أخبار عاجلة
مدرب كينيا: واجهنا منتخبا مغربيا قويا -

الشراكة الجزائرية المصرية.. نموذج للتكامل في قطاع الطاقة (مقال)

الشراكة الجزائرية المصرية.. نموذج للتكامل في قطاع الطاقة (مقال)
الشراكة الجزائرية المصرية.. نموذج للتكامل في قطاع الطاقة (مقال)

تُعدّ الشراكة الجزائرية المصرية من أعرق الشراكات، إذ تعود جذورها إلى ما بعد الاستقلال، وقد حرصت الجزائر دائمًا على تعزيزها وتطويرها لتشمل مختلف المجالات والميادين مثل المحروقات، والطاقة، والبناء، والصناعة، وغيرها.

وفي مجال إنتاج الكهرباء، فازت كل من شركة أوراسكوم للإنشاءات الصناعية ومجمع ألستوم باور للمحطات بمناقصة سنة 2007 لإنجاز محطة كهرباء بقدرة 1200 ميغاواط بترڨة في ولاية عين تيموشنت بغرب الجزائر، خلال مدة 48 شهرًا.

ولأول مرة في أفريقيا والجزائر تُركَّب توربينات من نوع GT–26. وتُعدّ المحطة حاليًا قيد التشغيل، وتسهم في تعزيز الشبكة الكهربائية الوطنية.

وقد تجلّت الشراكة الجزائرية المصرية -في مجال المحروقات- بمشاركة شركة بتروجيت المصرية في مشروع الميرك بقاعدة حاسي بركين التابعة للشركة المشتركة بين سوناطراك وأناداركو، في مشروع يهدف إلى إنشاء المرافق السطحية اللازمة لاستغلال احتياطيات السوائل الهيدروكربونية.

مشروع الميرك ضمن الشراكة الجزائرية المصرية

يشمل مشروع الميرك، ضمن الشراكة الجزائرية المصرية، بناء منشأة معالجة مركزية بطاقة إنتاجية تبلغ 98 ألف برميل يوميًا، تتضمن وحدة مكثفات بطاقة 29 ألف برميل يوميًا، ووحدة لإنتاج غاز النفط المسال بطاقة 31 ألف برميل يوميًا، إضافة إلى قاطرة للسوائل الغازية بطاقة 600 مليون قدم مكعبة يوميًا.

كما يتضمن المشروع وحدة لضغط الغاز المتبقي وإعادة حقنه بسعة 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، بالإضافة إلى منشآت لمعالجة وإعادة حقن مياه الإنتاج بطاقة تصل إلى نحو 80 ألف برميل يوميًا.

وفي مجال البناء، كان لشركة "المقاولون العرب" المصرية دور بارز في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في الجزائر، من أبرزها مبنى وزارة المالية بالعاصمة، وبعض المشروعات السكنية في ولايات مثل البليدة، ومستغانم والعاصمة.

شعار شركة المقاولون العرب في إحدى الفعاليات
شعار شركة "المقاولون العرب" في إحدى الفعاليات

وجود مجمع السويدي إلكتريك في الجزائر

ومن الجدير بالذكر أن مجمع السويدي إلكتريك يمتلك فرعًا في الجزائر بدأ نشاطه منذ عام 2008، حيث خُصِّصَت هذه الوحدة لإنتاج الخطوط "الكابلات" بمختلف أنواعها، سواء منخفضة، متوسطة أو عالية الجهد، وتُستعمَل هذه المنتجات في خطوط النقل، ومحطات الطاقة الفرعية، وشبكات توزيع الكهرباء.

ومنذ عام 2010، رافق مجمع السويدي إلكتريك مختلف مشروعات الطاقة في الجزائر، من خلال تزويد، تركيب وتشغيل خطوط النقل والكابلات عبر مختلف التضاريس، بالإضافة إلى محطات الطاقة الفرعية ومحطات الطاقة الشمسية.

وفي سنة 2012، شهدت الشراكة الجزائرية المصرية بدء تشغيل مصنع المحولات الكهربائية بطاقة إنتاجية تصل إلى 3000 محول سنويًا، حيث ينتج المصنع محولات من النوع الجاف وأخرى مغمورة بالزيت ذات القدرات العالية.

أمّا في عام 2018، فقد افتتح المجمع مصنعًا آخر لإنتاج "الكابلات" بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف قطعة سنويًا، مخصصة لتلبية احتياجات مشروعات الطاقة التقليدية ومشروعات الطاقات المتجددة.

