف.
ونتج عن هبوط تكلفة الألواح الشمسية نمو كبير في قطاع الطاقة الشمسية في دول عدة، مثل فرنسا التي تخطط لإضافة سعة قوامها 5 غيغاواط خلال 2025، وهو رقم غير مسبوق.
وستواصل باريس إضافة تلك السعة تقريبًا سنويًا على مدى العقد المقبل على الأقل؛ ما يعني استمرار أسعار الكهرباء في التراجع إلى ما دون الصفر حتى تبني البلاد مزيدًا من سعة بطاريات تخزين الكهرباء لاحتواء الفائض في المعروض.
أسعار سلبية
يُعد هبوط أسعار الكهرباء في فرنسا إلى ما دون الصفر الأول من نوعه منذ يوليو/تموز من العام الماضي؛ إذ من المتوقع أن تهيمن الطاقة الشمسية هذا الأسبوع على الشبكة.
واستقر متوسط الأسعار اليومية عند سالب 1.05 يورو/ميغاواط/ساعة في مزادٍ ببورصة الطاقة الأوروبية إبيكس سبوت إس إي (Epex Spot SE) في العاصمة الفرنسية باريس، مسجلاً أدنى مستوى بين جميع الأسواق الرئيسة في أوروبا.
*(اليورو = 1.13 دولارًا أميركيًا)
ويصبح تحول أسعار الكهرباء بالساعة إلى المنطقة السلبية ظاهرة متكررة بدرجة كبيرة في أوروبا، في الوقت الذي تهيمن فيه الطاقة المتجددة على الشبكة الرئيسة، غير أن انهيار الأسعار إلى ما دون الصفر ما يزال أمرًا غير عادي.
تراجع العائدات
على الرغم من أن هبوط أسعار الكهرباء يحمل أنباءً سارة بالنسبة إلى الكثير من المستهلكين، فإنه يؤدي إلى تراجع كبير في العائدات بالنسبة إلى المطورين والمستثمرين في صناعة الطاقة المتجددة في أوروبا.
ومن المتوقع أن تلامس إنتاجية الطاقة الشمسية في فرنسا ذروتها، مسجلة قرابة 14 غيغاواط في 10 مايو/أيار الجاري، مقارنة بنحو 18 غيغاواط بحلول نهاية شهر مارس/آذار الماضي، وفق تحليلات بلومبرغ.
ويعني الانخفاض في تكاليف الألواح الشمسية أن فرنسا والبلدان الأخرى في أوروبا تضيف سعة جديدة بوتيرة قياسية؛ إذ يُتوقع أن تركب باريس سعة إضافية قوامها 5 غيغاواط خلال العام الحالي، حسب وحدة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس (BloombergNEF) لتابعة لشبكة بلومبرغ.
تأثير إضافي
إلى جانب ذلك، تؤثر الزيادة في سعة الطاقة المتجددة لدى فرنسا في منتجي الكهرباء التقليديين، بما في ذلك شركة الكهرباء الفرنسية "إلكتريسيتي دي فرنس".
ولامس متوسط إنتاج أسطول "إي دي إف" من المفاعلات النووية حتى الآن خلال شهر مايو/أيار الجاري أدنى مستوياته منذ عام 2022، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 1 مايو/أيار (2025)، مثّلت المفاعلات النووية قرابة نصف إنتاجية الكهرباء المولدة في فرنسا، مقارنة بأكثر من الثُلث في المعتاد، في حين بلغت إنتاجية الطاقة الشمسية 32%.
وثمة إجماع بين التجار والمحللين على أن أسعار الكهرباء السلبية في فرنسا ستبقى هكذا لبعض السنوات؛ نظرًا إلى أن المنطقة تفتقر حتى الآن إلى نظام بطاريات تخزين كهرباء يكفي لتحقيق التوازن بين ارتفاعات وانخفاضات المعروض.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.أسعار الكهرباء في فرنسا من بلومبرغ.
