أخبار عاجلة

منصة حفر عمرها 32 عامًا تتحول إلى متحف ومزار تاريخي.. قصة مثيرة

منصة حفر عمرها 32 عامًا تتحول إلى متحف ومزار تاريخي.. قصة مثيرة
منصة حفر عمرها 32 عامًا تتحول إلى متحف ومزار تاريخي.. قصة مثيرة

بدأت منصة حفر في شق طريق التنقيب البحري منذ خمسينيات القرن الماضي، لتنجح خلال فترة وجيزة في حفر المئات من آبار النفط والغاز.

ولم تكن "مستر تشارلي Mr. Charlie" منذ بنائها منصة عادية، بل حفرت اسمها في تاريخ صناعة الهيدروكربونات العالمية بوصفها أولى المنصات القابلة للتنقل والغمر، وفق قاعدة بيانات منصات الحفر والتنقيب العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبتصميم رائد أعاد تشكيل خطط الاستكشاف البحري، طرحت المنصة أولى الوحدات المتنقلة والقابلة للغمر، بعدما سبقتها للصناعة منصات حفر ثابتة.

وقبل أشهر قليلة، دخلت المنصة مرحلة فارقة جديدة بتسجيلها معلمًا تاريخيًا في ولاية لويزيانا الأميركية.

منصة مستر تشارلي

بدأ بناء منصة مستر تشارلي عام 1952، وامتد حتى نهاية 1953 في حوض ألكسندر لبناء السفن في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا.

ولمع تصميم المنصة في خيال مهندس شاب يعمل بالبحرية الأميركية -يُدعى ألدن دوك لابورد- لكن كعادة التاريخ تلقى الأفكار الثورية مقاومة مثلما رفضت شركات النفط والغاز الكبرى تبني مشروع المنصة.

جانب من منصة مستر تشارلي
جانب من منصة مستر تشارلي - الصورة من موقع مورغان سيتي

ووجد لابورد -آنذاك- ضالته في صاحب شركة نفط مستقلة بولاية أركنساس يُدعى تشارلز مورفي، الذي سُميت المنصة على اسمه، طبقًا لما أوردته مجلة أوفشور.

واشتهرت المنصة بأنها أول وحدة حفر بحرية يمكن نقلها من موقع إلى آخر على بارجة، بالإضافة إلى إمكان إخضاعها للغمر بصورة كاملة.

ومنذ خوض المنصة أولى مهامها عام 1954 حتى عام 1986، حفرت "مستر تشارلي" ما يزيد على 200 بئر نفط وغاز على امتداد ساحل الخليج الأميركي، بوصفها أول منصة حفر يمكن نقلها وغمرها بالكامل حتى عمق مائي يصل إلى 40 قدمًا.

قدرات الحفر

تتحرك المنصة المتنقلة الأولى في عالم الحفر البحري، بين موقع وآخر، على بارجة طولها 220 قدمًا وعرضها 74 قدمًا.

وترتفع قاعدة المنصة 60 قدمًا أخرى فوق سطح البارجة، وتربطهما أقدام ضخمة تؤدي مهمات إضافية مثل: توصيل الكهرباء والخدمات البحرية الأخرى، حسب معلومات موقع ريج ميوزيام.

وتقلّص دور "مستر تشارلي" بحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي (بعد مرور 32 عامًا على بدء التشغيل).

ويبدو أن ذلك يرجع إلى توسع أنشطة الحفر البحري إلى ما هو أعمق من 40 قدمًا، خاصة بالنسبة إلى المشروعات الكبرى، وفق موقع الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين (إيه إس إم إي ASME).

وعلى مدار عملها التشغيلي الذي يقارب 4 عقود، حفرت المنصة على عمق يصل إجماليه إلى 2.3 مليون قدم، لصالح شركات نفط كبرى مثل شركة شل العالمية.

وفي تقديرات أخرى، كشف أداء المنصة وتعاونها مع شركات النفط العاملة في الخليج الأميركي كافّة، عن أدائها مهام حفر بعمق قد يتجاوز 2.5 مليون قدم.

من منصة إلى متحف

شكّلت منصة مستر تشارلي "جزيرة مستقلة" باتساعها لطاقم يضم 58 فردًا، والتزوّد بالخدمات اللازمة كافّة، بدءًا من توليد الكهرباء، ومرورًا بالقدرة على التخلص من المخلفات، وحتى توافر الطعام والشراب وأنظمة مكافحة الحرائق ومنع الانفجارات، وغيرها.

ومع تقاعدها نهاية عام 1986 اختتمت "مستر تشارلي" مسيرة جاذبة، بعد ثورة في صناعة النفط البحرية نقلتها المنصة إلى خليج أميركا (المعروف سابقًا بخليج المكسيك، وتغيّر اسمه بموجب قرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب) والعالم.

مدخل متحف المنصة
مدخل متحف المنصة - الصورة من موقع AYP Travel

وحاول عمال النفط في المنطقة، وكذلك عمال طواقم عمل منصة مستر تشارلي، الحفاظ عليها.

وفي 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي 2024، منحت وزارة الداخلية الأميركية منصة حفر "مستر تشارلي" لقبًا مهمًا لصناعة النفط البحري.

وصنّفت الوزارة المنصة بوصفها معلمًا تاريخيًا بموجب قانون عام 1935 للمواقع التاريخية، وإحدى ركائز التراث الأميركي، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة.

وتستقر المنصة حاليًا في مدينة مورغان بولاية لويزيانا، وتُعامل أول وحدة بحرية متنقلة في العالم حاليًا بوصفها متحفًا ومركزًا للتدريب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار الخضار والفاكهة اليوم الأحد
التالى أسعار الريال السعودى في مصر اليوم الأحد