أخبار عاجلة
الخنوس على رادار ليفربول وأرسنال -

عودة ماسبيرو للدراما.. مغامرة أم انتحار؟.. مخرجون ومسؤولون سابقون يشككون في جدوى مؤتمر الدراما

عودة ماسبيرو للدراما.. مغامرة أم انتحار؟.. مخرجون ومسؤولون سابقون يشككون في جدوى مؤتمر الدراما
عودة ماسبيرو للدراما.. مغامرة أم انتحار؟.. مخرجون ومسؤولون سابقون يشككون في جدوى مؤتمر الدراما

في وقت تتجدد فيه الدعوات لإعادة إحياء دور ماسبيرو في إنتاج الدراما المصرية، بعد إعلان الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن الاستعداد لتقديم مسلسلي "طلعت حرب" و"مجدي يعقوب"، ثم إطلاقه مؤتمر تطوير الدراما، تتصاعد الأصوات الناقدة من داخل البيت نفسه، مشككة في جدوى هذه المحاولات ومعتبرة إياها "شو إعلامي" لا أكثر.

وأكد مخرجون ومسؤولون سابقون أن العودة للإنتاج الدرامي من بوابة ماسبيرو، بعد سنوات من التوقف والتهميش، ليست فقط مغامرة غير محسوبة، بل محاولة تصطدم بواقع متغير وسوق درامي تجاوز إمكانيات ماسبيرو، ليست المادية فقط، ولكن على مستوى التطور في الصناعة بأكملها.

أيمن عبد الرحمن: طلعت حرب ومجدي يعقوب لا يصنعان دراما.. وعودة ماسبيرو للإنتاج انتحار

قال المخرج الدرامي والناقد أيمن عبد الرحمن، إن فكرة تقديم مسلسلات عن طلعت حرب ومجدي يعقوب “فاشلة”، ولن تجذب أي جمهور لمشاهدتها، مشيرا إلى أن من يتحدثون عن مؤتمر تطوير الدراما المصرية يستهدفون الشو الإعلامي فقط.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، أنه كأحد أبناء ماسبيرو يتمنى العودة لتقديم دراما، قبل أن يخرج على المعاش، ولكن الواقع الجديد في سوق الإنتاج الدرامي قد تجاوز ماسبيرو بقطاعاته، معقبا: "نحن لا نصلح لأن نقوم بإنتاج درامي لعدة أسباب، أولها أن قنوات ماسبيرو لم يعد يتابعها أحد، وأي عمل درامي ستقدمه من إنتاجك وعلى شاشاتك لن يشاهده أحد".

وأشار عبد الرحمن، إلى أن الوسائط أصبحت مختلفة وعادة المشاهدة للتليفزيون المصري اختفت، خاصة مع الأجيال الجديدة التي تتابع المنصات، موضحا أن طريقة الإنتاج الدرامي بجميع تفاصيلها اختلفت، ولم يعد ماسبيرو بمخرجيه قادرين على مواكبة هذا التطور في شكل ومحتوى الدراما.

وأكد أن الهيئة الوطنية للإعلام لن تقدر على المنافسة في سوق الدراما بالوقت الحالي، خاصة أن إنتاجاتها ستخرج تحت إشراف جهات إدارية روتينية، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل عرض قوية يمتلكها ماسبيرو، وقال: "الأجيال الجديدة وهي النسبة الأكبر في المجتمع لا تعرف القناة الأولى والقناة الثانية، ولم ولن تتابعها في أي وقت، وبذلك تكون خسرت جمهور كبير جد"، مستنكرا: "مين بيتفرج على قنوات ماسبيرو دلوقتي!".

ونوه بأن من يقوموا بعمل مؤتمرات والترويج لفكرة عودة الروح لـ ماسبيرو، لا يمتلكوا آليات المهنة بتطورها، لافتا إلى أنه لا يوجد في قطاعات ماسبيرو أجيال جديدة من المخرجين والمؤلفين، والأجيال القديمة بتاريخهم الكبير، لم يواكبوا أي تطور في عالم الإنتاج الدرامي، ودون ذكر أسماء إيقاعهم بطيء وقديم.

وأكمل قائلا: "صناعة الدراما تطورت كثيرا في العالم، وأعتقد أن ماسبيرو ليس لديه القدرة على مواكبة هذا التطور، ولا يمكن أن ننتج أعمالا درامية تصلح للعرض في نتفيلكس أو أمازون أو غيرها من المنصات".

وأوضح إن شكل الدراما اختلف على مستوى السرد "النص الدرامي" بمعنى - شكل الكتابة - وأيضا على مستوى التنفيذ، وقال: "بالتالي أنت مش هتقدر تجيب مخرج من الموهوبين الشباب اللي ناجحين دلوقتي"، متسائلا: "هل لدينا مخرجين في التليفزيون قادرين على العمل في الشكل الجديد؟! مستحيل".

ولفت إلى أن فكرة تطوير الدراما كان من الممكن أن تكون جيدة في حال بدأت منذ 10 سنوات على الأقل، ولكن ما يحدث حاليا مجرد "شو" من أجل إرضاء الرئيس بعد تصريحاته عن الدراما، مضيفا أن شخصيات كـ طلعت حرب أو مجدي يعقوب لا يوجد في حياتهم ما يستدعي تقديمها في عمل درامي.

وشرح قائلا: "مثلا طلعت حرب لا يوجد في حياته أي صراع درامي جاذب، أما مجدي يعقوب فعاش 50 عاما من حياته خارج مصر، فكيف ستقدم هذه المرحلة! وهل لدينا القدرة على التصوير بالخارج في ظل هذه الظروف الصعبة! مستحيل، ومن الأفضل أن نقدم عن حياتهم فيلم تسجيلي مثلا".