شراكة إستراتيجية بين سونلغاز والسويدي إلكتريك

شهدت الآونة الأخيرة تطورات مهمة ضمن الشراكة الجزائرية المصرية فيما يخصّ تعزيز استثمارات مجمع سونلغاز في الأسواق الخارجية، سواء على المستوى الأفريقي أو الدولي، مع تنويع نشاطاته.

ومن بين أهم الدول التي استهدفتها هذه الديناميكية مصر الشقيقة، إذ أجرى المدير العام لمجمع سونلغاز، برفقة وفد مرافق له، زيارة عمل إلى القاهرة بين يومي 8 و10 أبريل/نيسان 2025، التقى خلالها بعدد من الكوادر والمسؤولين في مجال الطاقة.

مجمع سونلغاز
مجمع سونلغاز - الصورة من algeriainvest

وشهدت الزيارة لقاء المدير العام لسونلغاز مراد لعجال بنظيره رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر جابر الدسوقي، بالإضافة إلى رئيسة مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء منى رزق.

وتباحث الطرفان سبل تعزيز الشراكة الجزائرية المصرية، من خلال التعاون بين شركات البلدين الناشطة في مجالات إنتاج الكهرباء، ونقلها وتوزيعها، وأكدا أهمية إنشاء شراكة قوية ومستدامة بين الشركتين.

وفي إطار برنامج الزيارة، قام الوفد الجزائري بعدّة زيارات ميدانية إلى وحدات إنتاج تابعة لمجمع السويدي إلكتريك، حيث عُقِدت اجتماعات بين الطرفين بهدف تعزيز التعاون في مجال تصنيع الآلات الكهربائية وتوسيع مجالات الشراكة الجزائرية المصرية الصناعية.

توقيع مذكرة تفاهم بين الشركتين

في 17 أبريل/نيسان 2025، عُقِد لقاء ثنائي بين وفدَي سونلغاز والسويدي إلكتريك، غير أن اللقاء هذه المرة جرى في الجزائر، إذ أشرف وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز (سونلغاز) وشركة السويدي إلكتريك المصرية.

وقد مثّل مجمع سونلغاز رئيسه المدير العام، في حين مثّل مجمع السويدي إلكتريك الرئيس التنفيذي للمجمع، وهو ما جاء استجابةً لتوصيات وتوجيهات رئاسة الجمهورية الرامية لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم الاستثمار في الجزائر، خاصة في مجالَي الطاقة والمعدّات الطاقية.

ويتضمن الاتفاق وضع آليات للعمل المشترك في عدد من المجالات، تشمل:

  • الهندسة وإنشاء المنشآت والبنى التحتية الطاقية.
  • تصنيع وتسويق المعدّات الطاقية، لا سيما تلك الخاصة بالتوتر العالي.
  • تبادل الخبرات وتنظيم برامج تدريبية للكفاءات الفنية بين البلدين.

وسينتج عن هذا الاتفاق تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن كلا الطرفين، تتولى دراسة فرص خلق تعاون جديد بين الجانبين، وهي خطوة من شأنها تعزيز الشراكة الجزائرية المصرية.

وفي إطار استراتيجية مجمع سونلغاز الرامية إلى تنفيذ كل المشروعات والبرامج المسطرة، يسعى المجمع إلى إنشاء شراكات واتفاقيات جديدة، سواء على المستوى الأفريقي أو الدولي.

وتأتي الاتفاقية الأخيرة الموقّعة مع شركة السويدي إلكتريك المصرية لتعزيز هذه السياسة، خاصة أن الشركة تعدّ شريكًا قديمًا في السوق الجزائرية، حيث استثمرت منذ بداية وجودها ما يقارب 20 مليار دولار في السوق الجزائرية.

وشملت هذه الاستثمارات مجالات عدّة في قطاع الطاقة، من الإنتاج والتوزيع إلى نقل الكهرباء، بالإضافة إلى الاستثمار في مشروعات الطاقات المتجددة. كما أسهمت وحدات الإنتاج التابعة للمجمع في تصدير منتجا، مثل الكوابل وإكسسواراتها، إلى عدد من الدول العربية والأجنبية.

د. مراحي رضا - باحث وخبير في مجال الطاقة

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. بقيمة 3.5 مليار دولار.. أمريكا توافق على بيع صواريخ متوسطة المدى إلى السعودية
التالى البنك الدولي يدعم توسيع منظومة صحة الأم والطفل في البادية المغربية