وختم عبد الرحمن تصريحاته قائلا: "من يتحدث عن أن هذه الأعمال تقدم رسالة ولا تستهدف ربح، فعليه أن يعرف إن صناعة الدراما تستهدف الربح أولا مع المتعه والترفيه، وإذا فقدت هذه الأهداف، فلن تنجح ولا داعي لتقديمها لأنك بذلك ستقدم أعمال فاشلة لم تحقق ربح مادي ولا نجاح جماهيري، ولن تجد فرصة للإنتاج مجددا"، وقال: "أرجوكم سيبوا الدراما في حالها".

عادل العبساوي: ماسبيرو خارج السوق.. والمؤتمر تجاهل صناع الدراما الحقيقيين

عادل العبساوي وكيل وزارة الإعلام الأسبق، ورئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز الأسبق، قال: "مبدئيًا أثمن وأقدر غيرة الكاتب الصحفي أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام على حال الدراما في مصر في الآونة الأخيرة، ولهذا كان هذا المؤتمر وسط نخبه من صناع الدراما الكبار، والذين أثروا الدراما العربية على مدار ٦٥ عاما وهو عمر التلفزيون المصري".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز": "لكن الحقيقى لي بعض الملحوظات منها أن صناع الدراما الجدد لم يكونوا وسط المدعوين، فكتاب الدراما الجدد من الشباب لهم لغة مختلفة تخاطب شباب المصريين وهم الأجدر بالدعوة، لأنهم هم صناع الدراما الفعليين في هذا العصر".

وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام تدعو لمؤتمر للدراما وهي أصبحت متوقفة عن الصناعة بعد تجفيف قطاع الإنتاج بعد عام ٢٠١١، كذلك توقف الأعمال الدرامية في شركة صوت القاهرة في نفس التوقيت تقريبًا.

وأكمل: "المفروض لكل مؤتمر أهداف ومحاور وتوصيات، وإذا، سلمنا بأن كل هذه الشروط توافرت في المؤتمر، فما هي الجهة المنوطة بتنفيذ تلك التوصيات، لا أحد يعرف الإجابة".

وأوضح أن غياب أهم عناصر صناعة الدراما عن المؤتمر يثير علامات تعجب، مثلا لم أسمع عن حضور أحد من قطاع الدراما بالمتحدة، على سبيل المثال، كذلك لم أسمع عن حضور وسائط عرض جديدة مثل المنصات بهذا المؤتمر، وهي المستقبل للأعمال الدرامية، وهذا العنصران من أهم عناصر صناعه الدراما في الوقت الحالي، بالإضافة لعدم وجود جهات تسويق درامي.

وختم العبساوي قائلا: "طبعًا أدعم وأتمنى عودة قطاع الإنتاج بالهيئة الوطنية للإعلام، ولكن بمواصفات مختلفة، علي سبيل المثال.. اختيار أعمال ذات صبغة جادة ولكن بإيقاع العصر، حتي تجذب أكبر قطاع من المشاهدين، واختيار مواضيع درامية تعبر عن الواقع، واستخدام أحدث تكنولوجيا التصوير والمونتاج لتتوفر عناصر الإبهار في الصورة، وللأسف كل هذا لا يتوفر حاليا في ماسبيرو، والأهم لا يتم اختيار المخرج عن طريق الدور كونهم موظفين، لكن يتم اختيار المخرج المناسب للعمل المناسب، وأيضا للأسف لم يعد هذا الأمر متوفر".

عادل ثابت: الدراما سلعة تجارية.. وماسبيرو لا يمتلك أدوات البيع

وفي سياق الحديث، أوضح عادل ثابت، رئيس قطاع الإنتاج الأسبق، أن الأزمات الدرامية لا تحل بمؤتمرات، مشيرا إلى أن فكرة عودة ماسبيرو للإنتاج الدرامي خطرة جدا ومجازفة، خاصة بعد توقف كل هذه السنوات.

وقال عادل ثابت إن قطاع الإنتاج فقد فاعليته وأصبح "اسمًا بلا مسمى"، مشيرًا إلى أن ماسبيرو بقطاعاته المختلفة في حاجة إلى أجيال جديدة تواكب التطور في الصناعة، وللأسف هذا لم يحدث بسبب توقف التعيينات لسنوات طويل، وعدم دخول أجيال جديدة قادرة على مواكبة التطور في هذه الصناعة.

وتطرق إلى المقارنة بين التكلفة الإنتاجية في الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أن أجور الفنانين قفزت بشكل غير مسبوق، وذكر مثالًا بأن النجم يحيى الفخراني كان يتقاضى 13 ألف جنيه تقريبًا في الحلقة عن مسلسل من أدبيات الدراما المصرية وهو "جحا المصري"، وهذا رقم يبدو ضئيلًا مقارنةً بالأجور الحالية التي تصل إلى ملايين الجنيهات وتقدم أعمال قد تكون غير قيمة أو لا تصلح للعرض إلا لمرة واحدة.

واختتم عادل ثابت حديثه بالتأكيد على أن الدراما "سلعة تجارية" تتحكم فيها معايير السوق بشكله الجديد، وهذه المعايير لا تتوفر حاليا في ماسبيرو، ولذلك لم تجذب النجوم لتقديم أعمالهم على شاشته، كما أن طريقة التعامل بنظام القطاع الخاص لا تصلح في ماسبيرو، وهذا سيؤثر على أي محاولة لتقديم إنتاج درامي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق منتخب الصالات النسائية يواصل استعداداته لمواجهة أنجولا في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب
التالى أهداف مباراة مانشستر سيتي وأستون فيلا.. نونيز يخطف الفوز